صحافة دولية

الغارديان: كلينتون تحذر من خطر منصات التواصل على الديمقراطية

المرشحة السابقة للرئاسة انتقدت "فيسبوك" بشكل خاص- جيتي
المرشحة السابقة للرئاسة انتقدت "فيسبوك" بشكل خاص- جيتي

نشرت صحيفة "الغارديان" مقابلة مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، أشارت فيها إلى مخاطر منصات التواصل الاجتماعي على الديمقراطية، بحسبها.

 

ودعت كلينتون في المقابلة التي أجراها مراسل الصحيفة في واشنطن، ديفيد سميث، وترجمتها "عربي21"، إلى "حساب عالمي" ووقف التضليل والزيف.

 

وأشار سميث إلى أن حملتها للرئاسة في 2016 تعرضت لموجات من الأخبار المزيفة ونظريات المؤامرة الكاذبة. ولهذا فهي تدعو اليوم إلى "محاسبة عالمية" والحد من قوة شركات التكنولوجيا. 


وحذرت السيدة الأولى السابقة من أن "انكسار الحقيقة المشتركة وما يتبعها من فرقة، يشكل تهديدا على الديمقراطية في الوقت الذي تحاول فيه الصين بيع خديعة مفادها أن الاستبداد ناجح".


وتحدثت الصحيفة مع كلينتون عبر زوم من بيتها بنيويورك احتفالا بمرور مئتي عام على صدور "الغارديان".

 

وقالت كلينتون بهذا الصدد: "أعتقد أن الغارديان كانت مثالا للحرية الصحافية وعلى مدى 200 عام". 


ولدى كلينتون، زوجة الرئيس الأسبق بيل كلينتون، أكثر من سبب لأن تكون مستمعة جيدة لتوجهات الإعلام من الصحافة التاريخية إلى منصات التواصل الاجتماعي الأخيرة، بحسب الغارديان.

 

وفي عام 2016 كانت أول امرأة يختارها حزب سياسي كبير كمرشحة رئاسية، وقد انتقدت الإعلام الرئيسي لاحقا بأنه أقام مساواة غير صحيحة بين عثرات في مسيرتها ومنافسها دونالد ترامب الذي كانت له علاقات مشبوهة مع روسيا وواجه عددا الاتهامات بهجمات جنسية.


وساعدت موسكو على تغذية حملة تضليل إعلامي استهدفت الناخبين الديمقراطيين وتم التعبير عنها من خلال نظرية المؤامرة "فضيحة البيتزا" والتي نشرت مزاعم سخيفة عن إدارة كلينتون لشبكة تجارة للجنس مع الأطفال من محل بيتزا في واشنطن. 


ومضت خمسة أعوام وجاء ترامب وذهب وأصبحت لأمريكا نائبة للرئيس، وهي كامالا هاريس، لكن حملات التضليل لم تتوقف، من حركة نظرية المؤامرة "كيوأنون" إلى عملية العصيان في الكونغرس بداية العام الحالي، وفق الصحيفة البريطانية.

 

وأشارت كلينتون في سياق انتقادها لوسائل التواصل إلى دور تلك المواقع في تفاقم النزعة اليمينية المتطرفة وصولا إلى أحداث اقتحام الكونغرس ومحاولات عرقلة الديمقراطية الأمريكية بشكل صادم.

 

اقرأ أيضا: دونالد ترامب يطلق منصته التواصلية الخاصة "مكتب ترامب"

 

وقالت: "منصات التكنولوجيا أقوى من أي عضو فيما يطلق عليه التيار الرئيس في الإعلام وأعتقد أنه يجب ألا يكون هناك حساب أمريكي فقط بل وعالمي مع التضليل واحتكار السلطة والتحكم، في ظل غياب المحاسبة التي تتمتع بها حاليا هذه المنصات". 


وأشارت "بشكل محدد لفيسبوك التي لديها أسوأ سجل في المساعدة على الزيف والتضليل والتطرف والمؤامرة، وحتى الإبادة في ميانمار ضد الروهينغا. وعلى الحكومات أن تقرر أن هذه المنصات بحاجة للالتزام بنوع من المعايير وهذا صعب". 


إلا أن كلينتون تعترف بالقول: "الأمر ليس سهلا، فهي قوية بشكل لا يصدق. ولكنني لا أرى أي بديل عن محاولة معالجة المخاطر الحقيقية للتضليل والانقسام التي تفرخها وما تشكله من تهديد على ديمقراطيتنا".

 

وفي الوقت الذي هاجم فيه ترامب شركات الانترنت إلا أنه وجه معظم نيرانه على "سي أن أن" و"نيويورك تايمز" وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية، وحاول شيطنتها عندما وصفها بأنها "عدو الشعب".

 

وعلقت كلينتون التي سافرت حول العالم داعية للحرية على تصريحات ترامب بأنها شعرت بالرعب "عندما قال الرئيس الأمريكي بأن الإعلام هو عدو الشعب فإنه منح الرخصة لكل المستبدين لأن يقولوا نفس الشيء".

 

وقالت إن معظم الرؤساء الأمريكيين اشتكوا من معاملة الإعلام لهم أو طلب منهم الأمور المستحيلة "لكن لم يكن لدينا رئيس اصطف مع تفكير الديكتاتوريين مثلما حصل لنا مع رئيسنا السابق".

 

و"أدى لضرر في داخل بلدنا، لأنها غذت الرهاب ونظريات المؤامرة والحزبية في نظامنا السياسي مما قاد البعض لزعم أن الإعلام هو عدو الشعب أو على الأقل عدو ما يعتقدونه".


ووجد ترامب طرفا متواطئا مستعدا في الإعلام وبخاصة شبكة روبرت ميردوخ، فوكس نيوز. ولاحظت كلينتون "حقيقة تحول إعلام بعينه لبوق إعلامي ينشر آراء ترامب عن الواقع وغذى الأفكار السلبية عما سيقوله الإعلام الرسمي".

 

و"في الوقت نفسه واجه الإعلام السائد مهمة صعبة للتعامل مع الكذب والخطر الذي مثله ترامب ومساعدوه وأنصاره".

 

و"كان الأمر صعبا وأتفهم التحدي الذي واجهوه. وأعتقد أنهم لم يفهموا سريعا أن المسألة ليست خلافا عاديا وليست خلافا مع زعيم عادي. بل كان هذا تخل كامل عن فهمنا للحدود المناسبة التي يتحرك من خلالها قادتنا".


ومن هنا فالتهديد على الديمقراطية من هذه البدائل للواقع هو محل للتدقيق في وقت تحاول فيه الصين، القوة الصاعدة التي تروج لنظام عالمي بديل.

 

وتقول كلينتون: "لا شك أن الصينيين يحاولون تقديم رؤية مضادة وهي أن الديمقراطية فوضوية والأمور تحتاج لوقت ويأتي رئيس ويخرج ولا تواصل ولا تستطيع التقدم للأمام بطريقة اجتماعية منسجمة، ولهذا عليك اختيارنا".

التعليقات (0)