هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب حلول شهر رمضان تنتشر الفوانيس والأنوار والزينة المعلقة
باختلاف أنواعها وأشكالها في الأسواق والمحلات في جميع أنحاء المدن والقرى المصرية.
ويعتبر فانوس رمضان عادة قديمة، وأحد أهم وأشهر رموز الشهر، وجزء أصيل
من مظاهر الاحتفال والابتهاج بقدوم الشهر المبارك.
وكان المصريون أول من عرفوا فانوس رمضان منذ أكثر من ألف عام في زمن
الفاطميين الذين حكموا مصر نحو قرنين من الزمان، ومنها عرفته باقي البلاد العربية والإسلامية.
ومنذ ذلك الحين تطورت صناعة الفانوس في مصر على مر العصور من حيث الشكل
والحجم واللون بما يتماشى مع متطلبات العصر، وتحرص الأسر المصرية على شرائه.
إلا أن تأثيرات الأزمات المالية المتتابعة في مصر منذ تعويم الجنيه
في 2016 تسببت في تراجع تلك العادة شيئا فشيئا، ولم تعد جميع الأسر تحرص على اقتناء
الفوانيس أو حتى تعليق الزينة.
وبدأت الشوارع شبه خالية من أنوار الفوانيس الملونة المبهجة، كما اختفت
الزينة المعلقة على الشرفات وبين الدور بشكل واضح رغم حرص البعض على الاحتفاظ بتلك
العادات.
وللعام الثاني على التوالي يقبل شهر رمضان مع استمرار وجود جائحة كورونا
التي أجبرت دول العالم على فرض إجراءات احترازية أضرت كثيرا بالوضع المادي للمواطنين،
ما أحدث ارتباكا في الأسواق خاصة التي تعتمد على المواسم الخاصة.
زينة لا اقتناء
يقول محمد هادي، بائع في أحد المراكز التجارية الشهيرة، إن "إقبال
الناس على الفوانيس لم يعد كما كان، وحجم الطلب متدن، ويحرص البعض على التقاط الصور
فقط إلى جوار الفوانيس الكبيرة التي توضع في جوانب وعلى مداخل بعض المحلات".
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار بيده إلى أنواع مختلفة من الفوانيس
والزينة والخيامية، قائلا: "الكثير من تلك البضاعة من العام الماضي، بسبب حالة
الركود الشديدة التي ضربت الأسواق بسبب فيروس كورونا الذي فرض إجراءات صارمة على المحلات،
ولكن الجديد هذا العام فانوس الخزز اليدوي".
وتوقع هادي أن يكون هذا العام أفضل حالا: "كل المؤشرات تؤكد أن
هذا العام أفضل من العام الماضي"، مشيرا إلى أن "أسعار الفوانيس ارتفعت بأكثر
من 15 بالمئة بسبب ارتفاع أسعار الخامات".
بدوره، قال أحد المتسوقين إن "فوانيس رمضان عادة جميلة، والإقبال
عليها بات أقل عما كان قبل 10 سنوات مثلا؛ بسبب زيادة الأسعار، وارتفاع تكاليف الحياة،
وبات (اللي جاي على قد اللي رايح)، ولكن سأشتري فانوسا صغيرا".
وأضاف: هناك أشياء كثيرة يجب شرائها، هناك التزامات مادية كثيرة، والأجور
غير مستقرة، والعمل غير دائم، والأسر تفكر في أولويات الطعام والملبس، وأحيانا تفكر
في أولويات أخرى مثل المسكن والتعليم وفواتير الكهرباء والغاز والإنترنت والمياه".
أسباب لعزوف المصريين
استبعد الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب أن يغيب الفانوس عن
بيوت المصريين، وإن قل الإقبال عليه، قائلا: "فانوس رمضان هو طقس رمضاني أصيل
في حياة المصريين، ولا تزال نسبة غير قليلة من الأسر المصرية تحرص على شرائه".
وأوضح لـ"عربي21": "الجميع يسألون عن الفانوس كبارا
وصغارا، لكن تراجع ظهور الزينة والفوانيس هو شيء طارئ بسبب حالة الركود في الأسواق،
وضعف القوى الشرائية، وعدم توافر السيولة".
وتوقع عبد المطلب أن "تشهد الأيام الأخيرة من شهر شعبان رواجا
فيما يتعلق بالمستلزمات الرمضانية عموما، ولكن قوة الإقبال والاهتمام بالفوانيس والزينة
لم تعد موجودة، ولن تعود كمان كانت في السابق".