هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو، يظهر لناخبيه أنه "لن يمنعه أي رئيس أمريكي من تنفيذ خطة الضم بالضفة الغربية، أو فرض نظام فصل عنصري فيها".
وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب السياسي عكيفا إلدار،
وترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الأيام تصادف مرور 11 عاما على زيارة
الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، إلى تل أبيب، حينما كان نائبا للرئيس، منوهة إلى
أن زيارته تزامنت مع إعلان خطة استيطانية للبناء في الجزء الشرقي من مدينة القدس.
وتابعت: "هذا الإعلان دفع بايدن إلى إدانة
القرار الإسرائيلي، وأكد أن محتواه وتوقيته، يقوض الثقة التي نحتاجها"، في
إشارة إلى عرقلة المفاوضات غير المباشرة آنذاك، بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة
الفلسطينية.
وشددت الصحيفة على أن بايدن يمتلك الآن أربع سنوات جديدة
لعرقلة خطط نتنياهو، مضيفة أن الأخير شعر بالخوف الأسبوع الماضي، بسبب الذكرى
السنوية لزيارة بايدن، وتذكيرها للناخبين الإسرائيليين، بأن القوة العظمى لنتنياهو
لم تعد متوفرة في الوقت الحالي.
واستدركت: "كان بإمكان بايدن إعادة فتح مكتب
منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن"، متسائلة: "من الذي منعه من مطالبة
إسرائيل بالتجميد الفوري للبناء في المستوطنات، كما تطالب خارطة الطريق
الأمريكية؟".
اقرأ أيضا: وزيرة إسرائيلية سابقة: نريد حكومة يمينية بعيدة عن العرب
ورجحت الصحيفة أن الامتناع يعود لعدم رغبة بايدن في
التأثير على نتائج الانتخابات الإسرائيلية، موضحة أنه قبل 30 عاما، طالب الرئيس
الأمريكي جورج بوش رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك يتسحاق شامير، الذي كان يرغب في إعادة انتخابه على قائمة الليكود، بالاختيار بين المساعدة الاقتصادية
والمستوطنات.
وتابعت بأن هذه المواجهة ساعدت "حزب العمل الذي
كان يترأسه حينها إسحاق رابين، على الفوز في انتخابات عام 1992"، مشيرة إلى أنه
لا ينبغي على بايدن العودة إلى القرن الماضي، لإيجاد سابقة لتدخل الولايات المتحدة
في الانتخابات الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة أن "إدارة دونالد ترامب السابقة
ساعدت اليمين الإسرائيلي كثيرا، وساهمت في إسعاد المستوطنين"، لافتة إلى أن
ترامب وحكام دول الخليج والمغرب والسودان، ساعدوا نتنياهو في حملته الانتخابية
الحالية.
وأردفت: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضا
ساهم في خدمة نتنياهو، من خلال تمجيده، وإعلانه أن إسرائيل وحدها هي التي ستقرر
مستقبلها"، في إشارة إلى التعاون بين موسكو وتل أبيب في ما يتعلق بالملف
السوري والمطالبة بإضعاف التواجد النووي بسوريا.
وبيّنت أن بوتين ساعد نتنياهو في إقناع النظام
السوري بإعادة رفات جندي إسرائيلي، والإفراج عن إسرائيلية.
وبحسب "هآرتس"، فإن نتنياهو تلقى موافقة
ضمنية من بايدن، على الانتهاكات التي يرتكبها هو وعصابته بحق الديمقراطية
الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه أظهر لناخبيه أنه لن يقف أي رئيس أمريكي في طريقه، لضم
الضفة الغربية، وفرض نظام عنصري فيها.
ولفتت إلى أن إدارة بايدن سارعت مؤخرا، إلى الوقوف
إلى جانب نتنياهو في صراعه مع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.