حذر وزير
إسرائيلي
سابق، حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، من التفريط في
المغرب بعد إعلانه
التطبيع العلني مرة أخرى.
وذكر وزير القضاء
ونائب وزير الخارجية الأسبق يوسي بيلين، في مقال نشرته صحيفة "
إسرائيل
اليوم" العبرية، أن "إعادة التطبيع العلني مع المغرب، الذي بدأ غداة
التوقيع على
اتفاق أوسلو وتوقف بعد سنوات قليلة من ذلك، أعادتني 42 سنة إلى
الوراء، إلى الزيارة الأولى ضمن زيارات كثيرة جدا في هذه الدولة الفريدة؛ وكان هذا
في تموز/يوليو 1978".
ونوه إلى أنه كان في
تلك الفترة، يعمل مستشارا سياسيا لرئيس حزب "العمل" شمعون بيريس، وزعم
أنه سافر بصحبة بيريس إلى "فرنسا ومن هناك إلى المغرب، في طائرة الملك الحسن
الثاني، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أطير فيها في طائرة ملك، مع جواز سفر
بهوية أخرى إلى المغرب".
وأضاف: "المفاجأة
الكبرى انتظرتني بالذات عندما وصلنا، وعلى مدرج الطائرة استقبلنا إسرائيلي بفرح
كبير، ووجدنا أنفسنا نتكلم العبرية، وكان هذا هو رئيس بعثة الموساد في المغرب،
وفقط في تلك اللحظة فهمت عمق العلاقة".
وزعم بيلين، أنه فهم
من وراء "سخاء الملك"، أن هناك "عرض خيارات لا توجد أي صلة بينها
وبين قدرة المواطن على الاستيعاب"، مضيفا: "بعد الجولة في الدار البيضاء
التقينا بالملك؛ لقد كان حكيما جدا، فرنسيا جدا، مطلعا جدا، معتدلا، مؤمنا بالسلام
في الشرق الأوسط".
وأوضح أن "اللقاء
الثاني مع الملك كان في مراكش في كانون الثاني/يناير 1981، ونحن في انتظار لقائه،
سأل بيريس مرافقنا إذا كانت هناك إمكانية للمشاركة في حدث ثقافي ما أثار دهشة المرافق
ولم يرد، وكان اللقاء مع الملك مشوقا"، بحسب تعبيره.
في أيلول/سبتمبر 1993،
و"بعد التوقيع على اتفاق أوسلو، طرت برفقة إسحاق رابين وبيرس إلى إسرائيل عبر
المغرب، وعرّفنا الملك لأول مرة على ولي العهد، الذي رحب بالاتفاق مع الفلسطينيين وكان متأثرا جدا".
وبعد سنة من ذلك،
"عقد في الدار البيضاء المؤتمر الاقتصادي الشرق أوسطي الأول، وشعر الملك أن
بوسعه أن يكشف العلاقة الوثيقة مع إسرائيل، وكان هذا احتفالا (قد يكون مبالغا فيه)
بمشاركة زعماء عرب كبار، وزعماء ورجال أعمال إسرائيليين، وبإحساس بأنه بدأ فصلا
جديدا في تاريخ المنطقة، اتفق على فتح مكتبين في الرباط وتل أبيب، لكن دون تسمية
سفارات، ولكن سيرأسها سفراء".
ونبه الوزير، إلى أنه
"مثلما حصل مع دول عربية أخرى، فإن جمود المحادثات مع الفلسطينيين، منذ قيام
حكومة نتنياهو، والمواجهات العنيفة أدت إلى إلغاء العلاقات الدبلوماسية الجزئية،
المؤتمرات الاقتصادية والمحادثات متعددة الأطراف؛ في مواضيع اقتصادية وغيرها،
بمشاركة إسرائيل و13 دولة عربية"، مضيفا: "سنوات قليلة من التطبيع وفتح
السماء انتهت بصوت هامس، ومحظور أن يحصل هذا مرة أخرى".