ملفات وتقارير

جدل واسع بعد تصريحات مبعوث أمريكا بشأن شرعنة "الحوثي"

قال مراقبون؛ إن تصريحات المبعوث الأمريكي صادمة وتوحي بأن تحولا جوهريا قد طرأ تجاه الحوثيين- الأناضول
قال مراقبون؛ إن تصريحات المبعوث الأمريكي صادمة وتوحي بأن تحولا جوهريا قد طرأ تجاه الحوثيين- الأناضول

أثارت تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، ليندر كينج، الخميس، بأن الولايات المتحدة تعترف بحركة الحوثي "طرفا شرعيا" ومجموعة حققت مكاسب، جدلا واسعا في الأوساط السياسية المختلفة بالبلاد، وسط تساؤلات عدة حول دلالة هذا الموقف.


وعلى الرغم من تدارك وزارة الخارجية الأمريكية حديث مبعوثها الذي كان صادما لليمنيين، اليوم الجمعة، وتأكيد اعتراف واشنطن كبقية المجتمع الدولي بحكومة اليمن باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة.


وقالت في بيان لها؛ إنه "لا يمكن إبعاد الحوثيين عبر التمني فقط، ويجب التعامل مع الحقائق على الأرض".


"خلق أرضية جديدة"


وفي هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي: " قد تبدو تصريحات المبعوث الأمريكي صادمة، وتوحي بأن تحولا جوهريا قد طرأ تجاه الحوثيين".


وتابع حديثه الخاص لـ"عربي21": "والحقيقة أنه كان يتحدث ضمن سياق حرص من خلاله على تأكيد أن أمريكا تعامل الحوثيين كأحد الأطراف السياسية اليمنية، وقد عبرت الإدارة الحالية عن موقفها بشكل عملي من خلال رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب". 


وأضاف التميمي: في اعتقادي أن المبعوث الأمريكي يحاول أن يدفع بالحوثيين إلى الانخراط في المباحثات والقبول بمبادرة وقف إطلاق النار، دون أن يعني ذلك نفي صفة الجماعة كونها جماعة انقلابية، وفقا لما نص عليه قرار مجلس الأمن 2216.


 لكنه لم يستبعد أن تكون هذه التصريحات منسقة، وتهدف إلى خلق أرضية جديدة للحوار تنتفي فيه أفضلية السلطة الشرعية كمرجعية دستورية، في مقابل وضع الحوثيين ومن في مستواهم جماعات انقلابية ومتمردة.


وأوضح الكاتب والسياسي اليمني؛ أن ذلك قد يخلق مناخا دوليا جديدا لحوار بسقف مرفوع للحوثيين، يقابله تنازلات تحتمها الوضعية الهشة للسلطة الشرعية وداعميها"، مشيرا إلى أن الشرعية اليمنية والتحالف الداعم لها، يحصدون الثمار السيئة لنهجهم الكارثي، الذي جاء في إطار دعمهم المزعوم للشرعية، فيما لم يكن سوى جزء من ثورة مضادة في اليمن كان الحوثيون أحد أهم أدواتها.


"شرعنة لمن لا يستحق"


من جهته، قال رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات، عادل الأحمدي؛ إن اعتراف الولايات المتحدة، لا ينفي أن الشرعية للحكومة اليمنية، وإنما يريدون القول بأن هذا الطرف شرعي في التفاوض. 


وأضاف في حديث لـ"عربي21": أما إذا أراد المبعوث الأمريكي، أن يشرعن للحوثيين، فهي شرعنة ممن لا يملك لمن لا يستحق.


وأشار الأحمدي إلى أنه "لا قلق من هذا التصريح، لأنه لن يغير في المعادلة شيئا"، مؤكدا أن المبعوث الأمريكي لا يدرك استغلال الحوثي لتصريحات أو مصطلحات كهذه.


"شرعية العنف"

 
من جانبه، رأى السفير اليمني لدى المملكة المتحدة، ياسين سعيد نعمان، أن المبعوث الأمريكي إلى اليمن، ربما لم يستطع أن يدرك أننا أمام ظاهرة جُنان اسمها "الحوثي".


وقال في تدوينة عبر صفحته بموقع "فيسبوك": "لم يدرك، أي ليندر كينج، أنه لا ينفع معها هذا الاستخدام الملتبس للمفاهيم لإحداث اختراق سياسي.. فهي مبرمجة على استخدام العنف لتحقيق المكاسب التي تحدث عنها، ووصفها بالعبارة التي تعني فيما تعنيه شرعية العنف".


وأشار الدبلوماسي اليمني إلى أن كل ما ستسفر عنه هذه الاستخدامات الملتبسة للمفاهيم، هو الاعتقاد من قبلهم (الحوثيين) أنها دعوة للاستمرار في العنف ومباركة له.


وأردف قائلا: "للمجتمع الدولي أكثر من تجربة كان آخرها رفعهم من قائمة الإرهاب".

 

وأكد السفير اليمني في لندن أن جماعة الحوثي تعتبر كل خطوة يخطوها المجتمع الدولي تجاهها هو منجز حققته بالمزيد من العنف، متسائلا: "فكيف للمبعوث أن يخذل مهمته بتصريحات ملتبسة كتلك التي لا يمكن لها إلا أن تعقد الوضع فوق ما به من تعقيدات؟


واستدرك قائلا: "مع العلم؛ أنه لا يوجد من يطالب بإخراج الحوثيين من معادلة الحل السياسي، والدليل على ذلك المفاوضات التي جرت معه، بدءا من جنيف والكويت وانتهاء باستوكهولم".


وقال السفير نعمان: "لو أن السيد المبعوث الخاص استوعب حقيقة الوضع، لأدرك أن كل ما في الأمر، هو أن الحوثي لا يقبل معه شريكا في حكم اليمن..وهذا هو بيت القصيد".


"إرضاء لأوهام الحوثي"


فيما اعتبر وزير الخارجية اليمني الأسبق، عبدالملك المخلافي أن الاعتراف بالحوثي "طرفا "شرعيا" كما قيل لا يقدم ولا يؤخر في توصيف انقلابه الذي سيبقى غير شرعي، كما لا يحل المشكلة اليمنية.


وأضاف في سلسلة تغريدات بتويتر: "لكنه يرضى أوهام الحوثي، ومن يقدمه للعالم ويدخل من أعلن هذا الاعتراف في دوامة إمكانية جلب الحوثي إلى السلام والتخلي عن الانقلاب، وهو ما سيتبين سريعا أنه مجرد وهم.


وبحسب وزير الخارجية اليمني الأسبق، فإن الاعتراف الأمريكي بالحوثي مكونا من المكونات اليمنية، يشبه إلغاءَ تصنيفهم كجماعة إرهابية، مشيرا إلى أن كلا الموقفان أخذا تحت الظن أن ذلك سوف يخفف من تطرفهم ويقنعهم بالسلام".


ووفقا للمخلافي الذي يشغل منصب مستشار الرئيس اليمني، فإن ما يريده الحوثي ليس الاعتراف به كمكون ولا حتى كشريك في الوطن، ولكن الاعتراف بانقلابه وهيمنته العنصرية على اليمن، وهو ما لن يمنحه اليمنيون له ولن يحصل عليه من العالم طالما والشعب اليمني يقاوم ويرفض هذا الانقلاب.


وأوضح المخلافي أن هذه اللغة البرغماتية التي برر بها ليندركينغ تصريحه تصلح مع جماعة سياسية، وليس مع جماعة دينية عقائدية إرهابية عنصرية، لا تختلف في المنطلقات والممارسة عن داعش إن لم تكن أسوأ، وستكشف الأيام ذلك لمن لم يكتشف بعد.


وفي أول تعليق رسمي من قبل جماعة الحوثيين، قال عضو المجلس السياسي في الجماعة، محمد الحوثي؛ إن تغير الموقف الأمريكي أو بقاءه لن يغير انتصار الشعب اليمني.


وأشار القيادي الحوثي عبر حسابه بموقع "تويتر، إلى أن "تغير الموقف الأمريكي أو بقاءه، لا يمنح مرتزقته مكسبا، غير دعم الإرهاب.


وأضاف: "ولن يغير انتصار الشعب اليمني الثائر لما انتزعه من العدوان العسكري الأمريكي البريطاني السعودي"، على حد قوله.


وأمس الخميس، قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، ليندر كينغ؛ إن واشنطن "تعترف بحركة الحوثي طرفا شرعيا في اليمن".


وجاء تصريح ليندركينغ خلال نقاش عبر الإنترنت، نظمه المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية.
كما دعا ليندركينغ المجتمع الدولي إلى "الضغط على الحوثيين لإيقاف العمليات الهجومية في مأرب".

التعليقات (2)
محمدحأمد
الثلاثاء، 20-07-2021 03:28 ص
أنتصأرأفضل ألحوثي لليمن
ماينر
السبت، 26-06-2021 10:31 ص
خلو نظارة الطائفية جانبا