كتب

دراسة توثيقية لأحداث أفغانستان من الجهاد إلى الإمارة (2من2)

طالبان تتمدد في العديد من المناطق الأفغانية مع قرب انسحاب قوات الناتو من أفغانستان- (الأناضول)
طالبان تتمدد في العديد من المناطق الأفغانية مع قرب انسحاب قوات الناتو من أفغانستان- (الأناضول)

الكتاب: "صيف أفغانستان الطويل.. من الجهاد إلى الإمارة"
المؤلف: الدكتور أحمد موفق زيدان
عدد الصفحات: 500 صفحة
الناشر: دار لبنان للطباعة والنشر 2021

من الانسحاب السوفييتي إلى سقوط كابل 

 

نتيجة لمقاومة المجاهدين الأفغان الشرسة، وثباتهم الأسطوري في مواجهة الآلة العسكرية السوفييتية المدمرة، وتمكنهم من إحداث النكاية في القوات العسكرية السوفييتية بكل الأسباب والعوامل الإقليمية والدولية التي تهيأت لخدمة قضيتهم، اضطر السوفييت لاتخاذ قرار الانسحاب من أفغانستان، وهو ما كان في 15 شباط (فبراير) 1989 وباكتمال الانسحاب السوفييتي في ذلك التاريخ أُسدل الستار على آخر الحروب الكبيرة من عصر الحرب الباردة، وتراجعت معه حكما أهمية أفغانستان في الإعلام الدولي عما كانت عليه.." وفق الكتاب.

ولفت المؤلف الانتباه إلى أن "الانسحاب السوفييتي مضى بسهولة ويسر، دون تعرض قوافل المنسحبين لهجمات المجاهدين على الرغم من تهديد بعض الفصائل بمهاجمة القوافل المنسحبة، لكن على ما يبدو كان هناك اتفاق جنتلمان تم الالتزام به من قبل الجميع، يتحدث عن ذلك القائد العام للقوات السوفييتية في أفغانستان الجنرال بوريس غروموف في كتابه الحرب الخفية: "عندما بدأنا سحب قواتنا في البداية قمنا بإرسال طابورين إلى كابل، وكنا نتوقع من المعارضة الهجموم على المؤخرة، لكن كل شيء مضى بشكل هادئ، والأصعب كان إزاحة القوات من قندهار لأنها منطقة ذات مشاكل كبيرة جدا جدا..". 

بعد أن سحب الاتحاد السوفييتي قواته من أفغانستان، كثف المجاهدون عملياتهم ضد قوات النظام الشيوعي الأفغاني، وأخذت بعض فصائلهم تُعد العدة لفتح مدينة جلال أباد، وطبقا للمؤلف فإن المجاهدين كانوا يحلمون ـ ومعهم الاستخبارات العسكرية الباكستانية ـ بالسيطرة على مدينة أفغانية مهمة، فكيف إن كانت جلال أباد التي تُعد ثالث أهم مدينة أفغانية بعد العاصمة كابل وقندهار، ويأتي قربها من الحدود الباكستانية ليزيدها أهمية سياسيا وجيو-سياسيا، ولكن يبدو أن حسابات الحقل لم تتفق مع حسابات البدر، فانهارت أحلام المجاهدين وانهارت معها أحلام باكستان في هذه المعركة. 

بعد أن فشل هجوم المجاهدين على مدينة جلال أباد، ومع سياسة التلاوم بخصوص المعركة بدأت الآراء تتباين بخصوص جدوى الهجمات العسكرية على المدن، فكان رأي بعض القادة الميدانيين ومن بينهم جلال الدين حقاني العمل على "مساعدة الفقراء في داخل كابل عوضا عن فرض حصار اقتصادي عليهم، وأنه لا بد من العمل على تحطيم النظام من الداخل، وقد تسربنا إلى الأماكن الحساسة، وسنقوم بتنفيذ خطتنا، وحينها ستكون الخسائر قليلة جدا إن شاء الله، كما سنقوم بفرض حصار عسكري وسنسمح بتمرير الغذاء للفقراء، ونريد السقوط التدريجي للنظام منعا لسقوط ضحايا.. بينما كان برهان الدين رباني يرى الإحجام عن شن أي هجوم على كابل والمدن الرئيسية الأخرى تجنبا لإيقاع الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين..". 

وعن تأثير الجهاد الأفغاني على الاتحاد السوفييتي وعلى كثير من الأحداث الإقليمية والعالمية نقل المؤلف عن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أسلم بيغ أنه كان "يرى منذ البداية أن الجهاد الأفغاني لعب دورا كبيرا في تطورات عالمية كبرى وأنه كان البداية لهذه التطورات الدراماتيكية العالمية"، وكان الكثيرون يعتقدون حينها أن ما يجري من تطورات عالمية بعد الانسحاب وانفراط عقد الاتحاد السوفييتي سببه الرئيسي ما جرى في أفغانستان، ونقلت وسائل إعلام غربية عن عالم دين أذري قوله بعد الانسحاب السوفييتي من أفغانستان: إن الهزيمة هناك سيكون لها تأثير هائل وغير متنبَّأ به". 

ويضيف مراسل البي بي سي في كتابه عن أفغانستان: "إنه من المحتمل أن يتعرف مؤرخو المستقبل على أن الحرب الأفغانية-الروسية كانت أحد العوامل الرئيسية في تمزيق الإمبراطورية الروسية". 

وجرت بعد الانسحاب الروسي أحداث هامة على الساحة الباكستانية والأفغانية، منها اغتيال شيخ المجاهدين العرب في بيشاور الدكتور عبد الله عزام، بتاريخ 24 تشرين الثاني (نوفمبر) 1989، في تفجير استهدف سيارته في منطقة تاون وسط بيشاور، فأسفر عن مقتله ومقتل نجليه محمد وإبراهيم، وجرت اتصالات بين فصائل المجاهدين والنظام في كابل بأجنحته المختلفة، وكانت اتصالات الحزب الإسلامي بزعامة حكمتيار مع نظام كابول تتم بواسطة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، والرئيس العراقي صدام حسين، وقد جرت هذه اللقاءات في بغداد وفق ما نقله المؤلف عن قادة الحزب في مقابلاته لهم، كما أنه تم اغتيال الشيخ جميل الرحمن مؤسس جماعة الدعوة إلى القرآن والسنة وزعيمها، وهو من الاتجاه السلفي الذي كان يسعى لنشر العقيدة الصحيحة وسط الأفغان، وتم اغتياله على يد شخص مصري يدعى عبد الله الرومي..

الحروب العبثية بين فصائل المجاهدين

الخلافات بين الجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني، وقائده العسكري المعروف أحمد شاه مسعود، وبين الحزب الإسلامي بقيادة المهندس قلب الدين حكمتيار قديمة، وبقيت موجودة خلال سنوات الجهاد الأفغاني، وظهرت بشكل جلي بعد أن بدأ النظام الشيوعي في كابل يترنح، وقد كانت لكل طرف منهما علاقات واتصالات بأجنحة النظام وضباطه، فأحمد شاه مسعود أعلن عن بدء الهجوم على العاصمة، وتمكن سريعا ـ بترتيب كان قد أعده منذ زمن ـ من السيطرة على أحياء في خير خانه، بعد أن سلمه الجنرال عبد السلام التابع للنظام الأفغاني كل مواقعه البالغ عددها 300 موقع من تشاريكار عاصمة ولاية بروان.. وهو ما كسر احتكار سيطرة حكمتيار على الجهات الأربع للعاصمة كابل، فأفلح مسعود من خلال هذه الخطة في إحداث اختراق بالطوق الذي كان حكمتيار قد ضربه على العاصمة، وعليه لسنوات في أن تكون جائزة كابل له دون غيره. 

ويتابع المؤلف سرده للأحداث: "وكان مسعود يسابق الزمن، فانتقل إلى كابل للقاء وزير خارجية النظام عبد الوكيل لوضع اللمسات الأخيرة للاتفاق الجديد بينهما، بعد أن خرج بينون سيفان الوسيط الدولي من اللعبة تماما، وبدأ المجاهدون في بيشاور بوساطة باكستانية وسعودية يتفقون على طريقة دخول العاصمة لكن من خلال مسعود، الذي بدا متفردا بجائزة العاصمة، أما رباني بدأ دعوته إلى عدم مهاجمة العاصمة، مما سيُخرج حكمتيار من الكعكعة، ويجعل شأنه شأن الفصائل الأخرى، قوة سياسية لا أسنان عسكرية لها، وهو أمر من الصعب قبوله على حكمتيار..". 

 

على الصعيد السياسي فقد استطاعت طالبان حتى الآن أن تُظهر أداءً أفضل بكثير من أحزاب المجاهدين الأفغان، عشية سقوط النظام الشيوعي عام 1993، بسبب وحدتها، وقيادتها المركزية، بالإضافة إلى انسجامها مع الحاضنة، إذ تحدثت صحيفة الفورين بوليسي عن مدارس للبنات في مناطق سيطرة الحركة، وهو ما عكس التغير الكبير الذي طرأ على الحركة، ونزعها لذريعة كبيرة كان يتحدث عنها الغرب بحرمان المرأة من التعليم".

 



أما حكمتيار فلم ينتظر طويلا للرد على استبعاده فشن هجوما عسكريا على الأرض حلم من خلاله أن يحقق اختراقا عسكريا بالتنسيق مع بعض الضباط الشيوعيين الخلقيين الباقين في كابل، لكنه فشل مع انحيار إيران لمسعود، ومعها باكستان والسعودية، وأدرك حكمتيار حينها أن العنصر الأقوى اليوم في المعادلة إيران فشن هجوما عليها لدعمها الحلف الأقلوي الأفغاني، ورد على الفور أحمد شاه مسعود بمهاجمة باكستان الداعمة لحكمتيار وتسليحه. 

ومع سقوط كابل لم يعد أحد يأبه بسقوط مدن أفغانية كان ولا يزال لها رنين تاريخي طوال سنوات الجهاد، فخلال ساعات تهاوت حصون الشيوعيين في مدن كمزار الشريف وقندهار وهيرات وغزني ولوجر، وجلال أباد وغيرها، وشكل المجاهدون فيها مجالس شورية لإدارتها، وكان سقوط مدينة كهذه كفيلا بإحداث زلزال حقيقي لا على مستوى أفغانستان فحسب، وإنما على مستوى المنطقة كلها، لكن سقوط كابول حينذاك غطى على سقوط كل هذه المدن التاريخية. 

يصف المؤلف المعارك التي جرت لاحقا بين الجمعية الإسلامية والحزب الإسلامي بـأنها "حرب عبثية بكل معنى الكلمة، حرب استنزاف حقيقية، حرب أسفرت عن هدف واحد وهو تشويه صورة الجهاد الأفغاني الذي شارك الجميع في صنع لوحته بطرد المحتل الغازي، فكانا ملهما للأمة والإنسانية، فقطف ثمارها جميع من تحرر خلف الستار الحديدي وغيره إلا من ضَحَّى، وينقل عن سياف حين سأله يومها في مكتبه وسط كابل بعد تحريرها عن توصيفه للمعارك التي كانت تدور في كابل حينذاك، فرد عليه وشعاع الأسى والحزن والغضب قد تسلل إلى عينيه فسبق كلماته: إنها حروب مفروضة علينا". 

وبعد أن فشلت كل الجهود الأفغانية والإسلامية في رأب الصدع بين الجمعية الإسلامية والحزب الإسلامي، استمرت المواجهات والمعارك العسكرية بين قواتهما، وتقلبت معها التحالفات مع ما تبقى من مليشيات النظام السابق، كمليشيات عبد الرشيد دوستم، التي تحالف معها أحمد شاه مسعود، ما حمل حكمتيار على مهاجمة هذا التحالف بشدة، ثم دارت الأيام لتنقلب تلك المليشيات على رباني ومسعود وتتحالف مع حكمتيار، وهو ما أضعف شعبيته بسبب تورطه فيما كان يهاجمه وينتقده من قبل. 

طالبان.. من الظهور إلى سقوط دولتها ثم المقاومة

نتيجة لفشل الفصائل الجهادية في إدارة أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي، واشتعال المواجهات الدامية بين تلك الفصائل، خاصة بين الجمعية الإسلامية بقيادة برهان الدين رباني، والحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمتيار، وهو ما أدخل البلاد في حرب أهلية دامية، غاب معها الأمن والاستقرار، وتفشى الفساد، وظهرت فيها المليشيات المسلحة، التي أرهقت البلاد والعباد بسوء إدارتها واستبدادها، فإن الساحة الأفغانية تهيأت لظهور لاعب جديد يخرج البلاد من تلك الحالة المزرية التي عاشتها أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي وفشل الفصائل الجهادية في إدارة البلاد، بعد نجاحها في إجبار الاحتلال السوفييتي على الانسحاب، واستمرارها في جهادها للنظام الشيوعي حتى إسقاطه.

يقدم المؤلف توصيفا لحالة أفغانستان بعد سقوط النظام الشيوعي، فيقول: "في ظل الاقتتال الدامي المتواصل في كابل دون توقف منذ نيسان (إبريل) 1992، ومع تصاعد الانقسامات القبلية والعرقية والطائفية، وسيطرة الفصائل على القرى والبلدات والولايات، وتفشي الفساد، وانتشار الفوضى وما تردد عن استشراء قضايا منافية للأخلاق في قندهار، حيث معقل الحركة التي انطلقت منها، كان كثير من القيادات الأفغانية المخلصة يرغبون في تغيير الواقع للأفضل، كحال مجموعة من القيادات الميدانية المجتمعين بالقرب من بغرام، كان الشعب الأفغاني يتحرّق على النهاية والعاقبة التي وصل إليها جهاده وتضحياته، وهو الذي كان يوما مثار إعجاب العالم كله، وبعدما كان أنموذجا إيجابيا يُحتذى غدا مثالا سيئا وسلبيا تحذر منه الدول بإطلاقها صفة (الأفغنة) عليه، مثل هذه الجوانب السلبية وغيرها شكلت تربة خصبة لظهور حركة طالبان الأفغانية.

ووفقا للكتاب فإن حركة طالبان ظهرت في فترة حكم بناظير بوتو، وكما كان وزير داخليتها نصير الله بابر متهما بتأسيس الحركة ودعمها وتشجيعها في ظل حكومتها، كان قبل عقدين من الزمن وراء دعم المجاهدين الأفغان بزعامة رباني وحكمتيار ومسعود أيام حكم ذو الفقار علي بوتو والد بناظير.. كانت أجندة بناظير التي تعد المسؤول المباشر عن المخابرات العسكرية تقضي بوجوب تطهيرها من كل الموالين للإسلاميين أمثال حكمتيار والجماعة الإسلامية.. وكان هذا التطهير على ما بدا نعمة حلت على حركة طالبان الوليدة، حيث أبعد كل من يتوقع أن يشكل عقبة في نموها وعلاقاتها مع باكستان، بسبب علاقاتهم القوية والتاريخية مع رموز الجهاد، فانقلابهم على هذه الرموز سيكون انقلابا على تاريخهم وأصدقائهم. 

استطاعت حركة طالبان بسط نفوذها على مدن وقرى وولايات أفغانية عديدة، بدءا من مدينة قندهار، وكان 1995 عام التمدد الطالباني.. ونتيجة لتمدد الحركة السريع أدرك كل من رباني وحكمتيار أن الخطر الطالباني يتهددهما جميعا ولكن بعد خراب مالطا أو خراب كابل، واستمرت الحركة في بسط نفوذها مواصلة سياسة قضم الجغرافيا من الفصائل الجهادية، حتى سيطرت على العاصمة كابل، وداهمت مقر الأمم المتحدة الذي كان يحتمي فيه نجيب الله آخر رئيس شيوعي أفغاني، الذي آثر البقاء في كابل، واستثمرت باكستان الزخم الطالباني الناجم عن السيطرة على العاصمة فأعلنت في 25-5-1997 اعترافها بالحكومة الطالبانية، وتبعتها بالاعتراف السعودية في اليوم التالي، لتحذو الإمارات حذورها بعد أسابيع، ثم بنغلادش..

استقرت الأمور لحركة طالبان باستثناء بعض المناطق في الشمال الأفغاني، والتي كان يسيطر عليها تحالف الشمال، وبقيت طالبان تدير أفغانستان بقيادة الملا محمد عمر حتى عام 2001، حتى تم إسقاط دولتها في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه، بعد أن أصرت الحركة على موقفها الرافض لتسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، المتهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، وفشلت كل الوساطات الباكستانية والسعودية لإقناع الملا محمد عمر بتسليمه، ما أفضى إلى تشكيل التحالف الدولي المكون من 38 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. 

ويلفت المؤلف الانتباه إلى أن الملا محمد عمر كان يرى عدم الإعلان عن سقوط الإمارة رسميا وعلنيا، ويعتقد أن سقوط المدن الكبرى ولجوء الحركة إلى الجبال لا يعني سقوطها من قلوب الأفغان وعيونهم، لكن سيد محمد حقاني الذي كان يدير الشؤون الإدارية للحركة والذي لا يزال في كابل حينها، كان له رأي مختلف مع بعض قيادات طالبان في العاصمة، فقد أقنعوا الملا محمد عمر بإعلان سقوط الحركة، فأعلن سقوطها حقاني.. وفي السنوات اللاحقة انشغلت الحركة بلملمة جراحها وترتيب صفوفها، ولاذت بالصمت التام، رافعة شعارها الذي طالما ردده من قبل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (هذه الحرب لا يصلح لها إلا الرجل المكيث)، وعملا بحكمة القائد الصيني دينغ أكساوبنغ "أخف قوتك، وانتظر وقتك". 

بعدها ومع منتصف عام 2003 اشتدت المقاومة الأفغانية ضد القوات الأمريكية، وقد استمرت منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا، وهو ما يثير سؤالا إن كانت الحركة كسبت الحرب الأفغانية ضد الاحتلال الأمريكي، ليجيب المؤلف "الكسب يعني الكسب السياسي والكسب العسكري، فإن كان من الناحية العسكرية فالملاحظ أنهم كسبوا الحرب، الأمريكيون بدأوا فورا بعد اتفاق شباط (فبراير) الدوحة بالانسحاب، والقوات الأمريكية اليوم في أفغانستان هي عُشر ما كانت عليه قبل أقل من عقد تقرييا.. أما على الصعيد السياسي فقد استطاعت طالبان حتى الآن أن تُظهر أداءً أفضل بكثير من أحزاب المجاهدين الأفغان، عشية سقوط النظام الشيوعي عام 1993، بسبب وحدتها، وقيادتها المركزية، بالإضافة إلى انسجامها مع الحاضنة، إذ تحدثت صحيفة الفورين بوليسي عن مدارس للبنات في مناطق سيطرة الحركة، وهو ما عكس التغير الكبير الذي طرأ على الحركة، ونزعها لذريعة كبيرة كان يتحدث عنها الغرب بحرمان المرأة من التعليم". 

 

إقرأ أيضا: دراسة توثيقية لأحداث أفغانستان من الجهاد إلى الإمارة (1من2)


التعليقات (0)