ملفات وتقارير

ماذا وراء رفع عقيلة صالح من قائمة العقوبات الأوروبية؟

الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات المفروضة على عقيلة صالح- تويتر
الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات المفروضة على عقيلة صالح- تويتر

في خطوة متوقعة، أعلن الاتحاد الأوروبي، رفع العقوبات المفروضة على رئيس مجلس النواب الليبي بطبرق (شرق) عقيلة صالح، وذلك بالتزامن مع جهود يعد الأخير طرفا رئيسيا فيها، تهدف إلى دفع عجلة الحل السياسي للأزمة الليبية.


وأعلن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، الاثنين، رفع العقوبات عن عقيلة صالح، ورئيس المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته نوري بوسهمين، وفرض عقوبات على شخصين و3 شركات.

 

وكان الاتحاد الأوروبي قد وافق في آذار/ مارس 2016 على فرض عقوبات على من اعتبرهم معرقلين للعملية السياسية في ليبيا، حيث شملت رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، إضافة إلى رئيس المؤتمر الوطني العام السابق، نوري بوسهمين، ورئيس وزراء ما كان يعرف بحكومة الإنقاذ خليفة الغويل.


ويرى مراقبون في الخطوة الأوروبية الجديدة، توطئة وتمهيدا لاحتمال تولي عقيلة صالح منصبا رفيعا في المجلس الرئاسي القادم، وذلك على ضوء المباحثات المرتقبة التي ستجريها الأمم المتحدة في جنيف قريبا، استكمالا لحوارات المغرب وسويسرا والتي جرت مؤخرا بين وفد من برلمان طبرق، والمجلس الأعلى للدولة قبل نحو أسبوعين.


وفي قراءته لرفع العقوبات، يرى الكاتب الصحفي، عبد الله الكبير، أن "رفع عقيلة صالح من قائمة العقوبات الأوروبية، يأتي في إطار تشجيعه على الاستجابة لخطة الأمم المتحدة الخاصة بالتسوية السياسية في ليبيا".

 

اقرأ أيضا: الاتحاد الأوروبي يرفع اسم عقيلة صالح من لائحة العقوبات

وقال الكبير في حديث خاص لـ"عربي21"، إن الخطوة تأتي في إطار احتمال تولي عقيلة صالح منصبا رفيعا في المجلس الرئاسي المزمع تشكيله الأسابيع المقبلة، على ضوء المحادثات المرتقبة في جنيف بين أطراف الأزمة الليبية.


وردا على سؤالنا حول إمكانية قبول الغرب الليبي بصالح في أي منصب بالدولة، على ضوء تبنيه للعدوان الذي قام به حفتر على طرابلس في نيسان/ أبريل 2019 أجاب الكبير بالقول: "نعم سيقبلون، لأن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا لم تظهر موقفا حاسما في حرب حفتر على العاصمة، بل هناك من قدم الدعم الخفي له".


وأضاف: "استعداد الغرب لأن يكون عقيلة جزءا من التسوية السياسية المقبلة واضح وجلي من خلال تواصل البعثة الأممية معه بعد طرحه لمبادرة سياسية واستقباله في بعض العواصم الأوروبية".


بدوره، قال المحلل السياسي إبراهيم بلقاسم، إن قرار رفع العقوبات عن عقيلة صالح، يشير إلى أن الاتحاد الأوروبي يشجع الأطراف الليبية على الانخراط في عملية التسوية السياسية بهدف حلحة الأزمة الداخلية. 


ورأى في حديث متلفز تابعته "عربي21"، أن رفع العقوبات عن شخصيتين (عقيلة صالح ونوري بوسهمين) من أصل 40 ليبيا مفروض عليهم العقوبات هو تشجيع مباشر لهما لكي يلعبا دورا إيجابيا في المسارات التفاوضية التي ترعاها الأمم المتحدة.

 

اقرأ أيضا: معيتيق "ينفرد" باتفاق مع حفتر لإنهاء أزمة النفط.. ورفض واسع

بلقاسم رأى أن صالح سيقرأ جيدا هذه الخطوة الأوروبية، وسيعتبرها بمثابة ضوء أخضر لاستكمال مساعيه السياسية، وصولا لتشكيل مجلس رئاسي جديد، معتبرا أن صالح هو الأوفر حظا للاستئثار بالمجلس الرئاسي القادم، من بين كافة الأطراف المنافسة.


 ومنذ سنوات، يعاني البلد الغني بالنفط صراعا مسلحا، فبدعم من دول عربية وغربية، تنازع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الحكومة الليبية، المعترف بها دوليا، على الشرعية والسلطة.


وتتصاعد تحركات دبلوماسية للتوصل إلى حل سياسي ينهي النزاع في البلاد، عقب تحقيق الجيش الليبي سلسلة انتصارات مكنته من طرد حفتر من مناطق غربي ليبيا، بما فيها طرابلس، مقر الحكومة.


التعليقات (0)