هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توقع مسؤول إسرائيلي كبير أن يسفر تفشي وباء كورونا حول العالم، عن زيادة تدفق المهاجرين اليهود إلى إسرائيل، لأن بيانات الهجرة لشهر آب/ أغسطس تشير إلى أنه من أمريكا الشمالية بلغت زيادة هجرة اليهود بنسبة 238٪ مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفي المملكة المتحدة بنسبة 165٪، وفي جنوب أفريقيا ضعف ذلك العدد، وبشكل عام تضاعف عدد ملفات الهجرة المفتوحة من الدول الغربية.
وأضاف يتسحاق هرتسوغ رئيس الوكالة اليهودية بمقابلة مع صحيفة إسرائيل اليوم، ترجمتها "عربي21" أنه "في ظل هذه الخلفية، فقد هاجر 9 آلاف مهاجر يهودي من 70 دولة خلال أزمة كورونا، وفي الأسبوع الذي سبق رأس السنة اليهودية هاجر 450 يهوديا، بما فيهم مهاجرون جدد من بلدان تريد التكتم على أنباء هجرة يهودها إلى إسرائيل، مع العلم أنني أتوقع موجة هجرة ضخمة من 250 ألف يهودي خلال 3- 5 سنوات مقبلة".
وزعم أننا "ننظر لموضوع الهجرة اليهودية لإسرائيل من منظور تاريخي، ويجب على الحكومة الإسرائيلية الاستجابة للتحدي، والموافقة على خطة وطنية لاستيعاب الهجرة بأسرع وقت ممكن، استوعبنا مليون مهاجر أوائل التسعينيات، وأحدثوا تغييرا هائلا في الدولة، التي حصدت ثمار الهجرة، ومن بين 14 ألفا وصلوا هذا العام، هناك 40٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا، كثير منهم يحملون شهادات أكاديمية".
وأوضح أنه "بكل المقاييس، هذه الموجة من الهجرة، التي بدأت للتو صفاتها نادرة، مع أنه ليس سهلا جذب انتباه الرأي العام ودعم الحكومة لهذا الاستيعاب الهائل للمهاجرين، خاصة في ظل الوضع الاقتصادي الحالي، لكنني مقتنع بأنه بمجرد أن تتبنى الحكومة خطة مناسبة، فستصبح الهجرة إحدى أدوات الخروج من الأزمة، لأن كل موجة هجرة تنطوي على انتعاش اقتصادي ونمو، هذه فرصة لإسرائيل اجتماعيا واقتصاديا".
وكشف أن "الوكالة اليهودية تعمل مع وزارة الهجرة والاستيعاب والمالية، ورئيس الوزراء استعدادا للزيادة الدراماتيكية في الهجرة اليهودية، ما يتطلب منه وضع كل ثقله مع الوزراء لإقرار خطة عمل منظمة، فإذا لم تستجب الحكومة لهذا التحدي، فقد يكون بمثابة خطأ تاريخي، وليس أقل من مأساة وطنية، فبعض الجاليات اليهودية تعرضت لأضرار قاتلة خلال الأزمة، بما يتجاوز حجمها النسبي، وانهار نسيج حياتها المجتمعية".
اقرأ أيضا : الوكالة اليهودية تستعد لاستقبال 100 ألف مهاجر يهودي لإسرائيل
وأضاف أن "الجالية اليهودية في إيطاليا الأكثر تضررا من الوباء، وقد صرخت روث دورغالو، رئيسة الجالية بصوت خانق: "كل شيء ينهار من حولنا، لم نر شيئا كهذا منذ 100 عام، فأنشأنا غرفة طوارئ مخصصة لمنع الانهيار، وصندوقا لإنقاذ الجاليات اليهودية في العالم، بالتعاون مع الصندوق القومي والاتحاد اليهودي، الذي قدم للمتضررين من الفيروس قروضًا فورية، بجانب توزيع مبعوثينا من الأخصائيين الاجتماعيين".
وكشف أننا "أنشأنا منصة رقمية عالمية في الوكالة اليهودية مع شركاء آخرين، تربط الخبراء الإسرائيليين بالمجتمعات اليهودية، للمساعدة في أزمة كورونا، والأزمات المستقبلية، وربطنا قادة المجتمع اليهودي من جميع أنحاء العالم بخبراء المستشفيات في إسرائيل، وخدمات رعاية كبار السن والمحتاجين، مع العلم أننا كيهود في حالة حرب، وعلينا التصرف وفقا لذلك، مسؤولية القيادة هي وقف التدهور".
وقال: "إننا لا نعيش أياما عادية من التوتر والخوف، لكن هناك نقطة مضيئة تتمثل باتفاقيات السلام مع دول الخليج، وعملية التطبيع معها، وقد بدأت للتو، هذا تطور تاريخي إيجابي غير عادي، ونقوم اليوم بنشاط مع الجالية اليهودية في الإمارات، رغم أن ذلك يذكرني بالإدانة العربية لتمزيق والدي، حاييم هرتسوغ، سفيرنا بالأمم المتحدة، في 1975 القرار بأن الصهيونية أحد أشكال العنصرية".
وختم بالقول إنه "في نهاية 2015 ومنتصف 2016، أجريت بصفتي زعيم المعارضة آنذاك، حوارًا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هذه المسألة، وبرزت فكرة تشكيل ائتلاف إقليمي مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي اقترح الترويج للمبادرة أثناء عملي وزيرا الخارجية، وبات من الواضح أن اتفاق القوى العظمى مع إيران أدى لصدمة عميقة في دول الخليج، واليوم ظهرت العلاقة على السطح".