هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي؛ إن "تقسيم إيران إلى دول عرقية سيؤدي لتغيير النظام فيها، ولعل الطريقة الأكثر أمانا للقيام بذلك، هي دعم الأقليات غير الفارسية هناك، التي تكافح من أجل الاستقلال والحرية، خاصة في ضوء ما شهدته الأسابيع الأخيرة من أحداث لم تقع منذ سيطرة الخميني على البلاد أوائل عام 1979، حيث وقعت احتجاجات ضد الحكومة وسياساتها الداخلية من قمع حقوق الإنسان، والحرمان السياسي، والفساد الحكومي".
وأضاف مردخاي كيدار، لأكاديمي
بجامعة بار إيلان، ومعلق شؤون الشرق الأوسط، في مقاله بصحيفة مكور ريشون، ترجمته
"عربي21"، أنه "فيما يشكل الفارسيون نصف الإيرانيين، فإن إيران فيها
عدد من المجموعات العرقية غير الفارسية كالأحواز العرب، الأكراد، الأذريون، البلوش،
التركمان، وأكثر، وانتفاض هؤلاء ضد الدولة الإيرانية كفيل باحتمال تفككها لدول عرقية، على غرار ما حدث للاتحاد السوفياتي ويوغوسلافيا".
وأشار إلى أنه "من المهم أن
تنأى إسرائيل بنفسها عن الصراعات الداخلية في الدول المجاورة، ومنها إيران؛ لأننا حاولنا
في 1982 إقامة "نظام جديد في لبنان"، لكننا فشلنا، كما أن الدعم الإسرائيلي
لأي حراكات إيرانية داخلية سيؤلب علينا الطرف الآخر وداعميه، لكن إسرائيل في الوقت
ذاته يجب عليها أن تركز على تغيير النظام في إيران، والإطاحة به، وإقامة حكومة من شأنها
تغيير سياسة إيران العدوانية تجاه جيرانها، بما فيها إسرائيل".
وأكد أن "أي دعم تقدمه
إسرائيل للانفصاليين المطالبين بتقسيم إيران، سيدفع الفرس لمزيد من التعنت، ودعم النظام
الحاكم، ليس لأنهم يريدونه، ولكن لأن الغالبية العظمى من الفرس يريدون الاستمرار بالسيطرة
على الأحواز، التي تمتلك معظم احتياطيات الدولة من الغاز والنفط، كما أن احتمال نجاح
العرب الأحواز بإقامة دولة مستقلة لن يقودهم لإقامة علاقات سلام مع إسرائيل؛ لأنهم
يوجهون دعاية قاسية معادية لها".
وحذر أن "العديد من الجيران
العرب للأحواز، خاصة قطر، لن يشجعونهم على الانضمام لدائرة السلام مع إسرائيل، على
العكس من ذلك؛ لأن سيطرة الأحواز على حقل غاز جنوب فارس سيجعلهم شركاء يسيطرون على
الجزء الجنوبي من حقول الغاز، وسيعملون ضد إسرائيل، بشكل عسكري مباشر ضد المصالح الإسرائيلية
في الخارج، أو بشكل غير مباشر بتشجيع الفلسطينيين والمسلمين في إسرائيل على الثورة
ضدها".
وأكد أنه "في حال تفكك
إيران، فإن القراءة الإسرائيلية لها تتمثل بظهور دول عرقية قد تكون فاشلة، ملوثة بالصراعات
الداخلية والعنف والاستبداد والفساد، وسوف تتهم إسرائيل بتشجيعها، مما سيضاعف تطلعات
الفلسطينيين وجهودهم، خاصة حماس، لإقامة دولة معادية في الضفة الغربية لإسرائيل".
واستدرك بالقول بأنه "من
ناحية أخرى، هناك عدد غير قليل من الأسباب التي تدعو إسرائيل لدعم الحراكات الانفصالية
في إيران؛ لأن نجاح الانتفاضة الأحوازية أولا سينتقل لمناطق عرقية أخرى في إيران،
ويضع البلاد في صراعات داخلية صعبة، مما سيوجد أمام النظام فرصا وتمويلا أقل لمواصلة
أنشطتها المعادية لإسرائيل في سوريا ولبنان، وسيتحسن موقع إسرائيل الاستراتيجي بشكل
كبير".
وتوقع الكاتب أن "تشهد
إيران في حالة التفكك تقاربا مع إسرائيل، مثلما حصل مع الاتحاد السوفيتي ويوغوسلافيا،
اللذين كانا معاديين تماما لإسرائيل، أما العديد من الدول التي نشأت على أنقاضهما
مثل أذربيجان وكرواتيا، فقد أظهرتا ودّا للغاية تجاهها".
وأشار إلى أن "انهيار إيران وتفككها سيساعد في عزل قطر، وهي مصلحة إسرائيلية،
والسماح لجيرانها كالسعودية والبحرين والإمارات، بإجبار قطر على وقف دعم الإخوان المسلمين
في جميع أنحاء العالم، وإجبارها على تغيير أسلوب ومحتوى قناة الجزيرة التي تكرهها حكومات
الدول العربية".
وأكد أنه "فضلا عن ذلك،
فسوف تصبح إسرائيل في حال تفكك إيران، وانهيارها، مكانا جاذبا للاستثمار الأجنبي، بعد
إزالة التهديد الرئيسي لها، وحينها يتمتع المستثمرون ببيئة أكثر هدوءل واستقرارا،
وسوف تشجع اليهود على الهجرة إلى إسرائيل، خاصة من الدول الغربية، التي تخشى حاليا
الهجرة لإسرائيل، وسيجعل الشحن البحري أكثر أمانا، والسبب الأخير لدعم ثورة الأحواز
هو توجيه ضربة قاسية لأيديولوجيات الإسلام السياسي".
وختم بالقول بأن "التقييم
الإسرائيلي لانهيار إيران وتفككها يؤكد أنها لن تكون عملية فورية، ولكن مع مرور الوقت،
سيصبح العالم أفضل وأكثر أمانا بدون النظام الإيراني، والطريقة الإسرائيلية التي تبدو
أكثر أمانا وتأكيدا لتحقيق هذا الهدف، هي الدعم العسكري والاقتصادي والاستخباراتي
والسياسي والمعنوي للأقليات غير الفارسية في إيران".