هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تتزايد سخونة المشهد الانتخابي لدى الاحتلال الإسرائيلي مع اقتراب إجراء المنافسة، وسط تجدد للجدل حول جدوى مشاركة فلسطينيي الداخل بها.
ويعتزم نحو 13 حزبا المشاركة في انتخابات الكنيست المزمع عقدها يوم 23 آذار/ مارس الجاري بينها "القائمة المشتركة" التي تضم 3 أحزاب عربية هي: الحركة العربية للتغيير "تاعل"، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة "حداش" والتجمع الوطني الديمقراطي "بلد".. إضافة إلى حزب القائمة العربية الموحدة "راعم"، برئاسة النائب منصور عباس، الذي سيخوض تلك الانتخابات بشكل منفرد.
وعن جدوى مشاركة فلسطينيي الداخل المحتل بانتخابات الكنيست، ذكر النائب عن "القائمة المشتركة"، سعيد الخرومي، أن "الحديث عن جدوى المشاركة في الانتخابات من عدمه، هو نقاش قديم، فهناك الكثير من القضايا التي تهم المواطن العربي من مثل منع سن قوانين عنصرية ضد العرب، وفضح السياسات الإسرائيلية داخل البرلمان".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن المشاركة تأتي أيضا في إطار "محاولة منع إسرائيل من استعمال أحزاب وجهات تكون طيّعة في يد الأحزاب الصهيونية، بطريقة أو بأخرى، لتكون شبه ممثلة للجمهور العربي".
وعن الدور المرتقب في الكنيست القادم، قال الخرومي: "هناك قائمتان عربيتان تتنافسان في انتخابات الكنيست؛ القائمة المشتركة تضم 3 أحزاب، والقائمة العربية الموحدة، التي هي بالأساس ترتكز على الحركة الإسلامية (الجناح الجنوبي)، ونأمل أن يكون هناك تمثيل جيد للمواطنين العرب في الداخل من كلتا القائمتين".
وأكد النائب العربي، أن "المجتمع الإسرائيلي يذهب كله باتجاه اليمن، ولذلك قضيتنا الأساسية هي صراع مع السياسيات العنصرية، وكشفها وفضحها ومحاولة منعها".
مخاوف "تلميع وجه الاحتلال"
لكن البروفيسور إبراهيم أبو جابر، مدير مركز الدراسات المعاصرة في مدينة أم الفحم بالداخل المحتل عام 1948، اعتبر أنه "لا جدوى من دخول الكنيست الصهيوني، وهذا الدخول، هو اعتراف بهذه المؤسسة التي هي ثمرة من ثمرات الاعتراف بالمشروع الصهيوني".
وفي حديث لـ"عربي21"، قال أبو جابر إن "دخول الكنيست، هو تلميع للوجه القبيح للاحتلال الإسرائيلي ومنحه شرعية، وسيظهر الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، أنه كيان ديمقراطي ولديه مساواة".
اقرأ أيضا: وزيرة إسرائيلية سابقة: نريد حكومة يمينية بعيدة عن العرب
ولفت أبو جابر الذي أكد مقاطعته لهذه الانتخابات، أن تلك الأحزاب "ترى أن الكلام من خارج الكنيست لن يجدي نفعا، ويجب الدخول والتأثير من الداخل بهدف الحصول على الخدمات، وهناك من يرى مثل الحركة الإسلامية الجناح الجنوبي (القائمة العربية الموحدة)، أن دخول الكنيست سيحصنها من إخراجها عن القانون، مثل ما فعلت إسرائيل مع الحركة الإسلامية برئاسة الشيخ رائد صلاح".
وذكر أن الأحزاب العربية المشاركة في انتخابات الكنيست، "تتقاتل على أمور مطلبية خدماتية، واستبعد أن يلبي نتنياهو أي طلب من هذه المطالب، لكنه قد يلبي أشياء شكلية تجميلية، وما يطمع به منصور عباس لن يتم، علما بأنه يطمح إلى أن يعترف نتنياهو بثلاثة قرى عربية في النقب".
ونبه الخبير إلى أن هذه الأحزاب "مختلفة على الوسيلة؛ هل هي البقاء في المعارضة أم التوصية على جهة معنية؟ وفي الانتخابات السابقة أوصت تلك الأحزاب برئيس حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس (وزير الحرب الحالي) ولكنه طعنهم في ظهورهم جميعا وخذلهم بانضمامه إلى حكومة نتنياهو".
وبين أن "القضية والدولة الفلسطينية، قضية العودة والأسرى، لا يوجد أي شيء في أجندتهم (الأحزاب العربية الفلسطينية بالكنيست)"، لافتا إلى أن "عرب 48 منذ عام 1949 لديهم نواب في الكنيست وإلى اليوم، هل رجعوا سنتميترا واحدا من الأرض؟ أو أقاموا مدنية أو قرية عربية واحدة؟".
وأعرب أبو جابر عن غضبه إزاء مواقف بعض الأعضاء العرب في الكنيست، قديما وحديثا، ومن ذلك إعلانهم دعم هذا المرشح أو ذلك لرئاسة الحكومة ممن ارتكبوا جرائم ضد الفلسطينيين.
اقرأ أيضا: خبيران إسرائيليان: حراك حزبي حثيث قبل أسبوع من الانتخابات
مخاطر دخول الكنيست
وعن المخاطر المترتبة على مشاركة فلسطينيي 48 في الكنيست، أكد الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد، أن "هناك مخاطر عديدة منها، أولا: هذه المشاركة تعطي نوعا ما إقرارا بأن إسرائيل هي دولتهم وتمثلهم، وهذا إقرار بأنهم أقلية، وثانيا: تشي بأن صاحب الأرض تحول عمليا إلى أقلية"..
وتابع: "ثالثا: حصر النضال الفلسطيني داخل قبلة البرلمان (الكنيست)، وهنا نلاحظ أن كل عمل النواب، أنهم يناضلون من داخل الكنيست؛ وهذا غير صحيح وبعيد كل البعد عن الحقيقة، لأنه بدخول العرب اللعبة السياسية، هضمت حقوقهم بزيادة وميزانياتهم خفضت، ولم يسمح لهم بالعمل على الأرض مطلقا، الأمر الذي حصر نضالهم في الكنيست، وتآكلت قضيتنا بشكل أكبر".
ورأى أبو عواد، في حديث لـ"عربي21"، أن "الأخطر من ذلك، هو إعطاء انطباع بأن إسرائيل هي دولة ديمقراطية تحترم حقوق الفلسطينيين وها هم يشاركون في اللعبة السياسية، وبالتالي فإن هذه المشاركة هي تلميع لوجه الاحتلال".
وأكد أن "المشاركة العربية في انتخابات الكنيست، تظلم المواطن الفلسطيني وتهضم حقوقه، وباعتقادي أن سيئاتها أكثر بكثير من بعض الإيجابيات التي يحاول البعض التمسك فيها".