هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق موقع "ساسة بوست" مشروعا تحت عنوان "الحج إلى واشنطن"، وذلك ضمن محاولة لفهم الصورة الأكبر، والسياق المتكامل لما يجري في أروقة عاصمة الدولة الأقوى في العالم، وعلاقة ذلك بما يجري في منطقتنا.
وقال الموقع إن مشروع تحقيق "الحج إلى واشنطن" يسعى لتغطية أنشطة لوبيات الشرق الأوسط في الولايات المتحدة بين 2010-2020. ومعظم المعلومات الواردة في التقرير تستندُ لوثائق من قاعدة بيانات تابعة لوزارة العدل الأمريكية، تتبع لقانون "تسجيل الوكلاء الأجانب (فارا)"، الذي يلزم جماعات الضغط بالإفصاح عن أنشطتها وأموالها، وكافة الوثائق متاحة للتصفح على الإنترنت.
ولفت الموقع إلى أن فريق العمل عمل على قراءة وتفريغ 431 عقدا، و5 آلاف و500 وثيقة، هي إجمالي عقود 26 دولة، خلال الفترة الممتدة من 2010 وحتى 2020، كان نتاجها 100 تقرير وقصّة صحفيّة.
وسلط الموقع في هذا التقرير الضوء على دفع المجلس العسكري الانتقالي لعميل موساد سابق، لتحقيق أهدافه، والتي منها تلميع صورة المجلس، ومساعدته في إحكام السيطرة على السلطة.
كما يكشف التقرير عن دور عميل الموساد السابق بالضغط على المجلس الانتقالي السوداني، لصالح الإمارات.
عميل الموساد السابق هو آري بن ميناشي، وهو إسرائيلي كندي عمل سابقا في جهاز الموساد، وينشط في مجال الضغط السياسي الدولي، ويعمل مستشارا لعدة حكومات وجهات بالشرق الأوسط وأفريقيا، منها: الإمارات، وحليفها في ليبيا اللواء خليفة حفتر، والسياسي التونسي نبيل قروي.
ويظهر التعاقد سعي المجلس للحصول على اعتراف دولي، ودعم أمريكي وروسي. ومن ناحية ثانية يضغط بن ميناشي على المجلس لمنح شركة «موانئ دبي» الإماراتية احتكارا لتشغيل الميناء الجنوبي في بورتسودان.
ويشير التقرير إلى أن آري بن ميناشي حصل على مليون و500 ألف دولار من زبونه الإماراتي، موانئ دبي، ليحصّل لهم موافقة من زبونه الآخر، محمد حمدان دقلو حميدتي والمجلس العسكري الانتقالي في السودان، لتدير موانئ دبي الميناء الجنوبي في بورتسودان لمدة 20 عاما، والطريف في الأمر أنه أخذ من حميدتي 6 ملايين دولار أيضا.
ويأتي تعاقد حميدتي والمجلس مع آري بن ميناشي وشركته «ديكنز آند ماديسون كندا (Dickens & Madson Canada)»، وسجّل العقد في 7 أيار/ مايو 2019، ويحوي كثيرا من الأهداف، بحسب التقرير.
تحصيل دعم عسكري وإسقاط تهم الإرهاب الأمريكية
وبموجب العقد، ستضغط الشركة على الحكومة الأمريكية، وروسيا، ومؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة، وإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي، وكذلك تنسيق اجتماعات مع شخصيات أمريكية رفيعة المستوى، وتنسيق لقاء علني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمجلس، وبالمثل تنسيق اجتماعات مع مسؤولين روس، والعمل لتحصيل دعم عسكري للجيش السوداني.
أما الملف الثاني على الأجندة، فهو إسقاط تهم الإرهاب الأمريكية عن السودان، ورفع اسمه من لائحة الدول الداعمة للإرهاب.
وعلى المستوى الإقليمي، وعدت الشركة بتنسيق اجتماعات مع قادة في المنطقة «لتسوية الخلافات» معها، فيما قد تكون إشارة للاحتلال الإسرائيلي، وبخصوص ليبيا، وعدت الشركة بالعمل مع حفتر للحصول على تمويل للمجلس، لم يحدد العقد ماهيته أو حجمه، مقابل دعم عسكري من الجيش السوداني له في الحرب الليبية.
وتذكر وثائق الشركة أنها تتواصل مع أجهزة أمنية أمريكية ومع الحكومة الأمريكية، لتُطلعها بشكل مستمر على أنشطتها لصالح المجلس.
ومنذ بداية التعاقد، دافعت الشركة عن المجلس العسكري، وعملت على تحسين صورته على المستوى الدولي، خاصة بعد الفضّ الدموي للاعتصام، ويظهر هذا بوضوح في مقابلة بن ميناشي مع «بي بي سي».
آري بن ميناشي يضغط على السودان لصالح الإمارات
تذكر وثائق الشركة أن بن ميناشي عمل على توفير «مشغّل لميناء بورت سودان»، ويصدف أن المشغّل هي الشركة الإماراتية الشهيرة، موانئ دبي، التي يعمل بن ميناشي لصالحها بعقد منفصل.
ويذكر العقد أن بن ميناشي «سيضغط على حكومة السودان» للموافقة على منح هذا الحق لموانئ دبي. وببساطة حصل آري بن ميناشي على مليون و500 ألف دولار من زبونه الإماراتي، ليضغط على زبونه السوداني، ووفقا للعقد بينه وبين موانئ دبي، ومن المفترض أن يحصل في النهاية من الإمارات على ما مجموعه 5 ملايين دولار، ولم ينتهِ التعاقد بين الطرفين حتى الآن.
للاطلاع على التقرير كاملا اضغط (هنا)