هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقد ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحكام التي أصدرها القضاء في السعودية في قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، مؤخرا، مشيرا إلى أن تركيا ما تزال مصرة على محاكمة المسؤولين عن الاغتيال على أراضيها.
جاء ذلك في مقال له نشره في صحيفة "يني شفق" التركية، تساءل فيه: "لماذا لم يتم فتح دعوى ضد سعود القحطاني في مقتل خاشقجي؟".
وأضاف أن "الأهم من ذلك كله طبعا، هو أنه لا أحد يعلم من هؤلاء الخمسة الذين حكم عليهم بالإعدام آنذاك، والآخرين الذي حكم عليهم بالسجن أو البراءة".
وأشار إلى أنه "من الواضح للغاية، أن الحكم العادل لا يمكن أن يصدر عن محكمة يسيطر عليها المتهم الحقيقي، الذي يحكم جميع مؤسسات الدولة بطريقة عدوانية جائرة".
وقال: "هل تملك الشريعة أن تصدر عفوا في جريمة قتل وحشية بحق إنسان بريء، تم قتله عمدا على يد عدة أشخاص؟ لا. جريمة القتل هذه هي قضية جنائية ضد الإنسانية، تتجاوز موضوع أن يبت فيها أقارب خاشقجي أو غيرهم".
اقرأ أيضا: WP: إغلاق قضية خاشقجي يعزز ديكتاتورية ابن سلمان
وتابع بأن "ما رأيناه بعد ذلك أن رسالة صلاح خاشقجي أقنعت المحكمة، التي بدورها خففت أحكام الإعدام التي أعلنتها مسبقا بحق خمسة أشخاص، لتنخفض إلى السجن مدة 20 عاما، من أصل 31 متهمًا كانت قد تحدثت عنهم في المحاكمة السابقة، ويبدو أنها اختزلتهم في خمسة أشخاص فقط".
وسبق أن أصدرت السلطات السعودية أحكاما، الاثنين، ضد ثمانية أشخاص بالسجن ما بين سبع سنوات و20 سنة في قضية قتل خاشقجي، في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وأضاف أقطاي: "بالطبع تحدثنا عن صلاح خاشقجي ورسالة العفو التي نشرها عبر تويتر، دون أن نعلم الظروف التي هو فيها حتى دفعته لمثل هذا. هل فعلا أعلن عن ذلك بموجب إرادته الحرة؟ من المعلوم أن السعودية كانت تبتز خاشقجي بأولاده؛ حتى تتمكن من إحضاره للسعودية عبر شبكة وكّلتها بذلك. لكن ما الذي يجعلنا نعتقد أن هذه الشبكة صمتت أو أوقفت نشاطها عقب مقتل خاشقجي؟".
وعن الجبري، قال: "لا تزال المعلومة طازجة، والتي انتشرت مؤخرا حول أن مسؤول الاستخبارات السعودي السابق، سعد الجبري المقيم في كندا، كان على شك أن يلقى مصير خاشقجي ذاته بعد 12 يومًا فقط من مقتل خاشقجي، وبالطريقة ذاتها. ولا شك أن الجبري كذلك حاولوا إقناعه للعودة إلى السعودية على غرار خاشقجي، ولذلك تم اعتقال أبنائه، ولا أحد يملك معلومة حول مصيرهم أو عن حياتهم".
يذكر أن المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري، قال إنه بعد خلافه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، سافرت "فرقة اغتيال" من المملكة العربية السعودية إلى كندا "في محاولة لقتله"، بعد أيام فقط من مقتل الإعلامي جمال خاشقجي "على يد أفراد من نفس المجموعة"، وفقا لما ذكره في دعوى قضائية قدمها في محكمة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، الشهر الماضي.
اقرأ أيضا: WP: الأحكام بقضية خاشقجي محاولة لتبييض صورة ابن سلمان
وتابع أقطاي: "إن المحكمة السعودية لم تحاكم قتلة خاشقجي، بل إنها أخذتهم كي تحميهم وتذود عنهم. وحتى تتمكن من حمايتهم من ملاحقة العدالة لهم اصطنعت مثل تلك المحاكمات التي كانت تساعدهم وتوفر لهم الراحة".
وقال: "إذا كانوا يريدون العدالة، فعليهم الوثوق إذن بعدالة تركيا، التي تعتبر طرفا محايدا في هذه القضية، وتعترف بكل الأحوال بحق المتهمين في الدفاع عن أنفسهم، وتسيّر عمليات المحاكمات وفق شفافية تامة على الملأ، فضلا عن أنها الدولة التي وقعت على أرضها الجريمة".
وختم بالقول: "على أي حال، لا تزال القضية مستمرة في تركيا، والجلسة الأولى تم عقدها في حزيران/ يونيو الماضي، وستعقد جلسة ثانية في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر القادم. حتى لو لم يساهم القضاء السعودي في إقامة العدالة عبر قراراته تلك، إلا أنها قد قدّمت معطيات جديدة حول أبعاد القضية. أنا متأكد من أنه سيتم تقييم هذه البيانات بالطريقة الأنسب في محاكم تركيا".