هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر خبير أمني بارز، من التداعيات الخطيرة للعمليات الإسرائيلية التي تستهدف السفن الإيرانية في البحر الأحمر، مشددا على وجوب أن تتوقف "تل أبيب" عن اللعب بالنار.
وأوضح الخبير الأمني الإسرائيلي، يوسي ميلمان، في مقال بصحيفة "هآرتس" العبرية، أن "الهجوم المنسوب لإسرائيل على سفينة الاستخبارات التابعة لحرس الثورة الإيراني في البحر الأحمر، يدل على أن إسرائيل تلعب بالنار، وإيران وعدت بأنها سترد، وتجارب الماضي تدل على أنه يمكننا تصديقها، ولا شك أنها ستحاول الرد على إسرائيل حتى لو لم يكن هناك أي يقين بأنها ستنجح".
وذكرت أنه "خلافا للهجمات في سوريا، حيث شعرت إسرائيل هناك بأنها آمنة بشكل كامل، فإن المواجهة البحرية بين إيران وإسرائيل، يمكن أن تخرج عن السيطرة وتدخلها في دائرة عنف ليس بالضرورة أن تكون يدها هي العليا"، موضحا أن "95 في المئة من إجمالي تجارة إسرائيل تجري عبر البحار، وسلاح البحرية هو سلاح صغير نسبيا وإمكانياته محدودة في حماية التجارة البحرية وتأمينها، وبالأساس في ساحة بعيدة مثل المحيط الهندي والبحر الأحمر".
ولفت ميلمان إلى أن من "خططوا وصادقوا" لضرب سفينة "ساويز" الإيرانية بهدف "الثأر" وفق ما أكده مصدر إسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز"، فقد "صبوا النار على الزيت، وانحرفوا عن السياسة التي كانت مقبولة منذ عشرات السنين".
وزعم أن "أجهزة الاستخبارات والأمن، تتفاخر دائما بأن عمليات سرية للاغتيالات والتخريب لا يتم القيام بها بدافع الانتقام، بل الرغبة في تشويش وإحباط ومنع نشاطات مستقبلية، وحتى عندما كان الأمر يتعلق بتصفية شخصيات، فسبب قرار تصفيتهم، لم يكن الرغبة في الانتقام منهم على أفعالهم".
ونوه إلى أن "القرارات الصعبة لشن عمليات عسكرية، يتم إرسال جنود إليها يعرضون حياتهم للخطر، ويجب أن تكون مشوبة باعتبارات غريبة، سياسية أو غير سياسية، ومحظور أن تكون قائمة على المشاعر والعواطف"، مضيفا: "قبل سنتين ونصف تقريبا اتخذ المستوى السياسي، قرارا بزيادة الضغط على طهران، والعمليات التي كانت حتى ذلك الحين، جرت في الجو وعلى اليابسة، في سوريا وعلى حدود العراق وفي اليمن ولبنان، وفي السايبر وتم توسيعها في الساحة البحرية".
اقرأ أيضا: "يديعوت": إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا لعملياتها ضد إيران
وأكد الخبير، أن "الكوماندوز البحري الإسرائيلي وبمساعدة معلومات دقيقة لوحدات الاستخبارات العسكرية و"الموساد"، قام بأعمال تخريب عشرات ناقلات النفط الإيرانية، وجميع عمليات التخريب هذه تم تنفيذها كعمليات جراحية استهدفت إلحاق الضرر بالناقلات دون غرقها ودون إصابات بالأرواح، وتسببت بضرر كبير للاقتصاد الإيراني".
وأضاف: "إسرائيل استغلت أيضا فرصة أنه كان لديها معلومات محدثة ودقيقة عنها، وقامت بتخريب وسائل قتالية تم نقلها في سفن إيرانية لحزب الله، ومعظم عمليات التخريب كانت في البحر المتوسط وعدد قليل منها في البحر الأحمر، وهذه العمليات كان لها أيضا أهمية نفسية تتمثل بالتأثير على وعي قادة قوة القدس والمس بمعنوياتهم".
ونوه إلى أن "هذه العمليات توجت بالنجاح أيضا بسبب أن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب، تم إبلاغها بها وشجعتها"، معتبرا أن "السبب الرئيسي في نجاحها هو الحفاظ على السرية، فالمعلومات لم تتسرب، وبعد استبدال الحكم في واشنطن، وعلى خلفية الانتخابات القريبة في إيران، قرروا في طهران أنهم لا يريدون مواصلة ضبط النفس، والنتيجة كانت تخريبا دون إلحاق أضرار كبيرة بسفن مملوكة جزئيا لإسرائيل، كنوع من العين بالعين".
وتابع ميلمان: "إسرائيل لا تفهم الإشارات، أو أنهم يعملون بشكل أوتوماتيكي، ونتنياهو الذي توجد له مصلحة سياسية، مخلوط بإيمان لمواصلة المواجهة مع إيران من أجل التشويش على إمكانية أن تكون تسوية دبلوماسية".
وتساءل: "لماذا غانتس وكوخافي يساعدان على ذلك؟ وحتى كوهين، الذي ستنتهي ولايته بعد بضعة أسابيع، قام بتغيير مقاربته الهجومية، وهو يعتقد أنه في الوقت الحالي من الأفضل تقليص الاحتكاك مع الإدارة الأمريكية، على أمل أن يساعد ذلك على التأثير عليها لصياغة اتفاق يكون أفضل من الاتفاق الأصلي".
ورأى الخبير الأمني، أنه "بقي فقط الأمل، أنه بعد قضية تخريب السفينة، والتي إلى جانبها جاء خلل خطير يتمثل بتسريب المعلومات، والذي يدل على إهمال شديد كان يمكن أن ينتج عنه إصابات في الأرواح، ستصل إسرائيل إلى استنتاج بأنه يجب عليها التوقف عن صب الزيت على النار".