هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولي استخبارات أمريكيين ومن الاحتلال الإسرائيلي تأكيدهم وجود "دور إسرائيلي" في هجوم الأحد على منشأة "نطنز" الإيرانية للطاقة النووية، مع إشارة إلى تفاصيل الأضرار التي خلفها.
ونقلت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، عن اثنين من مسؤولي الاستخبارات، تم إطلاعهما على تفاصيل الحادث، قولهما إنه نجم عن انفجار كبير دمر بشكل كامل نظام الطاقة الداخلي المستقل، والمحمي بشدة، الذي يزود أجهزة الطرد المركزي تحت الأرض التي تخصب اليورانيوم.
وقال المصدران، اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الانفجار هو نتيجة "عملية إسرائيلية سرية".
وأضافا أن الانفجار "وجه ضربة قاسية لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم وأن الأمر قد يستغرق تسعة أشهر على الأقل حتى تستعيد المنشأة قدرتها الإنتاجية".
اقرأ أيضا: ظريف عن حادث نطنز: سننتقم من الاحتلال الإسرائيلي
ولفتت الصحيفة إلى أن الهجوم يؤثر بشكل سلبي على حضور طهران في محادثات العودة للاتفاق النووي.
وجاء الانفجار بعد يوم من تأكيد طهران أنها بدأت بتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة نطنز، في انتهاك لاتفاق 2015 النووي، بهدف رفع سقف التفاوض.
وتقول إيران إن لها الحق في التحلل من التزاماتها ما دامت الولايات المتحدة تماطل في العودة إلى الاتفاق، الموقع عام 2015، والذي خرج منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت واشنطن على علم مسبق بعملية نطنز، بحسب "نيويورك تايمز".
ووقع الهجوم بالتزامن مع زيارة يجريها وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى الكيان الإسرائيلي.
لكن مسؤولين إسرائيليين لم يخفوا استياءهم من رغبة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إحياء الاتفاق النووي، بحسب الصحيفة، ما يضفي غموضا على مستوى التنسيق وتبادل المعلومات بهذا الخصوص.
ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتلال سبق أن نفذ أعمالا تخريبية بحق البرنامج النووي الإيراني سابقا؛ تتراوح بين الهجمات الإلكترونية والاغتيالات المباشرة.
اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية: الموساد مسؤول عن تفجير مفاعل "نطنز"
و"يُعتقد أن إسرائيل دبرت عمليات قتل العديد من العلماء النوويين الإيرانيين في السنوات الأخيرة، بما في ذلك كمين على مطور رئيسي لبرنامجها النووي (محسن فخري زاده) في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي".
والاحتلال الإسرائيلي، تقليديا، لا يؤكد ولا ينفي التورط في مثل تلك الأعمال.
ووقع الانفجار في نطنز بعد أسبوع تقريبا من مشاركة الولايات المتحدة وإيران في أول دبلوماسية مهمة لهما تحت إدارة بايدن، ومن المقرر أن تستأنف المحادثات لإنقاذ الاتفاقية، المعروفة باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، هذا الأسبوع.
ولم يتضح على الفور كيف يمكن أن تؤثر حادثة نطنز على المسار، لكن إيران تواجه الآن حسابات معقدة حول كيفية الرد، وفق التقرير.
ونقلت الصحيفة عن "هنري روما"، محلل إيران في مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية للمخاطر السياسية، قوله: "تواجه طهران توازنا صعبا للغاية.. ستشعر بأنها مضطرة للرد لإبلاغ إسرائيل بأن الهجمات سيكون لها ثمنها".
وفي الوقت نفسه، قال السيد روما: "تحتاج إيران أيضا إلى ضمان أن مثل هذا الانتقام لا يجعل من المستحيل سياسيا على الغرب الاستمرار في المضي قدما بإعادة ترميم الاتفاق النووي".