هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أيام قلائل وتبدأ الدراسة بالمدارس والجامعات المصرية وسط أجواء من القلق، خاصة بعد إعلان وزارة التعليم عن نيتها عودة العام الدراسي بشكل طبيعي كما كان الحال قبل فيروس كورونا، وهو ما يضع الأسرة المصرية في مأزق صعب ما بين مطرقة الفيروس وسندان الظروف الاقتصادية وأعباء العام الدراسي المادية.
وعبر عدد من الخبراء في تصريحات لـ"عربي21"
عن مخاوفهم من مخاطر العام الدراسي هذا العام والعودة بشكل طبيعي، سواء بسبب عدم
اكتمال استعدادات المدارس وتوفر أماكن كافية للطلاب في ظل الأعداد الكبيرة، أو
عدم توفر الاستعدادات الطبية ومنح اللقاح للطلاب قبل العام الدراسي، أو الاختناق الاقتصادي
الذي تعيشه البلاد وتأثيره على الأسرة المصرية، خاصة في أثناء العام الدراسي.
وفي هذا السياق، يقول أحد أولياء أمور تلميذ
بالمرحلة الابتدائية، أبو علي، هناك تخوفات بشكل كبير على أولادنا؛ لأنه خلال
العامين الماضيين لم تكن الدراسة منتظمة، وعندما تكون هناك محاولات لانتظامها لا بد
من توفر عوامل نجاحها، وهذا ما لا توجد له بوادر حتى الآن، سواء بمنح اللقاح
للتلاميذ أو باتخاذ إجراءات جادة بالمدارس.
أما الطالبة بجامعة الأزهر آية فرّاج، فتؤكد رغبتها في الانتظام بالدراسة، ولكنها تطالب بضرورة وجود تطمينات حقيقية، فحتى
منح اللقاح لم يتم حتى الآن كما تقول، ولم يتم إخطارهم بموعده أو الإجراءات
المطلوبة للحصول عليه، فضلا عن ضرورة وجود إجراءات احترازية بقاعات الدراسة.
ومن جانبه، أكد الطالب بالمرحلة
الثانوية محمد عبدالله، تخوفه الشديد من الانتظام الكامل بالمدارس، مشيرا إلى
أنه في الأحوال العادية لم يكن هناك انتظام بالمرحلة الثانوية خاصة الصف الثالث، وسوف
يكون أمامنا بدائل أخرى تتمثل في الدروس الخصوصية والمراكز التعليمية، حيث يكون
الوضع أفضل نسبيا من المدارس، حسب قوله.
صعوبة السيطرة
من جانبه، حذر وكيل وزارة الصحة المصرية
الأسبق مصطفى جاويش من صعوبة السيطرة على الأوضاع الصحية في العام الدراسي الجديد، سواء
بالإعلان عن متحور دلتا بلس بمصر منذ حوالي شهر ونصف، وهذا يمثل خطورة كبيرة لأنه
يصيب الأعمار الصغيرة، فضلا عن انتشاره بسرعة وصعوبة اكتشافه، وكذلك معضلة منح
اللقاح للطلاب، حيث لم يتم التعامل مع هذا الأمر بجدية حتى الآن.
اقرأ أيضا: فعالية لقاح كورونا تتضاءل بعد 6 شهور.. والحل "جرعة معززة"
وحول منح اللقاح للطلاب قبل العام
الدراسي، قال جاويش في حديثه لـ"عربي21"؛ إن الأمور لا تسير على ما يرام، حيث تأخذ وقتا طويلا قد يتخطى موعد بدء الدراسة، موضحا أن فترة أخذ جرعتين من
اللقاح والتأكد من تحقق المناعة قد يستغرق شهرين، والدراسة ستبدأ قبل ذلك، وهذا يعني
ببساطة أن هناك صعوبة شديدة في إنهاء هذا الأمر قبل بدء العام الدراسي، وهذا يشكل
خطورة كبيرة.
وطالب وكيل وزارة الصحة الأسبق بضرورة
التعامل في خطوط متوازية، بضرورة توفير عوامل التباعد من خلال فكرة الفقاعة داخل
المدارس، أو بوجود طبيب طوال اليوم وتنظيف دورات المياه وتوفر المطهرات.
الظروف الاقتصادية تزيد الأمر تعقيدا
من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي ممدوح
الولي إلى الظروف الاقتصادية الصعبة بمصر، التي تنعكس على الأسرة المصرية بشكل
مباشر، خاصة في ظل الاستعداد للعام الدراسي، مشيرا إلى زيادة سعر القطن على سبيل المثال، مما يؤدي إلي زيادة أسعار الملابس المدرسية، وكذلك ارتفاع سعر الجلود مما يؤثر
على تكلفة الشنط المدرسية والأحذية، لتزداد صعوبة استكمال متطلبات الدراسة من
مصروفات دراسية ومستلزمات مكتبية ومصروفات شخصية يومية، ونفقات سندوتشات المدرسة
وخلافه.
ويضيف الولي في حديثه لـ"عربي21":
رغم التحفظ على أرقام التضخم التي يعلنها جهاز الإحصاء الحكومي التي تميل للتقليل
من الأرقام الحقيقية له، والتي ذكرت أن نسبة التضخم السنوية كانت 6.1% بشهر تموز/يوليو
الماضي، إلا أنه في المقابل أشارت تلك البيانات إلى نمو أسعار الخدمات التعليمية
بنسبة 29.7%، وكذلك زيادة أسعار النقل والمواصلات بنسبة 8%، خاصة بعد رفع سعر
البنزين مرتين مؤخرا، وهذا كله يمثل أعباء على الأسرة المصرية بالتأكيد.
محاولات جادة وسط الصعوبات
وحول استعدادات المدارس للعام الدراسي
الجديد، قال الموجه العام بوزارة التعليم هشام عبد الحليم: هناك استعدادات كبيرة
هذا العام بالمدارس والجامعات، خاصة أن هناك نية لإعادة الأمور إلى طبيعتها
بالمدارس، من حيث حضور الطلاب العادي قبل كورونا، في محاولة لعودة طبيعية، وإن كان هناك
بعض الصعوبات بالتأكيد، سواء فيما يتعلق بأعداد الطلاب الكبيرة، أو نقص عدد المدارس
والفصول قياسا لعدد الطلاب، وهذه أزمة موجود من قبل كورونا.
وأضاف عبد الحليم في حديثه لـ"عربي21
": هذا العام يعدّ من الأعوام الصعبة، ويمثل تحديا كبيرا للمسؤولين، حيث هناك
إصرار على عودة انتظام الدراسة، ولكن هناك تخوفات من الأسر لأسباب كثيرة ربما لا
تساعد على ذلك؛ من قبيل عدم منح اللقاح لعدد كبير من الطلاب، فضلا عن الأعداد
الكبيرة، وكذلك وجود بدائل للمدارس من قبيل الدروس الخصوصية أو المراكز التعليمية، وهو ما سيؤثر بالتأكيد على عملية الانتظام بشكل كامل في المدارس.