هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن دول الشرق الأوسط تستعد لإعلان الفائز في الانتخابات الأمريكية، سواء دونالد ترامب أو جو بايدن؛ لأن النتائج ستنعكس على الوضع في المنطقة.
وأضاف أمير بوخبوط، في تقريره على موقع "ويللا" الإخباري، ترجمته "عربي21"، أن المنطقة "ستكون في حالة صدمة، فإيران قلقة بشأن اقتصادها ومشروعها النووي، وسوريا تنتظر لترى ما إذا كان سيكون تغيير في ديناميكيات الشرق الأوسط، في حين تأمل السلطة الفلسطينية أن "أكبر كابوس لها" سينتهي، وغزة تخشى أن تذهب إسرائيل لإجراءات أحادية الجانب".
ورأى أن "هوية الرئيس المنتخب لها تأثير كبير على المنطقة، والدول التي تعاني من عدم اليقين تواجه معضلات وتحديات، خاصة عقب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان".
وأكد أن "المعلومات الإسرائيلية المتوفرة تشير إلى أن إيران تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية، وتنقسم الآراء الإسرائيلية حول ما إذا كان النظام في طهران يفضل بايدن على ترامب، لكنه يخشى أن يؤدي رفض سياسات ترامب لصدام عسكري مباشر، ثم عملية تفاوض واتفاق، ولأنهم ينظرون إليه على أنه غير متوقع، كما انعكس في اغتيال قاسم سليماني، فإنهم يخجلون من فكرة إعادة انتخاب ترامب، أو سيضطرون لقتاله مباشرة".
وأشار إلى أن "الاستراتيجية الإسرائيلية تراقب تأسيس إيران لقواتها في سوريا والعراق ولبنان واليمن وأماكن أخرى، بطريقة تهدد إسرائيل، حتى أن هذه التهديدات كانت جزءا من تدريب الجيش الإسرائيلي مؤخرا، ولذلك تعتبر الانتخابات الأمريكية حدثا دراماتيكيا للإيرانيين الذين يشعرون بقلق بالغ إزاء المشروع النووي واقتصادهم المتعثر، ولن يتمكنوا من تحمل المزيد من حزم العقوبات الاقتصادية من قبل الأمريكيين".
وأكد أن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل ومختلف الدول العربية هو عملية جديدة تقلق الإيرانيين، وليس فقط الفلسطينيين الذين تم استبعادهم، ما يعني أن التقسيم لدول بحسب المصالح الجغرافية أو التيارات الشيعية والسنية، لكنه تقسيم على أساس المصالح الاقتصادية، وليس أقل من ذلك معاد لإيران، وتقدر المؤسسة الإسرائيلية أن هذا يؤدي لتآكل قوة إيران في الشرق الأوسط، ويثير قلقا كبيرا لدى طهران".
اقرأ أيضا: قراءة إسرائيلية في النهج المتوقع لإدارة بايدن تجاه الاحتلال
وأشار إلى أن "إسرائيل تتحدث تقديراتها بأن مسار العمل في طهران لن يُقبل إلا بعد القرار النهائي في الانتخابات الأمريكية، وقد أوضحت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عدة مرات مؤخرا أنه يجب على إسرائيل أن تشارك عن كثب، وأن تؤثر على جميع المفاوضات الإقليمية، وبالتأكيد مع إيران. أما حزب الله، فيدير طنجرة ضغط دولية، والوضع الاقتصادي والسياسي للتنظيم بشكل خاص، ولبنان بشكل عام، صعب للغاية".
وأضاف أن "مصادر أمنية إسرائيلية تقدر أنه منذ اغتيال سليماني على يد الولايات المتحدة، جعل الأمين العام للحزب حسن نصر الله يشعر براحة أكبر في العمل في المنطقة، وأقل التزاما بالأجندة الإيرانية، لأن علاقته بسليماني قامت على علاقة متبادلة كبيرة جدا، والخوف أن خليفته في قيادة فيلق القدس إسماعيل قآاني، بعيد كل البعد عن أن يتفاهم معه".
وانتقل الكاتب للحديث عن سوريا، قائلا: "الأسد منهمك في استقرار أمن البلاد واقتصادها، ودمشق وموسكو تنتظران تطورات الحملة الانتخابية الأمريكية، وإعلان مرشح الرئاسة الفائز، إنهم ينتظرون ليروا ما إذا كان ترامب سيعود رئيسا مرة أخرى، أو بالأحرى بايدن هو الذي سيجلب معه تصورا مختلفا للشرق الأوسط بطريقة ستؤثر على الديناميكيات الإقليمية".
وأوضح أن "رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن يواصل الإمساك بأوراق الصراع، ويصر على عدم الكشف عن نواياه قبل إعلان النتائج النهائية للانتخابات الأمريكية، وينتظر ليرى من سينتخب، وما إذا كان سيغير سياسته، أم يتحول إلى قنوات أخرى، مع العلم أنه في هذه المرحلة يُعرّف ترامب بأنه "أكبر كابوس" للسلطة الفلسطينية، خاصة بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان".
وأكد أن "السلطة قلقة للغاية بشأن اتفاقيات التطبيع بطريقة ستدفعها أكثر للزاوية، وتجعل استراتيجيتها غير ذات صلة، ولذلك تثير الانتخابات الأمريكية مخاوف أن تمنح ولاية ترامب الثانية لإسرائيل اليد العليا لاتخاذ إجراءات بعيدة المدى، وحتى أحادية الجانب ضد غزة، ولهذا السبب تتبنى حماس نهجا واضحا جدا، وتضع أولا وقبل كل شيء مصلحة غزة، ولن تكون في عجلة من أمرها للقيام بهجوم مسلح على خلفية الأحداث السياسية".