صحافة إسرائيلية

تحقيق استقصائي إسرائيلي يكشف ثغرات الحرب الإلكترونية

في ساحة المعركة الإلكترونية لا توجد حدود محددة، والسلاح الرئيسي هو الذكاء البشري- الأناضول
في ساحة المعركة الإلكترونية لا توجد حدود محددة، والسلاح الرئيسي هو الذكاء البشري- الأناضول

قال خبير أمني إسرائيلي إن "الوحدات التكنولوجية الأمنية الإسرائيلية تواجه هجمات معادية مجهولة المصدر، وفي الوقت ذاته مدمِّرة، فيما هي تشن حرب ظلال سرية خلف لوحة المفاتيح، من أجل أن تصد الهجمات الإلكترونية ضد أكثر أسلحة الجيش الإسرائيلي حساسية، ولذلك تكشف وحدات الإنترنت عن قفزة في نطاق محاولات الهجوم، ورصد محاولات العدو الذي يستعد للمعركة القادمة".


وأضاف إيتام ألمدون في تقريره المطول على القناة 12، وترجمته "عربي21" إن "أبريل الماضي شهد آخر أوجه الهجمات التقنية الإلكترونية بين إسرائيل وإيران، من خلال هجوم إلكتروني واسع النطاق على شركات المياه والصرف الصحي في إسرائيل، وبينما فشل الإيرانيون بإلحاق أضرار فعلية، فإنهم عبروا حدودًا خطيرة عندما ضربوا البنية التحتية المدنية الحيوية لإسرائيل". 


هجمات متبادلة 

 
وأشار إلى أن "الرد الإسرائيلي لم يكن بعيدًا عن الهجوم الإيراني، فقد أدى هجوم إلكتروني على ميناء "رجائي" إلى تعطيل إحدى بوابات الدخول والخروج المهمة لإيران، حيث انهارت أجهزة الكمبيوتر بالميناء، وتعطلت حركة السفن لأيام طويلة، وتم تسجيل أميال من الاختناقات المرورية على الطرق المؤدية للميناء على مضيق هرمز، وهكذا ظهرت الحرب الإلكترونية بينهما إلى النور، بعد أن حدثت عادة في الظلام".


ونقل عن العقيد "ي" القائد بقسم الدفاع السيبراني أن "الجيش هدف جذاب للغاية للهجمات المعادية، ولا يمكننا تحمل الخسارة، ليس لدينا شهادة تأمين، وكجزء من الخطة متعددة السنوات "غدعون" في 2015، فقد قرر رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت إنشاء نظام سيبراني، لتشغيل وحدة إلكترونية لحماية البنية التحتية المدنية والعسكرية من الهجمات الخارجية، أحد مهامها الدفاع عن الفضاء، والأخرى هجومية بقيادة الوحدة 8200".


وأكد أن "إسرائيل لا تتحدث عن هجماتها التقنية الإلكترونية، رغم أن الصحافة الدولية ملأى بالتقارير حول دورها في الهجمات الإلكترونية، خاصة ضد إيران، باستثناء تصريح رئيس الأركان أفيف كوخافي الأخير حول العمليات السيبرانية الهجومية للجيش، كاشفا أن مساحة القتال الكبيرة التي تغيرت هي البعد السيبراني، وتنفيذ العديد من العمليات الهجومية".


وأشار إلى أنه "في المرحلة الأولى تم إنشاء لواء الدفاع السيبراني، ويستخدم وسائل تكنولوجية عديدة لتحييد الهجمات والتهديدات الإلكترونية، وتمكين الجيش من الحفاظ على حرية العمل في الفضاء الرقمي، لكن لا يمكن للجيش أن يعيش على هذا النحو، ولأن محاولاته السابقة لصد هذه الهجمات فشلت فشلاً ذريعاً، وتخيل أن القوات الجوية لا تستطيع إطلاق طائرات في أنحاء إسرائيل بسبب هجوم إلكتروني، إنه أمر مروع".

 

اقرأ أيضا: صحيفة تكشف تفاصيل معركة سيبرانية بين إسرائيل وإيران


وأكد أننا "نشهد زيادة مطردة في الهجمات الإلكترونية المعادية على أهداف إسرائيلية، سواء القراصنة المنفردين أو القوى العظمى مثل الصين وروسيا، وبات كل شخص بإمكانه أن يكون لاعبًا في النظام السيبراني، وهي محاولات يومية لهدم الجدران الدفاعية والتسلل لأنظمة الجيش الإسرائيلي، ولذلك بات الجيش يواجه العشرات والمئات من محاولات الهجمات كل عام، لأن كل ما يحتاجونه فقط هو جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت".


معركة العقول

 
وأوضح أنه "في ساحة المعركة الإلكترونية لا توجد حدود محددة، والسلاح الرئيسي هو الذكاء البشري، رغم أن خسائر الهجوم الإلكتروني لا نهاية لها، صحيح أنني مطالب بالاستعداد للتهديدات القادمة من الأخبار، ولكن أيضًا للتهديدات المتوقعة في 2025، وهذا هو التحدي الرئيسي، لأننا نشهد معركة عقول استخبارية عنيدة، ولذلك يجمع الجيش والأمن معلومات حول المهاجمين المحتملين الذين يخططون لاقتحام شبكات عملياتية".


وكشف أن "إسرائيل لا تستطيع تحمل المزيد من الهجمات الإلكترونية المتكررة، ولذلك فهي تدافع عن نفسها ضد هجمات مستمرة منذ سنوات، بالدوريات والكاميرات والمقاتلين في الميدان التقني، وإن لم تتوفر لدينا معلومات استخباراتية، فإن الأمر يكون لأن الشبكة العنكبوتية صاخبة، ويصعب الحد من تحرك العدو فيها، وتتمثل مهمة نظام الدفاع الإلكتروني بإنشاء بيئة يسهل تحديد موقع نقاط التحكم والتحقق من صحتها، وإزالة التهديد".


وأشار إلى أن المرحلة التالية تتمثل بتفعيل فرق التدخل الخاصة، لصد الهجوم في الوقت الفعلي، لدينا وحدة تدخل في هيئة الأركان لتحديد مصدر الهجوم الإلكتروني، وغرضه، وبمجرد ظهور رائحة العدو، تقفز مجموعة من المدافعين الإلكترونيين بأدوات متقدمة.


ضعف الجيش

 
وأوضح أن المدافعين الإلكترونيين يستخدمون أدوات متطورة مع الجيش والأمن العام والموساد والأمن القومي، لتتبع مصدر الهجوم، فليس من السهل كشف هوية المهاجمين، لأننا أمام عمليات إلكترونية مصممة، وحتى لو فشل المهاجم باختراق الشبكة العملياتية، فإننا ملزمون بمعرفة من يقف وراءه، وفيما تواجه الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا التهديد السيبراني كقوى عظمى، تواجه إسرائيل أعداء تكنولوجيين أدنى منها، ويضيق النطاق العملياتي لجيشها".


واعترف قائلا إن عدم تحسين الاتصال الرقمي بين الأجنحة والوحدات المختلفة يزيد من درجة ضعف الجيش، ويجعل عملنا أكثر تعقيدا، لأن إسرائيل لا يمكنها أن تكون محمية بنسبة مائة بالمائة في عالم الإنترنت، ولا توجد فرصة أن يكون صفرًا في الدفاع، بدليل تعرض الاقتصاد الإسرائيلي والصناعات الدفاعية لهجوم إلكتروني غير عادي في الشهرين الماضيين، ربما كان الأكثر انتشارًا على الإطلاق". 


وشرح أن عشرات الشركات الإسرائيلية البارزة تعرضت للهجوم من قبل قراصنة، بما في ذلك Shirbit و Amial و Intel و Elta و Fortnox، ما زاد من طلبات الانخراط في قسم الدفاع الإلكتروني، وفي 2020 تم تدريب مائة عنصر يخضعون لاختبارات صارمة من أجل العثور على أنسبهم لإكمال المهمة المعقدة، وأحد التحديات الكبيرة هو الاحتفاظ بالموظفين ذوي الجودة في الخدمة الأمنية، ومنع التسرب للسوق المدنية المغرية".

 

التعليقات (0)