هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بالتزامن مع انطلاق دعوات التظاهر في مصر ضد حكم رئيس سلطة الانقلاب، عبد
الفتاح السيسي، تتجدد مخاوف النظام مستنفرا قواته من الجيش والشرطة، وأذرعه
الإعلامية، ومناصريه عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحسبا للمظاهرات.
وبمناسبة الذكرى الأولى للاحتجاجات النادرة التي شهدتها مصر العام الماضي،
أطلق الفنان والمقاول محمد علي ونشطاء، دعوات جديدة للتظاهر يوم 20 أيلول/سبتمبر
الجاري، للمطالبة بـ"رحيل السيسي، وإسقاط نظامه، وإنقاذ البلاد".
وتصدر وسم "#انزل_20_سبتمبر" قائمة أعلى الهاشتاغات رواجا في مصر
عبر موقع "تويتر" لعدة أيام متتالية، وحظي بتفاعل كبير بين المصريين
الغاضبين من سياسات السيسي، كان آخرها هدم وإزالة المنازل بدعوى مخالفتها قانون
البناء.
وكشف مصدر إعلامي لـ"عربي21" عن تدشين السلطات المصرية
دعوة مضادة لدعوات النزول، قائلا إن "هناك حملة إعلامية يقودها مسؤولو ملف
الإعلام والمواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي بالمخابرات من أجل التصدي
لدعوات النزول إلى الشارع".
وأشار إلى أن "التعليمات نشرت بشكل متزامن على جميع وسائل الإعلام،
وتم تعميم ما جاء فيها ونشره وقراءته في نشرات الأخبار والبرامج، تحت عنوان
#مش_نازلين_يوم_٢٠ .. محبو #الرئيس يتصدون للجان الإرهاب ويتصدرون التريند".
— اليوم السابع (@youm7) September 7, 2020
وأكد المصدر، أن "هناك قلقا حقيقيا يتعلق بقدرة الإعلام في الخارج على التأثير على جموع المصريين ودفعهم للنزول، وأن مهمة إعلام الداخل هو دحض مزاعم
دعوات وأسباب النزول من خلال قيامه بتعديد إنجازات الرئيس في السنوات الماضية،
وسوف تتواصل الحملة حتى ذاك اليوم".
في المقابل، يرى سياسيون وإعلاميون ونشطاء أن تفاعل النظام مع دعوات التظاهر تعكس توجس النظام من وجود رغبة شعبية في الإطاحة بالسيسي ونظامه.
إعلام متعاون مع السلطة
وقال مدير عام قناة مكملين الفضائية المعارضة، الدكتور أحمد الشناف، إن "نظام السيسي نظام أمني بامتياز وأي دعوة للنزول للشارع تزيد من قلق النظام ومخاوفه بخروج الأمور عن السيطرة، والتحام شرائح واسعة من المواطنين مع المظاهرات نتيجة تضررهم من الأوضاع الاقتصادية والفساد".
ووفقا للشناف فإن النظام يعمل على منع وصول دعوات التظاهر عن الجمهور، باصطناع أحداث مفتعلة لإلهائه.
اقرأ أيضا: أحداث ما قبل "ثورة يناير" بمصر حاضرة في 2020.. ما دلالاتها؟
وأوضح في حديثه لـ"عربي21" أن النظام يحارب دعوات التظاهر عبر "تسفيهها وتشويهها واتهام الجهات أو الأشخاص الداعين لها بأنهم عملاء للخارج
وأصحاب أجندات ويعملون ضد مصر ولا يريدون الخير لمصر"، لكنه يعتقد أن الجمهور أصبح واعيا لمثل
هذه الحملات، ولم يعد مقتنعا بما تردده وسائل إعلام النظام.
ومؤكدا أن دعوات التظاهر عبر مواقع التواصل لها "تأثير كبير يعجز النظام عن التغلب عليها"، إلا أن تشديد القبضة الأمنية والبطش "تجعل من الصعب توقع مدى استجابة المصريين للدعوات، حيث إن أسباب التظاهر قائمة وتزداد يوميا".
السيسي لا يواجه بالإعلام
ورأى عضو المكتب السياسي لحزب العمل الإسلامي سابقا، عادل الشريف، أن
"دعوات النزول يصاحبها دائما بعض الأحداث الكبيرة ، فالدعوة الأولى شهدت كشف
فساد السيسي وأسرته من خلال بناء القصور وغيرها واهتزت أركان النظام بشكل واضح".
وأضاف لـ"عربي21": "أما هذه المرة فإن الأحداث السابقة لدعوات
النزول أكبر من مجرد فساد أسرة السيسي، إذ تتعلق بهدم وإزالة آلاف المنازل الخاصة
بالمواطنين، لذلك أتوقع تراجع حدة حملة الإزالة لحين أن تهدأ الأمور".
اقرأ أيضا: وسوم رفض "السيسي" لا تزال تتصدر مواقع التواصل بمصر
وقلل من دور الإعلام المصري في ثني المصريين عن النزول، وأن السبب الحقيقي لعدم النزول هو "التهديد بقمع أي مظاهرات".
تحسب من الغضب الشعبي
من جانبها، أرجعت المعارضة والناشطة السياسية، نانسي كمال، حالة الخوف المتكرر لدى
النظام وأذرعه الإعلامية من دعوات التظاهر إلى أن "الأنظمة الديكتاتورية هي
في الأصل أنظمة جبانة، وأي دعوة لأي تظاهر ستكون مرعبة بالنسبة لها".
وأكدت في حديثها لـ"عربي21" أن "السيسي يعلم جيدا كمية الغضب داخل الشعب والظلم الذي يمارسه بحقهم، لذلك فهو يتحسب في كل مرة من غضبة
الشارع، لكنه مطمئن لقبضته الأمنية، مع أنها لن تجدي نفعا إذا جد الجد، وحانت لحظة
السقوط".
وبشأن جدوى تلك الدعوات، شددت الناشطة السياسية على أن "استمرار دعوات
النزول واجبة، لأنه لم يعد بيت في مصر لا يعاني ظلما من نظام الديكتاتور
السيسي".