محمد بوذداغ كاتب سيناريو ومخرج ومنتج تركي لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من عمره، أصبح اسمه علامة فارقة في صناعة الدراما الهادفة، وقد لمع نجمه بعد إنتاجه
مسلسل أرطغرل ذائع الصيت والشهرة.
وبوذداغ من المنتجين الذين يهتمون لأدق التفاصيل المرتبطة بإنتاج أعمالهم الدرامية، بما فيها ملابس الممثلين ومواقع التصوير.
في الوقت الذي خلت فيه الشاشة المصرية من
المسلسلات التاريخية الدينية، واختص نجوم الدراما السعودية أمثال ناصر القصبي بمسلسلات مثل مسلسل "
منع التجول"؛ يسيئون بها للدين ويكررون بها الغمز من قناة المتدينين، تجد بوذداغ وفريقه يبدعون في تقديم دراما هادفة تعزز الانتماء للدين وتقدم وجبة وطنية ودينية هادفة للمشاهدين، بدءا من مسلسل
أرطغرل والد مؤسس الدولة العثمانية ثم مؤسس الدولة عثمان مرورا بيونس أمرة وكوت العمارة وجلال الدين خوارزم، مع تحضير لعودة الممثل التركي إنجين - بطل أرطغرل - في مسلسل يجسد بطولات البحار الشهير
خير الدين بربروس.
ليس هذا فحسب، بل إن بوذداغ يقدم إلى جانب مشاهير الدراما التركية من أبطال مسلسلاته نجوما صاعدة جديدا من الشباب المتدين، أمثال الممثل جلال آل الذي جسد شخصية القائد العثماني عبد الرحمن غازي. وفي رسالته الوداعية، بعد انتهاء دوره في إحدى حلقات المؤسس عثمان شهيدا، قال جلال آل إنّ شخصية البطل عبد الرحمن غازي مثلّت لديه مكانة خاصة في حياته، موضحاً أنه حاول بكل ما يستطيع أن يجسد الشخصية بأفضل صورة طوال السنوات السبع الماضية. ولفت إلى الأهمية التاريخية للأجداد الأبطال، كما دعا في رسالته الجمهور لـ"زيارة قبر عبد الرحمن غازي وغيره ممن لهم مكانة عظيمة في تاريخ الأتراك".
وأذكر هنا الخبر الذي أوردته وكالة الأناضول في كانون الأول/ ديسمبر 2019، حيث
أشهر زوجان مكسيكيان إسلامها أمام الممثل جلال آل بعد حضورهما برنامجا للرابطة الإسلامية في لوس أنجلوس حضره جلال آل كضيف شرف، وقد عبر الزوجان عن تأثرهما البالغ بمسلسل أرطغرل.. ذلك المسلسل الذي حقق عائدات مالية تخطت المليار دولار، ووصل عدد مشاهديه إلى ثلاثة مليارات مُشاهد، إضافة لترجمته إلى 39 لغة حول العالم، فضلا عن القيم الإنسانية والأخلاقية التي جسّدها ويعرض حاليا على المنصة الشهيرة "نيتفليكس".
بوذداغ وأقرانه لم يكتفوا بإنتاج تلك المسلسلات الهادفة، بل وفروا منصة لمشاهدتها قابلة للتنزيل على مختلف الأجهزة الذكية باشتراك رمزي تحت اسم هلال بلاي، وهناك أيضا منصة أخرى تحت اسم نور بلاي.
واقترب الممثل التركي إنجين ألتان، بطل أرطغرل، من لقب الممثل الأعلى أجراً في
تركيا، بعد أن وصل ما يتقاضاه على تصوير الحلقة الواحدة من المسلسل إلى 150 ألف ليرة تركية، أي ما يعادل نحو 20 ألف دولار، بحسب موقع "سيدتي التركية". واقترب بذلك من كل من الممثل كيفانتش تاتليتوغ، الشهير بـ"مهند"، والممثل خالد آرغنش، الشهير بـ"أنور"، اللذين يتقاضيان 25 ألف دولار على تصوير الحلقة.
فالحديث هنا عن دراما هادفة تنشر قيما أخلاقية خالية من أي مشاهد مبتذلة تحقق أرباحا مالية كبيرة وتصنع نجوما كبار، وتبطل فكرة أن الأخلاق والفن لا يجتمعان، المهم أن يجتمع أصحاب الأفكار أمثال بوذداغ والمستثمرون من الذين يثقون بهذا النوع من
الفن معا، ويصبروا حتى يحققوا الإيرادات المجزية ويخدموا الأفكار النبيلة في آن واحد.
ولا عزاء للفنانين الذين باعوا أنفسهم للسلطات القمعية في بلادهم، وباتوا يسبحون بحمدها ويكررون مثل الببغاوات أكاذيبها.