صحافة دولية

وزير بريطاني سابق: ابن سلمان يهدد علاقات المملكة مع الغرب

سلوكيات ابن سلمان تهدد علاقات المملكة مع الغرب، ولا سيما إجراءاته ضد ابن نايف- جيتي
سلوكيات ابن سلمان تهدد علاقات المملكة مع الغرب، ولا سيما إجراءاته ضد ابن نايف- جيتي

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز"، الأربعاء، مقالا للسياسي البريطاني المخضرم، مالكوم ريفكيند، الذي تولى عدة مناصب رفيعة، أبرزها وزارتا الخارجية والدفاع، ورئاسة لجنة الاستخبارات والأمن بالبرلمان.

 

وحذّر مقال "ريفكيند"، الذي ترجمته "عربي21"، من سلوكيات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، معتبرا أنها تهدد علاقات المملكة مع الغرب، ولا سيما خطواته ضد سلفه في المنصب، الأمير محمد بن نايف.

 

وتحت عنوان "ولي عهد السعودية يهدد العلاقات مع حلفائها الغربيين"، أشار السياسي البريطاني إلى أن المنطقة تشهد حراكا كثيفا نحو التغيير، بما في ذلك "الإصلاحات" التي أقدمت عليها الرياض قبيل مرحلة جائحة فيروس كورونا المستجد.

 

لكنه استدرك بالقول: "رغم هذا التقدم، فجريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 لا يزال أثرها يصدم العالم. وشعر حتى أصدقاء المملكة بالدهشة من وحشية هذه الجريمة الخرقاء".

 

وأضاف: "اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بمسؤوليته عن الجريمة باعتباره الحاكم الفعلي للبلد. وراقب الغرب عن كثب لمعرفة إن كانت انحرافا رهيبا أم أنها شكل من أشكال السلوك".

 

وتابع بأن سلوك الأمير المتهور أصبح "سببا للقلق"، فولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف يخضع للإقامة الإجبارية في ما يعتقد أنها تهم واهية.

 

وكان ابن نايف مفيدا جدا في مواجهة تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 بحسب "ريفكيند"، الذي شدد على أهمية "الدور التحويلي" الذي لعبه في تحديث المخابرات السعودية وتزويد حلفائها بقدرات مهمة.

 

وأخذ ولي العهد السابق على عاتقه مسؤولية مواجهة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، "الذي كان يعد من أشرس فروع التنظيم.. ولا تزال آثار المواجهة معه قائمة، وقد حاول مفجر انتحاري اغتياله".

 

اقرأ أيضا: FT: مخاوف على حياة ابن نايف.. الاتصال مع عائلته مقطوع

 

وأشار الوزير البريطاني السابق إلى حالة "سعد الجبري"، التي تعد من تجليات ممارسات ابن سلمان، فالرجل كان مقربا من محمد بن نايف والمخابرات الغربية ويعيش الآن بالمنفى في كندا، حيث يقول إنه ملاحق ولديه ابنان معتقلان تستخدمهما السلطات كورقة ضغط لإجباره على العودة.

 

وقام الذباب الإلكتروني السعودي بتشويه سمعة كل من ابن نايف والجبري، وهناك شائعات في الإعلام عن اتهامات ستوجه إلى الأمير نهاية هذا العام.

 

ويؤكد ريفكيند أن تلك الممارسات "جعلت الكثيرين في واشنطن ولندن يشعرون بالغضب والتوتر".

 

ويضغط أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوريين على الرئيس دونالد ترامب للتحرك، فيما أصدرت وزارة الخارجية توبيخا نادرا حول ملاحقة الجبري. ويقوم قادة "سي آي إيه" السابقون بتحركات سرية بشأن ابن نايف.

 

وفي لندن، شعر النواب والوزراء والمسؤولون بالرعب، و"هناك مخاطر بأن يجد أصدقاء المملكة هذه التصرفات غير محتملة.. لقد تحولت الخيبة إلى غضب وإحباط".

 

ويلفت السياسي البريطاني إلى حساسية وأهمية السعودية لدى الغرب، وضرورة تشجيع المملكة على التعاون ضد "التطرف وإيران"، لكن قضايا حقوق الإنسان تحرج حلفاء المملكة في المقابل.

 

وتابع: "علينا الاعتراف بالتقدم الذي حدث، فقد حصل الكثير خلال العقد الماضي وهناك ما هو قادم. والسؤال هو فيما إذا هدد ولي العهد كل هذا التقدم بنوباته المتهورة وسلوكه الشرس أحيانا".

 

وختم بالقول إن معاملته للأمير محمد بن نايف ورفيقه الجبري ستكون بمثابة امتحان لعزيمة الكثير من أصدقاء السعودية، ويأمل كل من يثمن تلك العلاقة بأن يتصرف ولي العهد في المقابل كرجل دولة.

التعليقات (0)