هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي، عايدة توما سليمان، من خطورة محاولات الأحزاب الإسرائيلية "اقتناص واصطياد" أصوات الناخبين العرب في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، مشددة على أهمية كشف حقيقة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وتجرى انتخابات الكنيست الـ24 وهي الرابعة في أقل من عامين صباح الثلاثاء، وفتحت صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا، وسط معركة شرسة للحصول على أصوات الناخبين وخاصة العرب بالداخل المحتل.
وأكدت سليمان وهي من "القائمة المشتركة"، أن "المعركة الانتخابية على أشدها، والتطورات في الأسبوع الأخير هامة، لأنها عمليا تحسب نسبة التصويت التي ستكون بين الجماهير العربية، وتوجه الناخب نحو القائمة".
وأوضحت في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن انتخابات الكنيست "معركة صعبة جدا، كون شهية الأحزاب الصهيونية مفتوحة على مجتمعنا العربي بالداخل"، مؤكدة وجود "محاولات لاصطياد واقتناص الصوت العربي الفلسطيني مجددا من قبل الأحزاب الصهيونية، بما فيها الليكود".
وأضافت سليمان: "نحن بحاجة إلى النضال بشكل جدي لدرء هذا الخطر"، معربة عن أسفها لخروج حزب "القائمة العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس من "القائمة المشتركة" التي بقيت تضم فقط ثلاثة أحزاب هي: الحركة العربية للتغيير "تاعل"، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة "حداش" والتجمع الوطني الديمقراطي "بلد".
ونبهت إلى أن "القائمة الموحدة في منافسة مع القائمة المشتركة، رغم أن هناك إمكانية أن لا يجتازوا نسبة الحسم"، وهي النسبة التي تقدر رسميا بـ 3.25 في المئة.
اقرأ أيضا : انتخابات الكنيست.. بدء الاقتراع وسط مخاوف من أعمال شغب
ورأت أن ما يجري في هذه الانتخابات، "معركة لم تعد عادية بالشكل الذي اعتدنا عليه في السنوات الأخيرة في ظل وجود القائمة المشتركة، وإنما في معركة انتخابية شرسة، الناس بحاجة إلى تشجيع كبير كي يتغلبوا على الشعور بالإحباط بسبب كورونا، وذلك من أجل الخروج للتصويت".
وعن محاولات الأحزاب الإسرائيلية وخاصة "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو "اصطياد" الأصوات العربية، أكدت النائبة العربية أن "نتنياهو في ضائقة جدية، لأنه حتى الآن ليست هناك إشارة بأنه نجح في تشكيل واقع يمنحه القدرة على تشكيل الحكومة المقبلة".
وذكرت أن "نتنياهو يعلم أنه استنفد مخزون الأصوات في الناحية اليهودية، وهو يتوجه نحو الصوت العربي، ليس لأن هناك تحولا جديا في رؤيته السياسية أو في مواقفه العنصرية، وإنما لأنه بحاجة إلى أي مجموعة من الأصوات التي يمكنها أن تضيف لديه المقاعد التي تنقصه في الكنيست، كي تمكنه من تشكيل الحكومة".
وقالت: "نتنياهو عمليا سيقتنص الأصوات، وكما يليق بعنصري مثله، سيدير ظهره في اليوم التالي لقضايا الجماهير الفلسطينية العربية، ولا يمكن أن يكون هو الحل لهذه القضايا، لأن سياسته هي التي خلقت هذا الواقع السيئ الذي نعيشه".
وعن أهمية الاستفادة من تجربة "المشتركة" في انتخابات الكنيست السابقة بعد تسميتها للجنرال وزير الحرب بيني غانتس لرئاسة الحكومة، حيث أدار ظهره للنواب العرب وتحالف مع نتنياهو، قالت: "توصية النواب العرب على غانتس، لم تكن لأننا اعتقدنا أن غانتس شخص جيد، وإنما كانت محاولة للتخلص من نتنياهو، وكانت هناك وضعية سياسية معقدة وكنا بحاجة لرؤية كيف يمكن التخلص من نتنياهو، لأنه كان متجها إلى "صفقة القرن" وممارسات استيطانية ضخمة، وكان يحرض على الجماهير العربية، واعتقدنا أن هذه فرصة للتخلص منه، وبعدها نحاول أن نعالج الأسوأ بالسيئ"، بحسب قولها.
وشددت سليمان في حديثها لـ"عربي21، على أن "هذه قضية (التوصية السابقة على غانتس) لا يمكن تكرارها، وهذه ليست بداية لعهد جديد، بأن نوصي بشكل أوتوماتيكي على أحد المرشحين، لا، فنحن نعي تعقيدات الأمر، وفي كل مرة نزن الأمور بوضعيتها".
ويعتزم 13 حزبا المشاركة في انتخابات الكنيست المزمع عقدها الثلاثاء 23 آذار/ مارس الجاري وهي: "الليكود"، و"العمل"، و"أمل جديد"، و"هناك مستقبل"، و"يمينا"، و"شاس"، و"إسرائيل بيتنا"، و"أزرق أبيض"، "ويهدوت هاتوراة"، و"سموتريش"، إضافة إلى حزب "القائمة العربية الموحدة"، و"القائمة المشتركة" التي تضم 3 أحزاب عربية.