حقوق وحريات

قوى مصرية تدين إعدامات "كرداسة" وتدعو إلى تحرك دولي

قالت جماعة الإخوان إن الشعب المصري فوجئ بمجزرة جديدة لعدد من الأبرياء الرافضين للانقلاب العسكري- جيتي
قالت جماعة الإخوان إن الشعب المصري فوجئ بمجزرة جديدة لعدد من الأبرياء الرافضين للانقلاب العسكري- جيتي

أدانت مجموعة العمل الوطني المصري، التي تضم شخصيات معارضة في الداخل والخارج، بأشد عبارات الشجب والاستهجان ما أقدمت عليه السلطات المصرية، الاثنين الماضي، من تنفيذ ما وصفته بالإعدام التعسفي بحق تسعة من المواطنين الأبرياء في القضية المعروفة إعلاميا بأحداث قسم شرطة كرداسة.


وأكدت المجموعة، في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أن "هذه الأحكام صادرة عن محاكم استثنائية (دوائر إرهاب)، مشكلة بالمخالفة لنص المادة 97 من الدستور، ومن ثم فهي منعدمة الأثر دستوريا وقانونيا".


الافتقار للعدالة


وأضافت أن "هذه المحاكمات (الاستثنائية) تفتقر إلى أدنى معايير العدالة، لا سيما أنها قضت في هذه القضية بالإعدام على المواطن عبد الرحيم جبريل، وهو شيخ طاعن في السن (80 عاما)، ثبت أمامها ثبوتا يقينيا عدم تواجده على مسرح الأحداث. وبالإعدام على معاق (مصاب بشلل أطفال) اعتقل كرهينة؛ لإجبار شقيقه على تسليم نفسه للجهات الأمنية".


وأشارت مجموعة العمل الوطني المصري إلى أن "تلك الأحكام مُسيسة تهدف إلى إرهاب الشعب، ما ينذر بإرهاب مضاد يصنعه النظام عبر المؤسسات التي يهيمن عليها".


وطالبت النظام المصري بـ"إعمال أحكام الدستور، والكف عن تنفيذ أحكام الإعدام في القضايا السياسية، التي بلغ عدد ضحاياها تعسفيا 84 مواطنا"، داعية مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة إلى "اتخاذ ما يلزم نحو إلزام مصر بوقف تنفيذ أحكام الإعدام، لاسيما في القضايا السياسية".

 

اقرأ أيضا: "نهضة" تونس تندد بإعدامات مصر وتدعو للتعقل بدل توريث الأحقاد


وأكدت على ضرورة قيام مجلس الأمن بـ"اتخاذ موقف إيجابي بشأن ملف حقوق الإنسان، وفي القلب منه أحكام الإعدام في مصر، خاصة بعد إدانة 31 دولة لانتهاكات حقوق الإنسان بمصر"، مطالبة الدول التي قالت إنها ما زالت داعمة للنظام المصري بـ"تغليب لغة المبادئ والقيم على لغة المصالح، حفظا للأرواح، ووقفا لسفك المزيد من الدماء".


كما طالبت مجموعة العمل الوطني المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني بـ"تكثيف الجهود والتنسيق والتعاون، من أجل وقف تنفيذ إعدامات تعسفية أخرى؛ فهناك 58 بريئا ينتظرهم المصير ذاته".


مجزرة جديدة


من جهتها، قالت جماعة الإخوان المسلمين إن "الشعب المصري فوجئ فجر الاثنين بمجزرة جديدة لعدد من المواطنين الأبرياء الرافضين للانقلاب العسكري؛ حيث اقترف العسكر جريمة قتل جماعي لهؤلاء المواطنين المتهمين ظلما، بناء على أحكام انتقامية من قضاء مسيَّس".


وأوضحت الجماعة، في بيان، أن "الغريب أن تتم هذه المجزرة في نهار شهر رمضان المبارك، دون احترام لجلال وقدسية الصيام، وكذلك بعد حملة إعلامية مضللة، تم فيها صب الزيت على نار الانقسام المجتمعي، ما يؤكد انحدار مستوى النظام وأركانه إلى هوة سحيقة، في وقت تتعرض فيه مصر لوباء كورونا، ولتهديدات استراتيجية لحقوقها في مياه النيل".


واستطردت الإخوان قائلة: "هذه المجازر المتتالية بحق أبناء الشعب المصري الرافضين للانقلاب لن توقف مسيرة الثورة، ولن تطفئ جذوتها، وسيواصل كل الأحرار نضالهم، حتى تنال مصر حريتها، ويتم إحقاق الحقوق على أرضها الغالية".

 

اقرأ أيضا: ناشطون: إعدام 17 سجينا مصريا ناتج عن دراما الكراهية والانتقام


وفي السياق ذاته، أدان حزب "غد الثورة" قيام السلطات المصرية بتنفيذ أحكام إعدام مشكوك في صحتها بحق مواطنين مصريين أثناء شهر رمضان، متسائلا عن سبب "الأهمية القصوى لتنفيذ هذه الأحكام أثناء الشهر الفضيل، ونحن على بعد أيام من عيد الفطر، ما سيسبب دون شك كربا وألما وغما لأهالي المحكوم عليهم لا تستطيع هذه السلطة التي لا يروى ظمأها للدماء تبريره، أو توضيح وجه التعجل، وعدم إبداء الاحترام اللازم للشهر الكريم".


وتابع الحزب، في بيان له: "كان أولى بهذه السلطة أن تنتبه لتزايد أعداد شهداء القطاع الطبي التي تشهد اضطرادا مرعبا، في ظل تزايد مخيف لأعداد المصابين بفيروس كورونا، بعدما اكتشف الشعب أن هذه السلطة لا تملك سوى الصور الزائفة المصطنعة لتصديرها للناس، علها تجلب لهم مزيدا من الإلهاء أو بعضا من الأمنيات الكاذبة، أو المسكنات التي تزيد أسوأ نظام اختبره المصريون عبر تاريخهم الطويل، تمكينا وفجورا، ويزيد إثيوبيا تعنتا وتعجرفا، لأنها فقط تتوقع استمرار هذا النظام".

التعليقات (0)