هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتهت الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية
الخاصة بالنسخة الثالثة من "مجلس النواب" المصري في عهد رئيس الانقلاب
عبد الفتاح السيسي، على أن يعود السباق في باقي محافظات الجمهورية السبت والأحد من
الأسبوع المقبل.
ورصد نشطاء ومراقبون تابعوا الجولة الأولى لانتخابات
مجلس النواب؛ سيطرة المال السياسي والرشى الانتخابية وفوز المرشحين المقربين من
النظام والموضوعين على قوائم حزب "مستقبل وطن"؛ إلا أنه كان للمؤشرات
الأولية لنتائج تلك الانتخابات توابع مثيرة للجدل.
خروج بعض النواب السابقين، مثل الصحفي عبد الرحيم علي،
وعضو مجلس إدارة نادي الزمالك أحمد مرتضى منصور، ونجل رئيس النادي، بحصول كل منهما
على أقل من 20 ألف صوت، وفشل بعض المرشحين في الفوز بمقعد على قوائم حزب مستقبل
وطن؛ أثار ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحديث عن أن غضب النظام
أطاح ببعض رجاله السابقين.
"خسارة"
و"هروب"
أهم تلك التوابع، ما تداوله نشطاء عن مغادرة البرلماني
السابق عبد الرحيم علي، لمصر صباح الاثنين، إلى فرنسا أو الإمارات، وذلك بعد
خسارته مقعده بمجلس النواب بدائرة الدقي والعجوزة والجيزة (القاهرة الكبرى)،
وحصوله على 19756 صوتا فقط، مقابل فوز رجل الأعمال محمد أبو العينين، ومرشح حزب
"مستقبل وطن" زكي عباس بمقعدي الدائرة.
خسارة "علي"، وما أثير حول "هروبه"
يأتي بعد أيام من التسريب الشهير الذي ظهر فيه يسب مصر والقانون ويتحدى رئيس
الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بقوله: "أنا فوق القانون"، و"السيسي ما
يعرفش (لا يعرف) يوديني النيابة".
وفي أول رد فعل لعبد الرحيم علي، بعد خسارته، قال عبر
صفحته بـ"فيسبوك": "مصر أمانة هنشيلها جوة (داخل) قلوبنا، وهنعمل
من أجل رفعتها، من خارج البرلمان، داخل مصر وخارج مصر، كما كنا نفعل دائما".
وتوقع نشطاء بينهم الناشطة منى إبراهيم، أن يكون خروج
عبد الرحيم علي، من مصر بداية لهجومه على النظام.
"خسارة نجل مرتضى"
وفي واقعة ثانية، أحدث خروج أحمد مرتضى منصور، من السباق
بحصوله على 16 ألفا و613 صوتا فقط، والمركز الخامس بالدائرة التي كسب أحد مقاعدها
رجل الأعمال والصناعة محمد أبو العينين؛ ردود فعل مثيرة من والده النائب بمجلس
النواب المنتهية مدته، والمرشح أيضا على نفس الانتخابات بمحافظة الدقهلية.
مرتضى منصور، وصف منافسي نجله عبر أحد برامج فضائية
"الزمالك"، بأنهم "حيتان مستقبل وطن"، مؤكدا أنهم سيؤخرون
الوطن بطريقتهم هذه، واصفا مشهد توزيع المنافسين للأموال على الناخبين في دائرة
نجله بـ"الفضيحة"، لافتا إلى أن "الحزب الوطني" في عهد حسني مبارك
لم يفعل هذا.
"واقعتا مي محمود"
وفي موقف آخر مثير للجدل، قامت النائبة السابقة عن دائرة
المنتزه بمحافظة الإسكندرية والمرشحة على مقاعد مجلس النواب الجديد مي محمود،
بتصوير أنصار منافسها من حزب "مستقبل وطن"، داخل سيارة ميكروباص وبها
أوراق الانتخابات ومواطنون يضعون بصمتهم عليها بمقابل 100 جنيه، قرب إحدى اللجان
الانتخابية وفي حضور بعض أفراد الشرطة، الأحد الماضي.
إلا أن صحيفة "اليوم السابع"، وفضائية
"إكسترا نيوز"، أعلنتا ضبط السلطات الأمنية 6 من أفراد الحملة الانتخابية
للنائبة مي محمود، وبحوزتهم مبالغ مالية "70 ألف جنيه" وتوكيلات منها،
لتوزيع هذه الأموال على الناخبين، للتصويت لصالح مرشحتهم.
ولم تحسم مي محمود، النائبة السابقة في الائتلاف
البرلماني الداعم للنظام الحاكم، السباق، وجاءت في المرتبة الخامسة بـ 23 ألف صوت، ما
منحها فرصة لخوض جولة الإعادة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
"مستقبل وطن بني
سويف"
وفي قضية أخرى، أثارت الجدل على خلفية نتائج المرحلة
الأولى لانتخابات مجلس النواب لمؤيدي النظام، تداول نشطاء وسياسيون بيانا عبر
"فيسبوك"، يعترف فيه حزب "مستقبل وطن"، بمحافظة بني سويف
(الصعيد)، بتلقيه الأموال مقابل وضع المرشحين على قوائمه.
و"مستقبل وطن" الذراع السياسية للنظام العسكري
الحاكم والفائز بمعظم مقاعد مجلس الشيوخ المصري تشير المؤشرات إلى نيله
أغلبية مجلس النواب الذي جرت نصف انتخاباته السبت والأحد، وتستكمل الأسبوع المقبل.
البيان المتداولة صُورته بعدد من المواقع الصحفية المحلية؛
كشف أن المرشح عن "مستقبل وطن" طارق مخيمر، بإحدى دوائر محافظة بني
سويف، بعد خسارته السباق الانتخابي؛ طالب حزب مستقبل وطن برد مبلغ 8 ملايين جنيه
دفعها للحزب لأجل الحصول على المقعد، فيما جاء رد الحزب مؤكدا أنه حصل على هذا
المبلغ في إطار التبرع وبرغبة من المرشح.
رئيس حزب الجيل، ناجي الشهابي، طالب بوضع بيان حزب
مستقبل وطن أمام "رئيس الجمهورية، وأمام رئيس الهيئة الوطنية
للانتخابات"، متسائلا عبر "فيسبوك": "هل يدخل هذا التبرع ضمن
الإنفاق المالي للدعاية الانتخابية؟ وأين هو السقف المالي للدعاية؟ وهل قانون
الأحزاب يسمح بهذه التبرعات الكبيرة؟ ولماذا يتبرع مرشح لحزبه بمبلغ 8 ملايين جنيه
وما هو المقابل؟".
إلا أنه وبعد ساعات من تداول صورة بيان "مستقبل وطن"،
خرج المرشح الخاسر طارق مخيمر، ليشيد بنزاهة الانتخابات وبقيادات حزب مستقبل وطن،
مُعلنا أن ما يُثار هو مجرد "شائعة".
"حجارة ورصاص بمطروح"
ولم يخل المشهد بعد المؤشرات الأولية لنتائج انتخابات
الجولة الأولى من مواجهات بين أنصار المرشحين وقوات الأمن.
ونشر المعارض المصري عبد الله الشريف مقطع فيديو مصورا،
لمواجهات بين الأهالي وقوات الشرطة، بمنطقة الضبعة بمحافظة مطروح (شمال غرب)، حيث
يظهر تبادل إلقاء الحجارة بين الأهالي الغاضبين مع الأمن الذي بادر بإطلاق
الخرطوش، في المشهد الذي بدأ نهارا وظل حتى الليل.
وعلق الشريف بقوله: "اتضاح تزوير انتخابات البرلمان
في الضبعة بمحافظة مطروح ومواجهات مع الأهالي حتى الآن"، فيما أكد معلقون
أنها مواجهات وقعت بين مؤيدين للمرشحين في مناطق "العميرات والقطعان"
بمطروح، والأمن فض الاشتباك.
— عبدالله الشريف (@AbdullahElshrif) October 26, 2020
"حرق لافتات وطرد
منصور"
وفي الوقت الذي يواصل فيه المرشحون جولاتهم استعدادا
للجولة الثانية من الانتخابات في 13 محافظة مصرية أخرى، حدثت وقائع مثيرة للجدل
بين حرق لافتات وتمزيقها، واعتداء مرشحين على منافسيهم، وطرد الأهالي لآخرين.
ورغم أن دائرة رئيس الزمالك المعزول من منصبه بقرار
اللجنة الأوليمبية المصرية مرتضى منصور، ميت غمر بمحافظة الدقهلية (وسط الدلتا)،
من المقرر إجراء الانتخابات بها السبت والأحد المقبلين، إلا أن مجهولين قاموا بحرق
لافتات وصور دعاية منصور، السبت الماضي، بالدائرة التي ينافسه فيها 35 مرشحا.
وفي الوقت الذي لم يتقدم فيه منصور ببلاغ حول تلك
الواقعة؛ تعرض المستشار لهتاف مهين من المواطنين بدائرته؛ حيث كشف مقطع فيديو مصور
له بين أهالي "ميت غمر" و"بشالوش"، يتهمه بعضهم بأنه لم يقدم
لأهالي الدائرة أية خدمات، ما أحدث شجارا بين مرتضى منصور وبين بعض الأهالي، الذين
هتفوا ضده.
— نعمان™️ (@iNU3MAN) October 22, 2020
"ضرب أصغر نائبة"
وفي نفس السياق؛ اتهمت أصغر نائبة بالبرلمان المصري عام
2018، دينا عبد العزيز، عضو مجلس النواب والمرشحة على مقعد حلوان فردي مستقل
بالقاهرة، المرشح بنفس الدائرة عيد حماد، في محضر رسمي بنيابة 15 مايو، بأنه اعتدى
عليها بالضرب والسحل، وتمزيق اللافتات الانتخابية، حسب موقع "القاهرة
24".
"فوز ثم وفاة"
وفي موقف مثير للحزن، توفي الأحد الماضي، النائب
البرلماني السابق، أحمد أبو حجي بمحافظة سوهاج، في الوقت الذي كانت تشير النتائج
لفوز زوجته ألفت المنزلاوي في الانتخابات البرلمانية ضمن قائمة حزب "مستقبل
وطن".
وفي تعليقها على المشهد الانتخابي لمجلس النواب المصري،
قالت الأسبوعية اللندنية "ذي إيكونوميست": "يتنافس المرشحون على أن
يكونوا أكثر تأييدا للسيسي، بينما يلقي رجال الأعمال الأثرياء الأموال على الأحزاب
المدعومة من الدولة".
وظهرت مقاطع فيديو لتوزيع مواد تموينية على المواطنين
بالشارع لحساب حزب "مستقبل وطن".