هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في خليط من الحركة النشطة بين ثلاثي فن التطريز
الفلسطيني، الإبرة والخيط وقطعة القماش، تترسخ عبر الأجيال قصة عشق فلسطينية لا
تنتهي، تسعى للحفاظ على هوية ورمز الشعب الفلسطيني، لتبقى فلسطين "الوطن
والقضية"، حاضرة في كل وقت وحين.
ورغم المعاصرة والحداثة التي تعصف بكل مناحي الحياة، فقد بقي
فن التطريز الشعبي الفلسطيني القديم، يتوارث عبر الأجيال المختلفة، بما يمتلكه من
قدرة كبيرة على التطور ومواكبة متطلبات العصر المتعددة والمتجددة.
الأم الفلسطينية فوزية الريس "أم خالد"
(51 عاما)، منسقة معارض ومهتمة بالتراث
والتطريز الفلسطيني، أوضحت أن "التطريز مرتبط بفلسطين، وهو هوية ورمز للشعب
الفلسطيني، يجب الحفاظ عليه، والتمسك به".
ونبهت في حديثها لـ"عربي21"، إلى أن التطريز
الفلسطيني، "فن تتباهى به النساء، كان يدخل في تجهيزات العروس الفلسطينية، وكان
يفضل في السابق أن يكون الثوب المطرز من عمل يد العروس".
ونوهت الريس، إلى أن فن التطريز الشعبي "انتقل من جيل
إلى جيل، ولكل بلدة فلسطينية ثوبها وغرزتها الخاصة بها"، مضيفة أن "التطريز والمطرزات، شيء فخم عريق، يجب اقتناؤه بعناية".
وذكرت أن "الغرزة الفلسطينية في الوقت الحاضر، دخلت
بألوان وأشكال متعددة، كي تواكب العصر"، منوهة إلى التطريز اكتسب أهمية خاصة، فأصبح
يدرس في المدارس، ونجد شغفا لدى الطالبات بتعلمه.
وأشارت "أم خالد" إلى أن "التطريز أصبح
مصدرا للدخل لكثير من النساء"، موضحة أنه "يتم عمل الكثير من الأنشطة
وورشات العمل من أجل الحفاظ على هذه الهوية الفلسطينية".
وعن حبها للتطريز، بينت أنها عندما تمسك بالقطعة وتبدأ
بالتطريز تشعر بأنها "أدمنت" على نسج الغرزة تلو الأخرى، دون توقف حتى
تنتهي من إنجاز تلك التحفة الفنية، التي يشتم منها عبق التاريخ الفلسطيني، منوهة إلى أنه تنشأ علاقة "حب وحدوتة صغيرة"، مع القطعة التي يجري تطريزها.
وقالت: "أتحدث مع الإبرة، و الإبرة تكلم الخيط،
والخيط يكلم القماش، وما بداخلي من شعور ينتقل إلى القطعة المطرزة، فتنشأ روح
مشتركة"، مؤكدة أن هناك "عشقا لا ينتهي بيننا وبين هذا الفن".
وأما سعدية أبو مذكور "أم أحمد" (53 عاما)، وهي
صاحبة مشغل للتراث والمطرزات الفلسطينية، فتعبر عن عشقها للتطريز الفلسطيني منذ
صغرها، وهي ما زالت تحتفظ بالثوب الفلسطيني المطرز منذ أن كانت عروسا قبل 35 عاما،
وتحب أن ترتديه باستمرار.
وأفادت في حديثها لـ"عربي21"، بأنها عملت على
تطوير الثوب الفلسطيني التراثي، وكذلك مختلف المطرزات الفلسطينية من أجل مواكبة
العصر الحديث، فقامت بإدخال الغرزة الفلسطينية في جميع المستلزمات البيتية
والمكتبية، وملابس واحتياجات الأطفال والنساء المختلفة وغيرها.
وفي انعكاس لجذور وأهمية التطريز الفلسطيني، شبهت أبو
مذكور التطريز بـ"الذهب"، إذ يمكن استخدامه مرة أخرى لأنه يحتفظ بقيمته،
ويمكن توريثه، موضحة أنه من خلال الثوب الفلسطيني المطرز والغرزة الفلسطينية،
"نحافظ على الرمز والهوية الفلسطينية".