هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية، إن "العلاقات الإسرائيلية الصينية تشهد توترا تدريجيا، وتحديدا منذ حرب غزة الأخيرة، حيث ظهرت الصين في طليعة الوجود الدبلوماسي ضد إسرائيل، واستغلت موقعها في الأمم المتحدة لقيادة المبادرات المناهضة لإسرائيل، وهاجمت الولايات المتحدة لأنها لم توقف حرب إسرائيل ضد حماس في غزة، فضلا عن صدور تصريحات دبلوماسيين صينيين معادية للسامية".
وأضافت توفيا غورينغ الخبيرة في السياسة الخارجية الصينية وعضو معهد القدس للاستراتيجية والأمن، في حوار مع موقع القناة السابعة التابع للمستوطنين، ترجمته "عربي21"، أن "الصين رأت في عملية حارس الأسوار فرصة للاشتباك مع الولايات المتحدة عبر إسرائيل كشريك لها، ودعت إلى إجراء تحقيق ضدها".
وأوضحت أن "الصين شغلت نائبة رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة خلال الحرب، وبصفتها رئيسًا، فقد عقدت ثلاثة اجتماعات مختلفة حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولولا الفيتو الأمريكي لكان حكم على الدبلوماسية الإسرائيلية بالفشل الذريع، وهو موقف منسجم مع ما عرفت به الصين كمتعاطفة حقيقية مع الفلسطينيين".
وأشارت إلى أن "الأمر لم يقتصر على هذا الحد، فقد نشر دبلوماسي صيني في الأمم المتحدة منشورات معادية للسامية ومعادية للصهيونية تدين أنشطة إسرائيل، وممارساتها في حي الشيخ جراح باعتبارها أفعالاً همجية، كما أن السفير الصيني في رام الله أجرى مقابلات مع وسائل الإعلام العربية والفلسطينية، وعبر عن تعاطفه مع معاناة الفلسطينيين، رغم أن السفير الصيني في إسرائيل اضطر للهروب إلى الملجأ خلال الحرب".
وقالت: "رأينا تصريحات معادية للسامية في وسائل الإعلام من الدبلوماسيين الصينيين في مراحل سابقة، فعندما نقل ترامب السفارة إلى القدس، واعترف بسيادة إسرائيل في مرتفعات الجولان، كانت هناك ظواهر مماثلة، ومع تصاعد الاحتكاكات بين الصين والولايات المتحدة، فإنه يمكن رؤية تصعيد في الهجوم على إسرائيل، حتى إنه خلال حرب غزة، كانت كل الإدانات الصينية تجاه الولايات المتحدة، وكأنها هي التي تقاتل".
وأضافت أن "الصين وصفت الولايات المتحدة بأنها تقف على الجانب الآخر من العدالة، وانتقدت صفقة السلاح التي وقعتها الولايات المتحدة مع إسرائيل خلال الحرب، ما زاد من إثارة هذه الادعاءات، حتى أن أحد المدونين الصينيين، ولديه ملايين المتابعين، تحدث عن "صاحب الأنف الطويل" الذي يسيطر على الاقتصاد والمال، موجها لومه إلى اليهود في حرب الأفيون، أكثر الحروب إذلالًا للصين".
وأشارت إلى أنه "رغم ذلك، فلا تزال إسرائيل تعتبر الصين شريكًا تجاريًا رئيسيًا في السنوات الأخيرة، والمصدر الرئيسي للواردات إليها، ولا يمكن لإسرائيل الدخول في نقاش حول حقوق الإنسان على المنصات الدولية تجاه الصين، لأنه يمكن للصين أن تستفيد من كل ما لديها من مجموعات دبلوماسية وكافة قنواتها ضد إسرائيل إذا اشتبكت معها".
وأوضحت أنه "إذا أرادت إسرائيل إلحاق الضرر بالصين، فهناك طرق للإضرار بمكانتها بطرق فريدة، فعلى سبيل المثال، بدأت الصين محادثات سلام مع الفلسطينيين، ويمكن لإسرائيل أن تقدم الصين كقوة منحازة، وليست متساوية مع الجميع، ويمكن لإسرائيل أن ترفض الدعوات لمحادثات السلام، وأن تظهر نفاق الصين تجاهنا في ما يتعلق بالفلسطينيين، هذا شيء يمكن أن يزعجهم".
واقترحت أن "تقدم إسرائيل الصين باعتبارها معادية للسامية، رغم أن السفراء الصينيين حريصون على القول بأنه لا توجد معاداة للسامية في الصين، وأن هناك صداقة بين الصين واليهود، لكن رابطة مكافحة التشهير لديها بيانات يمكن الكشف عنها، فهناك أربعة مكاتب تتعامل مع الحرب على معاداة السامية، ويجب التحقيق في هذه الظاهرة، وتقديم الصين كدولة شديدة المعاداة للسامية".
وختمت بالقول إن "الساحة الدبلوماسية الدولية قد تهدد إسرائيل، بحيث إذا صوتت الصين ضدنا باسم العدالة الدولية، فستكون إسرائيل قادرة على التصويت ضد الصين في قضايا مثل قانون البحار الذي ينكر ملكية الصين لمناطق في البحر تم الاستيلاء عليها، ويمكننا البدء في الحديث معهم حول تايوان".