اقتصاد عربي

الغرام بـ1000 جنيه.. ارتفاع سعر الذهب يعصف بالزواج في مصر

عدد عقود الزواج في شهر مارس الماضي تراجعت بشكل كبير ومبيعات الذهب وصلت في بعض الأحيان للصفر- أرشيفية
عدد عقود الزواج في شهر مارس الماضي تراجعت بشكل كبير ومبيعات الذهب وصلت في بعض الأحيان للصفر- أرشيفية

يواجه الشباب المقبلون على الزواج في الوطن العربي عموما وفي مصر خصوصا، أزمات غير مسبوقة؛ بسبب ارتفاع أسعار الذهب لأسعار فلكية من جهة، والإجراءات التي فرضتها أزمة فيروس كورنا، بالإضافة إلى تداعيات تلك الإجراءات على المستوى الاقتصادي.

وبلغ سعر الذهب مستوى تاريخيا إذ شارف غرام الذهب على الألف جنيه بعد رسوم المصنعية و الدمغة والضريبة، وذلك بعد ارتفاع أسعار الذهب عالميا و تجاوزه حاجز الألفي دولار للمرة الأولى في التاريخ مدفوعا بضعف الاقتصاد العالمي، وزيادة شهية المستثمرين لحيازته.

ووفق الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد انضم نحو 338 ألف مواطن لقوائم العاطلين خلال الثلاثة أشهر الماضية (نيسان/ أبريل- حزيران/ يونيو)، حيث ارتفع عدد المتعطلين عن العمل لنحو 2.6 مليون مواطن خلال الربع الثاني من العام الجاري مقارنة بنحو 2.2 مليون خلال الربع الأول.

زيادة عدد المتعطلين عن العمل رفعت معدل البطالة بنحو 1.9% من إجمالي قوة العمل، 26.7 مليون مواطن، مسجلًا نحو 9.6% بنهاية حزيران/ يونيو، مقابل 7.7% في نهاية آذار/ مارس.

تراجع عقود الزواج 30 بالمئة

وتراجع عدد عقود الزواج في مصر خلال الشهور الستة الماضية بشكل ملحوظ نتيجة الضوابط التي فرضتها الحكومة وتطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة التي فرضت تباعدا اجتماعيا من أجل احتواء انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 منذ شهر آذار/ مارس الماضي.

وأظهرت بيانات حكومية تراجع عدد عقود الزواج في شهر آذار/ مارس الماضي بشكل كبير حيث تم عقد  نحو 45 ألف عقد زواج، مقابل 64.4 ألف عقد زواج في نفس الشهر من عام 2019، بتراجع بلغ 19.6 ألف عقد زواج أي 30 بأقل 3 بالمئة.

يأتي هذا التراجع بعد عام كامل من انخفاض عدد عقود الزواج رغم زيادة عدد المقبلين على الزواج، حيث أشارت البيانات الرسمية لنشرة الزواج والطلاق عام 2019 إلى تراجع عدد عقود الزواج عام 2019 مقارنة بعام 2018 بعدد 8,017 عقدا، ليبلغ عدد عقود الزواج 887,315 عقدا عام 2018 مقابل 879,298 عقدا عام 2019.

 

اقرأ أيضا: "خليها تعنس" و"خليه_يخلل".. حملات شبابية لمقاطعة الزواج بمصر

مبيعات الذهب وصلت إلى الصفر

في هذا السياق، قال رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية بالقاهرة، هاني ميلاد، إنه "كانت هناك محاولات للتغلب على هذه الزيادات الكبيرة من خلال صناعة حلي ذهبية خفيفة الوزن سواء كانت خواتم أم سلاسل أم أساور أم غيرها، ولكنها كانت تلحق بنا خسائر".

وأضاف لـ"عربي21": "على الجانب الآخر، كان يقوم المستهلك بشراء أوزان أقل، أي كميات أقل من الذهب بما يتناسب مع ميزانيته الخاصة بشراء الشبكة"، مشيرا إلى أنه "هذه الثنائية من طرفنا كصناع ومن طرف المشترين كمستهلكين أدت إلى تراجع المبيعات في سوق الذهب؛ لأن ربحية بائعي ومصنعي الذهب تعتمد على حجم البيع بالغرامات".

وكشف أن "المبيعات وصلت في بدايات ومنتصف الأزمة إلى صفر أحيانا، وانتابت السوق حالة ركود لم نرها من قبل، ولكن مع تخفيف الإجراءات الاحترازية، وقدوم العيدين الفطر والأضحى فقد حدث تحرك وإنعاش في سوق المجوهرات والحلي بشكل بسيط، ولكن الأزمة مستمرة بسبب استمرار ارتفاع سعر الذهب مقارنة بالسنوات الماضية".

بدائل الذهب

المأذون الشرعي، الشيخ محمد جلال، بمحافظة الجيزة، أكد بدوره، أن "حجم عقود الزواج بلغت صفرا خلال الأشهر الماضية، ولم يتم عقد قران واحد طوال شهر أو شهرين كاملين، ولكن مع بدء عودة الحياة تدريجيا لاحظنا تحسنا كبي، لكن أسعار الذهب تعيق هذا التحسن".

وعن خيارات بعض الأهالي للتغلب على تلك الأزمة، أوضح لـ"عربي21": "الكثير من الأسر باتت تشترط كتابة الباقي من كمية الذهب المتفق عليه في قائمة العروس كدين على العريس يوفيه لها في حال طلاقهما، أو الاتفاق على زيادة المؤخر بشكل كبير يتناسب مع ثمن الذهب، وهناك زيجات لم تتم بسبب الاختلاف حول قيمة الذهب ولم نستطع التوفيق بين ذوي العروسين".

أغلى من الذهب

"معدن الإنسان أغلى من معدن الذهب"، هذا ما أكدت عليه أستاذة علم الاجتماع سامية خضر، في تعليقها على أزمة ارتفاع الذهب وعزوف الشباب عن الزواج من الطرفين، مشيرة إلى أن "هناك مبادرات عديدة أطلقتها فتيات يدعين للتخلي عن الذهب أو جزء منه في سبيل بناء عش الزوجية".

وألقت في اللوم في حديثها لـ"عربي21" على "تأصل بعض المفاهيم المغلوطة عن طبيعة الزواج تتعلق بالشبكة والعفش والشقة، وهي أمور لا تساوي شيئا في حال ظفر أحدهما بالطرف المناسب، إضافة إلى أن هناك قوانين تحمي الزوجات، فالسعادة في الشيء المعتدل".

وأعربت عن أملها في أن "يكون ارتفاع أسعار الذهب بداية لنهاية التفكير الخاطئ في التعنت مع الشباب لإتمام الزواج، فالبناء يكون في المستقبل لا في الذهب ولا في أي شيء آخر، وأدعو الجميع إلى البحث عن الشاب المناسب والشابة المناسبة، ولطالما سمعنا في تراثنا أن والد العروس يقول للعريس (نحن نشتري رجل)، ولكن لم يعد ذلك موجودا كما سبق".

 

التعليقات (1)
adel ali
الخميس، 20-08-2020 08:08 م
أتذكر عندما كان الجرام بجنيه واحد عام 1970
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل