هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة عبرية الضوء على الهبة الشعبية الفلسطينية المشتعلة في مدينة القدس المحتلة منذ أيام؛ بسبب إجراءات واعتداءات قوات الاحتلال والمتطرفين على أهل القدس المحتلة، مدعية أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لـ"تبريد القدس" خشية وقوع مواجهة على أكثر من جبهة.
وأوضحت "يديعوت أحرنوت" في
خبرها الرئيس اليوم، أنه "في كل تقويمات الوضع التي جرت في وزارة الأمن بتل أبيت،
انشغلت كل المحافل في موضوع واحد؛ هو تبريد القدس".
وتابعت: "كل المحافل؛ الجيش، المخابرات،
الشرطة وهيئة الأمن القومي، تفهم أن تهدئة الخواطر في القدس، فقط هي التي ستؤدي إلى
الهدوء في باقي الجبهات، وبالعكس، ففي حال سجل تصعيد آخر في هذه الأيام الحساسة، فإن من
شأننا أن نعلق في مواجهة متعددة الجبهات في غزة، والضفة والقدس ويحتمل أيضا تجاه جهات
أخرى ستسعى للتضامن مع القدس".
المعادلة الأمنية
أما من ناحية جيش الاحتلال، فإنه "رغم
النار التي نفذت يوم الجمعة نحو مستوطنات الغلاف، فإن نية حركة حماس أن لا يؤدي ذلك إلى تصعيد واسع،
وهي تفهم أنه بعد وقت قليل توجد انتخابات في السلطة، وتطلق الإشارة فتقول: معكم أيضا
بثمن المس بالتسوية، ولكن لا نريد حقا تشويش التسوية"، بحسب قول الصحيفة.
ونوهت إلى أنه "في حال سجل هدوء،
فإن المعادلة التي يرسمونها في جهاز الأمن هي (هدوء في القدس، هدوء في غزة)، وعليه، فإنهم في
هذه الأثناء، لا يأخذون المخاطر، ولكن رئيس الأركان أفيف كوخافي أمر بالاستعداد لإمكانية
التصعيد في القطاع، وبالتوازي نقلت سريّتان من حرس الحدود بالضفة إلى القدس، وقوات
مشاة من الجيش ستعزز فرقة الضفة".
اقرأ أيضا: الاحتلال يقمع المصلين بالقدس وهتافات أمام باب العامود
وصرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو
السبت، في ختام مداولات تقويم الوضع مع قادة جهاز الأمن في قاعدة "الكريا"
(مقر وزارة الأمن)، بأنه وجه تعليماته للاستعداد لكل سيناريو أمني في ضوء إطلاق الصواريخ
من قطاع غزة نحو المستوطنات الإسرائيلية.
وبحسب "يديعوت"، دعا نتنياهو
إلى "تهدئة الخواطر في كل الجهات، في كل ما يتعلق بالمواجهات في القدس"،
موضحة أنه شارك في جلسة التقييم كل من: وزير الأمن بيني غانتس، وزير الأمن الداخلي
أمير أوحنا، رئيس الأركان أفيف كوخافي، رئيس "الشاباك" نداف أرغمان ومفتش عام الشرطة كوبي شفتاي.
احتواء أحداث القدس
وكشفت الصحيفة عن حالة قلق تسود في
جهاز الأمن الإسرائيلي، لأنه "لا توجد جهة واحدة يمكنها أن تؤدي إلى تهدئة الخواطر،
مثلما كان في أزمة البوابات الإلكترونية، حينما تنازلوا عنها فعاد الهدوء، وعليه فإن
التخوف الكبير هو من حالة التفكر التي تشعل كل المنطقة"، وبالتالي فإنه "يجب تبريد
القدس، وبسرعة"، بحسب ما قاله مسؤول كبير في هيئة الأركان.
ولفتت إلى أن "النار (الصواريخ)
التي بدأت يوم الجمعة، بإذن من حركة حماس، نفذت لمسافات قصيرة حتى سبعة كيلومترات عن الجدار،
وفي بعضها تضمنت قذائف هاون لتحدي منظومة القبة الحديدية، تم اعتراض ستة صواريخ، معظمها
سقطت في مناطق مفتوحة واثنان على الأقل داخل المستوطنات".
وبحسب "يديعوت"، فإن "حركة حماس
وفرت البضاعة لأحداث القدس، وبالتوازي فإنها حققت نقاطا هامة لها جدا تمهيدا لانتخابات السلطة
الفلسطينية، ورغم ذلك، فإنهم في الجيش يعتقدون بأن قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، سيقرر
عدم التوجه نحو التصعيد طالما بقيت القدس هادئة، والتحدي الآن، هو اجتياز الأسابيع
المتبقية حتى انتهاء رمضان"، مدعية أن "هذا أيضا هو السبب الذي جعل إسرائيل
تحتوي الحدث".
وبينت أن "استهداف الجيش الإسرائيلي
لغزة، كان طفيفا ولم يتسبب بإصابات، وتضمن ضربة لبنى تحتية تحت أرضية ومخازن سلاح،
ومع ذلك، فقد قرر كوخافي، ألا يأخذ المخاطرة وأجل سفره الذي كان مخططا له أمس واليوم إلى واشنطن".
وأكدت أن "رحلة كوخافي لواشنطن،
هامة جدا للتنسيق الأمني وكذا لمحاولات التأثير على الاتفاق المتبلور بين الولايات
المتحدة وإيران، الذي لا تشارك فيه إسرائيل في هذه المرحلة على الإطلاق، أما من سيسافر
فهما رئيس الموساد يوسي كوهن، ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شباط".