هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة تركية، إنه بعد إقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"الإبادة الجماعية للأرمن" تحولت الأنظار إلى مستقبل العلاقات الأمريكية-التركية، وتأثير هذا التطور على العلاقات مع بين أنقرة وموسكو.
وأوضحت صحيفة"خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه بعد "بيان بايدن"، كانت هناك العديد من التعليقات المتسائلة حول الرد التركي تجاه الخطوة الأمريكية، وهل ستسعى أنقرة للتقرب خطوات أكثر باتجاه روسيا.
ورأت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يعرف لدى قادة الغرب بلغته الحادة وردود فعله القاسية، كان أكثر رصانة مما كان متوقعا في رده على بايدن.
وأضافت أنه لطالما كانت مسألة الاعتراف بمزاعم الإبادة الجماعية للأرمن مصدرا لتوتر خطير في السياسة الدولية لدى تركيا، وكما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية، كان الكونغرس الأمريكي قد اعتمد في السابق قرارات تعترف بها.
وتابعت، بأن روسيا أحد الشركاء الإقليميين الرئيسيين لتركيا اعترفت رسميا بـ"الإبادة الجماعية للأرمن" عام 1995، لكن هذا لم يؤثر على الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وأنقرة.
وأكدت أن العلاقات التركية-الأمريكية لن تتدهور بسبب أحداث عام 1915، مشيرة إلى أن بايدن أبلغ أردوغان بنيته بشأن هذه المسألة قبل إعلانه، كما أن السلطات التركية كانت مستعدة لمثل هذا الاحتمال، وقد تلقت إشارات بشأنها خلال مفاوضات مع مسؤولين أمريكيين في كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأضافت أن رد الرئيس التركي كان "محدودا نسبيا"، بخلاف مواقفه السابقة تجاه دول أخرى، ووصف تصريحات بايدن بأنها "لا أساس لها وغير عادلة"، وأنها قد تضر بالعلاقات الثنائية، موضحا بشكل تفصيلي أن الخطوة الأمريكية كانت خاطئة.
اقرأ أيضا: بلينكن: إقرار بايدن بـ"الإبادة" لا يهدف إلى إلقاء اللوم على تركيا
ورأت أن "الموقف المحدود" من أنقرة، يرجع إلى حد كبير إلى أن حقيقة الاعتراف بما يسمى "الإبادة الجماعية للأرمن" بعيدة عن المشكلة الرئيسية في العلاقات الأمريكية-التركية، التي كانت في أزمة لعدة سنوات.
وأوضحت أن هناك العديد من التحديات والصراعات التي يجب التغلب عليها، من سوريا إلى منظمة حزب العمال الكردستاني، إلى التعاون العسكري بين تركيا وروسيا.
وأشارت إلى أنه خلال رئاسة دونالد ترامب، بدأت واشنطن بالضغط على أنقرة بسبب الاختلافات في الرأي حول هذه القضايا، وأخرجت الولايات المتحدة تركيا من برنامج"أف35" بسبب شراء أنقرة لأنظمة "أس400" الروسية، كما أنها فرضت رسوما جمركية إضافية على الواردات التركية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على بعض السياسيين والشركات التركية.
ولفتت إلى أن المعدات العسكرية التركية، أثبتت مؤخرا فعاليتها ضد منظمة العمال الكردستاني، وحرب قره باغ، وفي ليبيا، ولديها مشترون محتملون من بعض الدول.
وتقوم تركيا ببناء نظام دفاع جوي خاص بها، وتسعى في ذلك للحصول على المساعدة من روسيا، كما أنها أصبحت حليفا صعبا بشكل متزايد للولايات المتحدة، وبينما تتعاون أنقرة مع موسكو في عملية السلام في سوريا، فهي ليست في عجلة من أمرها لطلب المساعدة من واشنطن هناك، كما تقول الصحيفة.
ولم تنسق تركيا مع واشنطن في حرب قره باغ، بالإضافة إلى دورها النشط في عملية السلام في سوريا أو في أوكرانيا.
وأوضحت الصحيفة أن موقف تركيا كان مصدر قلق في واشنطن في ظل إدارة ترامب، وقد تضاعفت هذه المخاوف لدى إدارة بايدن التي تعهدت بإعادة بناء التحالفات الأمريكية القديمة.
ورأت أن الولايات المتحدة ستتجنب خطر الابتعاج عن حليف مثل تركيا، أو القيام بالمزيد من الضغوط، والهدف من خطوة بايدن الأخيرة، هو تذكير أنقرة بأن واشنطن غير راضية علن المواقف التركية وأن الأمور قد تتجه إلى الأسوأ، وعلى الرغم من صدى تصريحات الرئيس الأمريكي، إلا أن ذلك لا يمثل نقطة تحول في العلاقات بين البلدين.
وقد أعلن البنتاغون أن الاعتراف بما يسمى "الإبادة الجماعية" لن يؤثر على تعاونه العسكري مع تركيا، وأعرب عن أمله في تحسين العلاقات مع حليفها المهم في الناتو.
اقرأ أيضا: هل ترد أنقرة بالمثل على بايدن.. خبراء أتراك يقرأون الخيارات
ورأت أن التطورات مع الولايات المتحدة لن يكون لها صدى في العلاقات التركية-الروسية، رغم أن العلاقات بين أنقرة وواشنطن خرجت من مسمى "الحلفاء الاستراتيجيين".
ولفتت إلى أن إقرار بايدن بـ"الإبادة الجماعية" قد يكون له صدى في العلاقات الروسية-الأرمنية، أكثر من تلك التي مع تركيا، لاسيما أنها تعد مسألة هوية بالنسبة للأرمن (في إشارة إلى اقتراب يريفان من واشنطن على حساب موسكو).
وأكدت أن الاعتراف بما تسمى "الإبادة الجماعية للأرمن" لن يجعل تركيا تقترب أكثر من روسيا أو حتى الولايات المتحدة.