هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما زال مصدر فيروس كورونا يشكل هاجسا لدى المسؤولين والمشرعين الأمريكيين، رغم أن منظمة الصحة العالمية تحدثت في أكثر من تقرير عن أن مصدر الفيروس هو طائر الخفاش.
الأمريكان من جهتهم يبحثون في فرضية أخرى ترجح احتمالية تسربه من مختبر ووهان في الصين.
نواب جمهوريون في لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي، أصدروا تقريرا يشيرون فيه إلى أن "أدلة ظرفية هامة"، تكشف أن فيروس كورونا المستجد له علاقة بمختبر ووهان.
ويدعي التقرير وجود "علامات واضحة" على أن الوكالات الحكومية الأمريكية والمؤسسات الأكاديمية "ربما مولت أو تعاونت في البحث الذي أدى لانتشار الفيروس" في مختبر ووهان.
واعتبر التقرير أن الفرضيات والأدلة الظرفية المتعلقة بأبحاث مختبر ووهان قد تكشف "بحثا خطيرا تم إجراؤه من دون بروتوكلات الأمان الضرورية"، خاصة أن ووهان تضم أكثر من مختبر لدراسة "فيروسات الخفافيش"، وفق موقع "نيويورك بوست".
وبعد صدور هذا التقرير، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، إن وجهة نظر البيت الأبيض "أنه يجب أن يكون هناك تحقيق مستقل وشفاف".
وأشارت إلى أن التحقيق يتطلب التعاون من السلطات الصينية، والتي رفضت مشاركة البيانات مع أحد.
وإذا ما كان هناك علاقة لمختبر ووهان بهذا الفيروس، فهذه ليست أول مرة لحدوث تسريب لفيروسات أو أمراض ضمن تجارب مختلفة، وهو ما كانت قد حذرت منه وزارة الخارجية الأمريكية، في تقرير يعود إلى عام 2017.
ورغم أن بعثة من الخبراء الدوليين أرسلتها منظمة الصحة العالمية للبحث عن أصل فيروس كورونا في الصين، إلا أن السلطات أعاقت وصولها إلى بيانات وسجلات مختبر ووهان، وهو يبقي الشكوك قائمة حوله، بحسب ما نشر موقع "نيويورك بوست".
وفي شباط/ فبراير الماضي، استبعد تقرير لخبراء من منظمة الصحة العالمية أن يكون سبب انتشار الفيروس هو تسربه من مختبر ووهان، مرجحين أنه "ربما انتقل من الحيوانات إلى البشر".
ولكنّ خبراء ومختصين انتقدوا "التحقيق السطحي لمنظمة الصحة العالمية"، وأشاروا إلى أنه لا يوجد دليل يدعم نظرية انتقال الفيروس من الخفافيش أو حيوانات إلى البشر.
فاوتشي لم يستبعد مختبر ووهان
الطبيب أنتوني فاوتشي، مستشار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحتى رئيس مراكز السيطرة على الأمراض، روشيل والينسكي، لم يستبعدا فرضية أن يكون الفيروس قد بدأ من مختبر ووهان.
وقال فاوتشي في أحدث تصريحاته التي تحدث بها خلال فعالية لمعهد بوينتر، إنه غير مقتنع بأن فيروس كورونا تطور بشكل طبيعي، داعيا إلى إجراء "تحقيق كامل" في ما يتعلق "بما حدث في الصين"، بحسب تقرير نشره موقع "ديلي ميل".
وأضاف أن الخبراء الذين أجروا تحقيقا يرجحون أن فيروس كورونا انتقل من حيوان إلى إنسان، ولكنه "يمكن أن يكون شيئا آخر، ونحن بحاجة إلى اكتشاف ذلك".
اشتبك أنتوني فاوتشي مستشار البيت الأبيض بشأن كورونا، الثلاثاء، مع السيناتور الأمريكي راند بول حول دور مختبر في ووهان بالصين في انتشار مرض كوفيد-19.
وفي مارس الماضي، كان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، قد طالب بإجراء خبراء متخصصين "تحقيقا أعمق حول فرضية تسرب الفيروس المسبب لجائحة كوفيد-19 من مختبر في الصين"، منتقدا تقييد حصول الخبراء الدوليين على البيانات الأصلية.
وتنفي الصين على الدوام وبشدة هذه الفرضية.
مديرة الأمن القومي في الولايات المتحددة، أفريل هينز، قالت في أبريل الماضي، أمام مجلس الشيوخ إن "أوساط الاستخبارات لا تعرف من أين أتى الفيروس في الأساس ومتى وكيف؟".
وذكرت "فرضيتين" تفسران منشأ فيروس كورونا، الأولى تستند إلى تواصل الإنسان مع حيوانات مصابة أو حادث في مختبر.
وتسبب فيروس كورونا بوفاة نحو 3.5 مليون شخصا منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019، حيث ظهر المرض في مدينة ووهان الصينية في حينه.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن الحصيلة الإجمالية للوفيات جراء الوباء قد تكون أعلى بمرتين أو ثلاث من الأرقام المعلنة رسميا، نظرا إلى العدد الكبير من الوفيات المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالوباء.