ملفات وتقارير

بالأرقام .. أحكام الإعدام في مصر غير مسبوقة في تاريخها

المستشار محمد عوض: هناك عمليات إعدام تمت خارج إطار القانون بالمئات بحق معارضين
المستشار محمد عوض: هناك عمليات إعدام تمت خارج إطار القانون بالمئات بحق معارضين
توسع نظام رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي في تنفيذ أحكام الإعدام بحق معارضيه وخصومه السياسيين منذ 2014 بشكل غير مسبوق في تاريخ البلاد سواء من ناحية أحكام الإعدام أو التنفيذ.

ومصر ضمن أكبر خمس دول منفذة لأحكام الإعدام في العالم عام 2020، بحسب منظمة العفو الدولية، حيث تصدرت إيران، ومصر، والعراق، والسعودية القائمة بنسبة 88 في المئة من بين 483 حالة إعدام في جميع أنحاء العالم.

المفارقة أنه رغم انخفاض تنفيذ أحكام الإعدام المسجلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلا أنها ارتفعت في مصر 3 أمثالها، حيث تصدرت بـ 107 حالات إعدام، تليها العراق بـ 45 والسعودية بـ27 تنفيذ حكم بالإعدام.

وأشار التقرير، الصادر في نيسان/ أبريل الماضي، أن من بين 107 أعدموا في مصر، أدين من بينهم 23 شخصا في قضايا تتعلق بقضايا سياسية، بعد محاكمات وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها بالغة الظلم، وشابتها اعترافات قسرية وانتهاكات أخرى.

اقرأ أيضا: عام المشانق بمصر.. الإعدامات قفزت 300 بالمئة

وفيما يلي رصد لأبرز أحكام الإعدام التي تم تنفيذها، وهي 96 حالة إعدام منذ عام 2015 وحتى نيسان/ أبريل 2021.

أحكام تم تنفيذها:

2015

تم تنفيذ حكم إعدام شخص واحد في 7 آذار/ مارس 2015 بحق محمود رمضان، أحد أنصار الرئيس الراحل محمد مرسي.

إعدام 6 من رافضي الانقلاب في 17 أيار/ مايو 2015 في القضية الشهيرة باسم "عرب شركس"، التي وجهت فيها النيابة العسكرية للمتهمين تهمة الانتماء لجماعة أنصار بيت المقدس.

2016

إعدام عادل حبارة في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2016 الصادر بحقه حكمان نهائيان بالإعدام، لإدانته بتهم بينها قتل 25 جنديا في سيناء عام 2013.

2017

إعدام 15 شخصا أدينوا من قبل محاكم عسكرية بارتكاب "أعمال إرهابية"، في 26 كانون الأول /ديسمبر 2017، وهذا أكبر عدد من أحكام الإعدام في مصر حتى تاريخه.

2018

إعدام 4 أشخاص في القضية العسكرية المعروفة إعلاميا بأحداث استاد كفر الشيخ في كانون الثاني/ يناير 2018.

إعدام مدانين اثنين، 22 آذار/ مارس 2018 جنايات عسكرية كلية الإسماعيلية، على خلفية اتهامهما بالقتل العمد لرقيب وجندي، وحيازة أسلحة وذخيرة.

2019

إعدام 3 أشخاص في قضيتي سفارة النيجر وكنيسة حلوان في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2019

إعدام 9 شباب، غالبيتهم من جماعة الإخوان، 20 شباط/ فبراير 2019، أدينوا بالتورط في واقعة اغتيال النائب العام السابق، هشام بركات.

إعدام 3 معارضين، 13 شباط/ فبراير 2019، إثر إدانتهم بقتل اللواء نبيل فراج، وأحداث مدينة كرداسة.

إعدام 3 أشخاص، بينهم طالبان، 7 شباط/ فبراير 2019، إثر إدانتهم بقتل نجل القاضي المستشار السيد محمود المولي.

2020

إعدام 15 معارضا، أدينوا في 3 قضايا هي: مكتبة الإسكندرية، وقسم شرطة كرداسة، وأجناد مصر في 4 تشرين الأول/ أكتوبر 2020 على خلفية اتهامات نفوها بالإرهاب والقتل.

إعدام 7 أشخاص في 28 تموز/ يوليو 2020، أُدينوا بقتل ضابط شرطة وسرقة سلاحه في الإسماعيلية.

إعدام عبد الرحيم المسماري (ليبي)، 27 حزيران/ يونيو 2020، إثر إدانته بتدبير ما يُعرف إعلاميا بحادث الواحات، الذي راح ضحيته 16 شرطيا.

إعدام هشام عشماوي، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية، في 4 آذار/ مارس 2020، عقب إدانته في قضايا متعلقة باستهداف عناصر من الجيش والشرطة وشخصيات بارزة.

إعدام 8 أشخاص، 25 شباط/ فبراير 2020، أدينوا في قضية عُرفت إعلاميا بتفجير الكنائس.

2021

إعدام 17 متهما، 26 نيسان / أبريل 2021، بالقضية المعروفة إعلاميا بقضية "اقتحام قسم شرطة كرداسة".

أحكام بالإعدام

ولا يتوافر إحصاء دقيق رسمي بأحكام الإعدام غير النهائية أو الملغاة في مصر، بحسب وكالات الأخبار الدولية أو المنظمات الحقوقية.

فنظرا لغياب الشفافية لدى السلطات المصرية، فإن عدد السجناء المعرضين حاليا لخطر الإعدام غير معروف، وفق تقرير لمنظمة العفو الدولية صدر نهاية العام الماضي.

أما وكالة "رويترز" الإخبارية فتقول؛ إنه "من الصعب الحصول على إحصاءات عن عدد أحكام الإعدام التي تم تنفيذها. ولا تنشر مصر أرقاما رسميا".

وتقول الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (مستقلة)؛ إن المحاكم المصرية (مدنية وعسكرية) أصدرت أحكاما بالإعدام على أكثر من 3000 شخص منذ 2014 وحتى منتصف 2019، ألغي الكثير منها سواء في مرحلة الاستئناف أو النقض.

وبحسب إحصائية أجرتها "رويترز" بعد مراجعة التقارير الإعلامية لفترة عشر سنوات وإجراء مقابلات مع باحثين في مجال حقوق الإنسان في مصر والخارج؛ فإنه تم إعدام ما لا يقل عن 179 شخصا في الفترة من 2014 إلى أيار/ مايو 2019، بالمقارنة مع عشرة أشخاص في السنوات الست السابقة.

أحكام إعدام خارج حبل المشنقة

في تعليقه على تلك الأرقام، أوضح المستشار محمد عوض رئيس محكمة استئناف الإسكندرية سابقا، أن "هذه الأرقام ليست الحقيقة كلها، ولا تعبر عن الأعداد الفعلية لحالات الإعدام"، مشيرا إلى أن "هناك عمليات إعدام تمت خارج إطار القانون بالمئات بحق معارضين".

وأضاف لـ"عربي21": "إلى جانب الإعدام على أعواد المشانق، قام النظام المصري بإعدام المئات سواء من خلال الإهمال الطبي في السجون، أو التعذيب حتى الموت داخل مراكز الشرطة أو مقار أمن الدولة، أو التصفية الجسدية في عمليات دهم وهمية طالت حتى شخصيات معارضة كبيرة".

وبشأن إصرار نظام السيسي على إصدار أحكام الإعدام وتنفيذ بعضها، يرى عوض أن "النظام يسعى للحفاظ على بقائه من خلال عمليات القتل سواء المباشرة أو غير مباشرة، وليست أحكاما قضائية بمفهوم العدالة إنما هي للترويع؛ لأن كل القضاة المعينين لنظر هذه القضايا، تم اختيارهم بناء على رغبتهم، وبذلك تنتفي عنهم صفة القضاة الطبيعيين ويطعن في نزاهتهم وعدالة أحكامهم، ودوائر الإرهاب هي محاكم استثنائية مخالفة للدستور".

التعليقات (2)
كاظم صابر
الأحد، 20-06-2021 10:07 ص
سبحان من قال (...ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة...) أي يكون الهالك على بصيرة من أمره أنه في دائرة الباطل و يكون صاحب الإيمان ، الذي هو حياة القلوب ، مدركاً أن لديه حجة وبصيرة و لا يسير على غير هدى . لذلك فبعد انقضاء أجل الإنسان ، يأتي دور (بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى? نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى? مَعَاذِيرَهُ ) و لذلك كل إنسان عالم خبير بنفسه بما عملت يداه وما أخفاه وما اعتمل في صدره وما اقترفت جوارحه وهو أكبر شاهد على نفسه, مهما قدَم من معاذير ومهما أنكر ما اقترف. ورد في صحيح البخاري الحديث النبوي الشريف (لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ مِن دِينِهِ، ما لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا). كل من قررَ أحكام الإعدام و قام بتنفيذها من دون وجه حق ، ستنطبق عليهم الآية الكريمة (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) التي قال عنها العلماء أنها توضح 5 جوائز للقتلة " جهنم ، الخلود في جهنم ، غضب الله ، لعنة الله أي الطرد من رحمته ، والعذاب العظيم" . ويحكم و الويل لكم من الله يا من تقتلون الناس ، أين عقولكم ؟ هذه الحياة قصيرة حتى لو وصلت مائة عام . لنفترض أن شخصاً كان من مواليد عام 1950 ثم كانت وفاته عام 2050، ماذا كان في الزمن الممتد قبل 1950 إلى بدء الحياة على الأرض ، و ماذا سيكون في الزمن الممتد بعد 2050 إلى انتهاء الحياة على الأرض ؟ بعد الوفاة إما ندم و ثبور و إما غبطة و سرور . إياكم أن تظنوا أن التوبة و العمرة و الحج تغفر للقاتل ذنبه . في ديوان المظالم يوم الحساب ، سيجتمع الخصوم عند الله – الظالم و المظلوم – لينال كل منهما الجزاء الوفاق العادل .
ممدوح
السبت، 19-06-2021 07:50 ص
يتقبل الله هؤلاء الضحايا كشهداء، اما القتلة فسيقفون امام الواحد القهار في يوم الحساب