هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تشهد مناطق الشرق الليبي التي يسيطر عليها اللواء، خليفة حفتر احتجاجات مستمرة لليوم الثالث وصل بعضها حد محاولة اقتحام تمركزات تابعة للأخير، وسط تساؤلات عن تطور الأمور سريعا وما إذا كانت قوات الجنرال الليبي قادرة على احتواء الأزمة.
وانطلقت عدة احتجاجات في مدن بنغازي والمرج تطالب بإسقاط الحكومة الموالية لحفتر ومحاسبة أعضائها المتورطين في الفساد بعدما أحرق المتظاهرون مقر هذه الحكومة، في حين اتهمت بعض الهتافات أبناء "حفتر" بالفساد واستغلال النفوذ هناك، مطالبين بسرعة معالجة الأمور المعيشية المتردية.
"دعم وتحذير"
وفي أول تعليق على الأحداث، أعلن حفتر دعمه لهذه التظاهرات وتأمينها عسكريا بشرط أن تكون في الميادين العامة وبالنهار فقط، محذرا من استغلال هذه التظاهرات من قبل عناصر "إخوانية" وتكفيرية من التسلل وسط المتظاهرين من أجل ضرب الأجهزة الأمنية وانهيارها"، وفق بيان تلاه المتحدث باسم حفتر.
اقرأ أيضا: مظاهرات غاضبة بمناطق شرق ليبيا.. وحرق مقر حكومي (شاهد)
وطرح استمرار هذه الاحتجاجات التي تخرج لأول مرة في مناطق نفوذ حفتر بعض التساؤلات حول مستقبل هذه التظاهرات وتداعياتها؟ ومدى قدرة "حفتر" وقواته على إفشالها أو الالتفاف عليها؟.
"تصحيح مسار"
من جهته، قال عضو البرلمان المنعقد في طبرق، جبريل أوحيدة إن "الوضع المعيشي المزري في أرجاء البلاد من غلاء ونقص في السيولة وانقطاع للكهرباء لفترات طويلة وانسداد للأفق السياسي بسبب سوء الإدارة والفساد المستشري في كل المؤسسات قد ولد إحباطا كبيرا لدى المواطن ومن هنا كانت الاحتجاجات".
وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21" أن "المظاهرات بدأت في طرابلس ومصراتة ثم انتقلت الآن إلى الشرق الليبي وكلها لرفض الفساد لدى متصدري المشهد الراهن، والاحتجاجات السلمية أمر جيد من أجل تصحيح المسار ومحاسبة الفاسدين وإسقاطهم، لكن الفوضى واستغلال بعض المتربصين لهذه التظاهرات جعل الكثيرين يستهجنون هذه التصرفات التي يجب أن يخضع مرتكبيها للمحاسبة أمام جهات الاختصاص"، وفق كلامه.
"تصعيد وتفويض"
في حين أكد نائب الحاكم العسكري في بنغازي سابقا، عقيد: سعيد الفارسي أن "الأمور في شرق البلاد تسير نحو التصعيد فعليا، خاصة في المدن البعيدة عن قبضة "حفتر" العسكرية مثل مدن البيضاء وشحات وطبرق وإجدابيا".
اقرأ أيضا: عقيلة صالح يدعو لاجتماع عاجل بعد احتجاجات شرق ليبيا
وفي تصريحات لـ"عربي21" توقع أن "تحاول مليشيات حفتر بكل قوة السيطرة على هذه المظاهرات باستعمال أذنابه من قبائل الشرق ودسهم في صفوف المحتجين وتحويل الأمر إلى محاولة لتفويض حفتر لإدارة الأمور في شرق البلاد نظرا لفشل الحكومة هناك، لكن لا أظن أنه سينجح وربما تخرج الأمور عن السيطرة"، بحسب توقعاته العسكرية.
"قيادات جديدة"
الإعلامي من بنغازي، عاطف الأطرش قال من جانبه إنه "لا أحد يستطيع التكهن بما ستفعله الجموع الغاضبة، وأسلوب احتواء مظاهراتهم كان ليكون بسيطا لو خرج عليهم قياداتهم السياسية والعسكرية لطمأنتهم واتخاذ خطوات جادة للإصلاح، لكن يبدو أن هؤلاء لايستمدون العبر من سابقيهم مثل القذافي".
وتابع: "أتوقع خلال الأيام القليلة القادمة أن تشهد تصعيدا خطيرا يهدد وجود كل الأجسام القائمة في الشرق الليبي لأن الأوضاع الآن لم تعد تطاق، ولابد من خروج قيادات جديدة من رحم هذه المظاهرات لوضع خطط عملية لإدارة المشهد الداخلي بالشكل الذي يليق بمطالب المتظاهرين"، كما قال لـ"عربي21".