هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية مقال رأي للكاتب دانيال أورانيا سلط فيه الضوء على الحملة المناوئة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب من داخل الحزب الجمهوري، والمعروفة بـ"مشروع لينكولن".
وقال الكاتب في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن هذه المجموعة من أعضاء الحزب الجمهوري ترى في دونالد ترامب خطرا على مصالح الولايات المتحدة، وتعمل على منعه من الوصول مجددا إلى البيت الأبيض.
خلال هذا الأسبوع، عُقد مؤتمر الحزب الجمهوري وأصبح دونالد ترامب ومايك بنس المرشحين الرسميين للحزب لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس في الانتخابات القادمة.
ويقول الكاتب، إنه في مقابل الحملات الدعائية التي يبثها الحزب عبر التلفزيون والشبكات الاجتماعية لحشد التأييد لدونالد ترامب في انتخابات الثالث من تشرين الثاني /نوفمبر القادم، فقد أُطلق في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي ما يُعرف بـ"مشروع لينكولن"، على يد مجموعة من كبار الشخصيات في الحزب الجمهوري من أجل الدعوة إلى عدم انتخاب ترامب لفترة رئاسية ثانية.
ويُعتبر اختيار الاسم تكريما لذكرى مؤسس الحزب الجمهوري أبراهام لنكولن، ويضم المشروع شخصيات جمهورية مرموقة على غرار ستيف شميت وريك ويلسون وستيوارت ستيفنز.
ويؤكد الكاتب أن هذه المجموعة تملك خبرة هائلة في التأثير على الناخبين، حيث شاركت لعقود في الحملات الانتخابية وفي حشد التأييد للحزب الجمهوري، وهي ترى حاليا أن دونالد ترامب انحرف عن مبادئ الحزب، وأن استمراره في الرئاسة يهدد مصالح الولايات المتحدة.
إعلانات وحملات
أصدر "مشروع لينكولن" أكثر من ثمانين إعلانا على شبكات التواصل الاجتماعي والتلفزيون خلال الأشهر الماضية، وكان لها تأثير ملحوظ حسب قول الكاتب.
من أكثر هذه الإعلانات شعبية، إعلان "استيقظ" الذي حقق حوالي أربعة ملايين مشاهدة على منصة يوتيوب.
اقرأ أيضا : مظاهرة نسوية حاشدة بالآلاف في واشنطن ضد ترامب
يروي الإعلان قصة شاب انتخب دونالد ترامب سنة 2016 وتعرض لحادث مرور دخل على إثره في غيبوبة لأكثر من ثلاث سنوات، ثم استيقظ سنة 2020 بين أفراد عائلته المؤيدين لترامب.
يصوّر الفيديو نقاشا طريفا ومؤثرا بين الشاب وأفراد العائلة حول ما حدث في الولايات المتحدة خلال تلك الفترة وإلى أي مدى أوفى ترامب بالوعود التي قطعها سنة 2016.
وأطلق "مشروع لينكولن" مؤخرا إعلانا آخر، يستند في فكرته ورمزيته إلى خطاب رونالد ريغان الدعائي في حملته للفوز بفترة رئاسية ثانية سنة 1984، والذي أُطلق عليه "الصباح في أمريكا"، وقام على فكرة أنه بعد بضع سنوات من الكساد والركود والتشاؤم، عادت الولايات المتحدة مرة أخرى لتتزعم الاقتصاد العالمي والعالم الحر.
أما إعلان "مشروع لينكولن" المناهض لترامب فقد أُطلق عليه "الحداد في أمريكا"، وهو بلا شك رسالة إلى أولئك الذين ساندوا الرئيس ريغان في ذلك الوقت، ودعوة للمقارنة مع الوضع الحالي للولايات المتحدة.
وبيّن الكاتب أن "مشروع لينكولن" بدأ بإصدار إعلانات باللغة الإسبانية من أجل استمالة الناخبين ذوي الأصول الإسبانية.
وتضم الحملة كما يقول الكاتب اثنين من أكثر المستشارين خبرة في تقريب الرؤساء الجمهوريين من الناخبين الناطقين بالإسبانية، وهما ليونيل سوسا وسيزار مارتينيز غوماريز.
وقد أصدرا مؤخرا إعلان "آستا لا فيستا" الذي يصوّر فشل إدارة الرئيس ترامب في التعامل مع تداعيات الإعصار المدمر الذي ضرب بورتوريكو في 2017.
ويرى الكاتب أن هذه الحملة التي تهدف إلى حشد التأييد ضد انتخاب الرئيس ترامب، تكشف الأزمة الداخلية العميقة التي يمرّ بها الحزب الجمهوري، خاصة أن "مشروع لينكولن" لا يهاجم ترامب فقط، بل يستهدف أيضا أبرز الشخصيات الجمهورية المؤيدة له على غرار تيد كروز وماركو روبيو وميتش ماكونيل وليندسي غراهام وجوني إرنست.