هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال ريتشارد
سينت، أستاذ علم الاجتماع بمدرسة لندن للاقتصاد وأستاذ الهندسة المعمارية الزائر بجامعة
كامبريدج، في مقال نشرته صحيفة "الغارديان" وترجمته "عربي21" إن قاعدة ترامب لن تتخلى عنه في خسارته.
وأضاف أن من يرتدون
القبعات التي تحمل شعار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مرة ثانية"
والستر التي تحمل صور ترامب وحملة البنادق، يمثلون 30 بالمئة من الأمريكيين.
وهؤلاء يعتقدون أن أمريكا "الحقيقية" هي لهم.
ولو جاءت نتائج
الانتخابات على غير ما يتوقعون "فسيذهبون بعيدا من أجل استعادتها". وفي
بلد تعداده 300 مليون نسمة فإن نسبة 30 بالمئة من "المتطرفين" نسبة عالية جدا،
كما قال سينت.
وتحاول قاعدة
ترامب استخدام فكرة أنها "بيضاء" كأداة سياسية تحمل في طياتها
"النقاء والحنين والكمال ولون البشرة أيضا".
ويجد هؤلاء
مبررا لاستبعاد من هم خارج دائرتهم، وهاجم ترامب ولنفس السبب المهاجرين
المكسيكيين بأنهم "مجرمون ومرتشون"، وميز الناس الملونين داخل البلاد، على
اعتبار أن أجسادهم "نجسة".
اقرأ أيضا: ماهي خيارات ترامب وبايدن للخروج من الأزمة الاقتصادية؟
إلا أن العنصرية لا تفسر وحدها العدوانية
الساخرة والقسوة لقاعدة ترامب الانتخابية تجاه بقية الأمريكيين. فهي تتحرك باتجاه
لعبة صفرية تجعل الناس يشعرون بالسعادة تجاه أنفسهم وهم يقومون باضطهاد الآخرين،
وفق ما قاله سينت.
ويضيف: "أعتقد أن اللعبة التي تغذي عداء قاعدة ترامب تجاه الآخرين محصلتها. فهذه
اللعبة لا فائز فيها، لأن اضطهاد جماعة أو شخص لا يمنحك القوة"، مستدركا
بالقول: "لكن قاعدة ترامب لديها شيء مثل إدمان القمار. فهي تعطيك شعورا
بالراحة وحتى عندما تفشل فهي تدفعك لمواصلة اللعب".
وينجم عن محاولة
إعطاء قيمة للذات عبر احتقار الآخرين وازدرائهم، أن تصبح أشد تطرفا، كما يرى
الكاتب.
ويعود إلى قائمة الذين صوتوا لترامب في الانتخابات الماضية، وهم مجموعة من المتقاعدين والعمال في المصانع ورجال الأعمال الصغار وسكان الضواحي ونسبة واسعة من أبناء الطبقة المتوسطة السود. لكنّ "كل هؤلاء الآن تخلوا عنه.. حتى أتباع الطائفة الإنجيلية الذين يبدو أن أفرادها تعبوا منه".
وفي أمريكا
اليوم فإن حجم أمريكا "الحقيقي"، وفقا لقاعدة ترامب، ينكمش لأن "قائمة من
باعوها تكبر"، في إشارة إلى شعورهم بالخيانة.
وما يخشاه الكاتب
هو أن تلجأ قاعدة ترامب بعد خسارته المحتملة في الانتخابات إلى نظريات المؤامرة والجماعات المسلحة التي تحرس
الأحياء وعودة جماعات "كو كلاس كلان" (تؤمن بالتفوق الأبيض).
والسبب لهذه
العودة هو أن أمريكا الرئيسية انقلبت ضد أمريكا الحقيقية. وحتى لو كان هذا المنظور
متطرفا، فما علينا إلا العودة إلى عام 2016 حيث كان مفهوما أن أي شخص مثل ترامب
ليست لديه حظوظه في الفوز.
ويقول إنه شعر في سبعينيات القرن الماضي أن الجروح
الخفية للطبقة البيضاء بأمريكا يمكن أن تشفى من خلال المواجهة والتفاعل الحقيقي مع
الآخرين المختلفين، مضيفا أن "هذا الأمل لا يصلح اليوم".
ويرى أن "شعار ’جمع البلد‘ لا معنى له مع تشدد القاعدة وتحولها إلى التطرف. وبدلا من
ذلك يجب محاسبتها على الميول الإجرامية لزعيمها. ولن تتعافى الولايات المتحدة من
جراحها قريبا".