هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة عبرية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تدفع قدما ببناء العديد من الوحدات الاستيطانية خلف الخط الأخضر في مدينة القدس المحتلة، قبيل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "هآرتس"
العبرية، في مقال للكاتب نير حسون: "موظفون في بلدية القدس (تابعة للاحتلال)
وفي سلطة الأراضي، طلب منهم الدفع قدما بمخططات بناء في أحياء المدينة الواقعة خلف
الخط الاخضر، قبل أداء بايدن للقسم في كانون الثاني/ يناير 2021".
ونبهت إلى أن "طاقم الموظفين،
سيفحصون من بين أمور أخرى مخططات للبناء في جبل "أبو غنيم"، "جفعات
همتوس" و"عطروت"، في محاولة لتحديد أي منها يمكن النجاح في الدفع
به قدما في فترة زمنية قصيرة جدا".
وأشارت إلى أنهم "في البلدية
وفي سلطة الأراضي يستعدون لأسوأ الاحتمالات من ناحيتهم، والذي فيه سيجمد البناء في
هذه الأحياء تماما بناء على طلب الرئيس المنتخب"، موضحة أنه "كان لبايدن
دور هام في تجميد البناء في القدس في الوقت الذي شغل فيه منصب نائب الرئيس باراك
أوباما".
وتابعت الصحيفة: "في الوقت الذي
زار فيه إسرائيل سنة 2010، ونشرت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس مخططا
لإنشاء 1800 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "رامات شلومو" الواقع خلف الخط
الأخضر، وحينها غضب بايدن وكبار موظفي إدارة أوباما من البيان، ورأوا فيه محاولة
لإهانة نائب الرئيس، الذي حاول الدفع قدما باستئناف المفاوضات السياسية مع
الفلسطينيين".
اقرأ أيضا: توجه إسرائيلي لانتهاز فترة ترامب لشطب "ملف القدس"
وبينت أنه "في أعقاب ذلك انفجرت
أزمة دبلوماسية شديدة مع الولايات المتحدة، وطوال عدة سنوات جمد فعليا البناء خلف
الخط الأخضر في القدس، وكل المخططات ذات الحساسية حولت لمكتب رئيس الحكومة الذي
أوقف المصادقة عليها، وعند دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض تم السماح
بالبناء".
وتابعت: "المخطط في "رامات
شلومو" والتي سميت حينئذٍ بـ"حي بايدن" استكمل، ومئات الوحدات
السكنية الأخرى بنيت في "جيلو"، "بسغات زيئيف" و"جبل أبو
غنيم" وأماكن أخرى".
وذكرت "هآرتس"، أن أحد
الأحياء الاستيطانية التي شكلت "بؤرة للمواجهة مع إدارة أوباما كان
"جفعات همتوس"، وفي نظر الأمريكان، فإن هذا الحي ذو حساسية خاصة لأنه
سيحيط بالحي الفلسطيني "بيت صفافا" من كل جوانبه، وسيمنع أي إمكانية
لتقسيم مستقبلي للقدس".
ونوهت إلى أن "تبدل الساكنين في
البيت الأبيض لم يغير سياسة إسرائيل بهذا الشأن، وعلى الرغم من أن إدارة ترامب لم
تفرض أي قيود على إسرائيل، فإن الحكومة امتنعت عن بناء الحي الجديد في "جفعات
همتوس"، على الرغم من تعهد صريح لرئيس الحكومة بالقيام بذلك".
وأفادت بأنه في شباط/ فبراير الماضي،
نشرت سلطة الأراضي التابعة للاحتلال، عطاء لبدء البناء في "جفعات
همتوس"، ولكن منذ ذلك الحين تم تأجيل نشر كتيب العطاء 3 مرات، والمرة الأخيرة
كانت قبل عشرة أيام.
وزعمت مصادر في بلدية القدس، أن
"تأخر مشروع البناء، كان بسبب نقاش مالي ما بين البلدية ووزارة الإسكان وسلطة
الأراضي، حول تمويل البنى التحتية في المكان، وقد قدرت تلك المصادر بأن العطاء
سيتم نشره قبل 20 من كانون الثاني/ يناير المقبل، أي قبل أن يؤدي بايدن القسم
كرئيس".
واتهم اليمين الإسرائيلي رئيس
الحكومة بنيامين نتنياهو، بأنه هو من يؤخر الاستيطان في "جفعات همتوس"،
وقال لـ"هآرتس" عضو المجلس البلدي أريه كنغ: "المشكلة، أن بيبي
وليس بايدن، هو المتهم الوحيد بتجميد البناء في القدس".
كما أن اليسار الإسرائيلي يهاجم
الحكومة بسبب الدفع قدماً بالبناء الاستيطاني، وقال الباحث في جمعية "مدينة
الشعوب" أفيف ستيرسكي: "حكومة نتنياهو تستغل أواخر حكم ترامب للقيام
بعملية خاطفة من شأنها أن تقيد الدولة، وأن تمنع بكل ثمن عقد اتفاق سياسي مستقبلي،
مع استغلال تهكمي لتبديل الإدارات المتوقع في الولايات المتحدة، وللأمل في أن هذا
الأمر من شأنه أن يؤدي إلى تقدم نحو حل محتمل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني".
كما أكدت بلدية القدس
لـ"هآرتس"، أنها "تعمل بصورة حثيثة للدفع قدما بأي مخطط بناء
(استيطاني) في أرجاء القدس، من أجل زيادة عرض الوحدات السكنية والتشغيل
والفندقة".