نشرت
صحيفة غازيتا الروسية تقريرا سلطت
فيه الضوء على التوقعات بشأن مستقبل العلاقات بين بكين وواشنطن بعد فوز جو
بايدن
برئاسة الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته
"عربي 21" إن الخبراء يتوقعون تغييرات في علاقة الولايات المتحدة
الأمريكية مع الصين خلال حقبة الرئيس المنتخب جو بايدن.
وتُعتبر الصين على نطاق واسع المنافس
الأقوى للولايات المتحدة على زعامة العالم، ويرى البعض أنها تشكل تهديدا حقيقيا
على المصالح الأمريكية.
وبعد الإعلان عن فوز بايدن بالرئاسة،
بدأت التساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البلدين، وقد أعربت الصين عن أملها في
إعادة العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة القادمة.
اتهامات ترامب
وقال نائب وزير الخارجية الصيني له يو
تشنغ في هذا السياق: "نأمل أن تلتقي الحكومة الأمريكية القادمة بالصين في
منتصف الطريق، وأن تؤيد مبادئ عدم النزاع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل
والتعاون والمصالح المشتركة، وأن تركز على التعاون وإدارة الخلافات وتدفع العلاقات
الثنائية على المسار الصحيح".
وكان الرئيس الحالي دونالد ترامب قد
أكد في مقابلة سابقة مع قناة فوكس بيزنس الإخبارية أن فوز جو بايدن في
الانتخابات
سيكون بالتأكيد انتصارا للصين، وأضاف أن بكين ستسيطر على الولايات المتحدة في حال
فوز المرشح الديمقراطي.
ويقول ترامب إنه استطاع أن يضمن تفوق الولايات
المتحدة على الصين اقتصاديا، رغم أن توقعات سابقة كانت تشير إلى أن الاقتصاد
الصيني سيتجاوز نظيره الأمريكي في 2019.
ملفات ساخنة
حسب الصحيفة، فقد تميزت حقبة ترامب
بحرب تجارية ضارية مع الصين، بدأت في 2018، لكنها لم تكن المشكلة الوحيدة بين
البلدين في الفترة الماضية، إذ تزايد التوتر السياسي بين البلدين، خاصة بسبب
الانتقادات الأمريكية ضد الصين فيما يتعلق بحقوق الأقليات.
ويرى الخبير في الشؤون الصينية نيكولاي
فافيلوف أن "الديمقراطيين الذين يرفعون عادة لواء الدفاع عن الديمقراطية
وحقوق الإنسان في مختلف أنحاء العالم، سيقدمون دعما ماليا كبيرا للمنظمات التي
تدافع عن الأقليات في الصين".
وأكد الخبير الروسي أنه من المنتظر
أيضا أن تضغط إدارة بايدن على الصين فيما يتعلق بملف هونغ كونغ، وأن تشدد العقوبات
على المسؤولين الموالين لبكين هناك.
وتوقع نيكولاي أن لا تزيد حدة التوتر
في بحر الصين الجنوبي خلال الفترة القادمة، في ظل صراع النفوذ بين البلدين، لكن يعتقد أن الولايات المتحدة ستحاول في المقابل أن تزيد الدعم لحلفائها مثل فيتنام،
حتى لا تنجح بكين في استمالتهم.
من جانبه، يرى سيرغي لوزيانين الأستاذ
بكلية الاقتصاد العالمي والشؤون الدولية في موسكو، أن حالة الصراع في بحر الصين
الجنوبي ستبقى على حال لأن التناقضات بين الدول المتنازعة ما زالت مستمرة، ويؤكد
أن الولايات المتحدة متورطة في هذه المنطقة بشكل كبير، وأنه
من الصعب أن تتخذ قرار الانسحاب من الصراع.