ملفات وتقارير

كورونا يصل مخيمات الشمال السوري ومنظمات تنبه للخطر

 ناشد "منسقو استجابة سوريا" الأمم المتحدة عبر وكالاتها تسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة الفيروس ضمن المخيمات- جيتي
ناشد "منسقو استجابة سوريا" الأمم المتحدة عبر وكالاتها تسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة الفيروس ضمن المخيمات- جيتي
أكد وزير الصحة في "الحكومة السورية المؤقتة"، التابعة للمعارضة، مرام الشيخ، تسجيل إصابتي كورونا في مخيم باب السلامة الحدودي للنازحين، في مدينة أعزاز، في ريف حلب الشمالي (درع الفرات).

وحذر في حديث لـ"عربي21"، من خطورة الوضع الصحي في المخيمات، مشيرا إلى صعوبة اتخاذ التدابير الوقائية، لمنع تفشي الوباء.

وقال الشيخ: "تم التأكد من إصابة الحالتين (رجل كبير وزوجته)، وبحثنا مع إدارة المخيم الذي يؤوي نحو 8 آلاف نازح، إغلاق المخيم وفرض حجر صحي كامل".

وأكد أنه تم توزيع كميات كبيرة من الأقنعة الواقية (الكمامات) والمعقمات على سكان المخيم، إلى جانب التوعية بطرق الوقاية، والنصائح.

وأبدى الشيخ مخاوفه من انتشار العدوى بين سكان المخيم، لافتا إلى صعوبة تطبيق الإجراءات الوقائية في المخيم المكتظ بالنازحين، وإلى النقص الحاد في الإمكانات الطبية بالشمال السوري عموما.

قلق متزايد

رئيس نقابة أطباء الشمال المحرر، محمد وليد تامر، قال بدوره إن وصول كورونا إلى مخيمات الشمال السوري، التي تعاني من اكتظاظ ونقص في الخدمات، يعني أن الشمال السوري برمته أمام كارثة.

وأضاف لـ"عربي21": "الحديث عن إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس غير ممكن، نظرا لغياب الحد الأدنى من الخدمات"، موضحا أن "كل الشروط الصحية غير متوفرة في المخيمات بالشمال السوري، التي تؤوي أكثر من مليون نازح".

وقال تامر: "من غير الممكن أن تطلب من الأهالي التباعد، ولا يفصل الخيمة عن الخيمة المجاورة سوى مسافة 50 سنتيمترا، والخيمة الواحدة تؤوي 10- 15 فردا".

وما يخشاه تامر أن تساعد الأمراض المنتشرة في المخيمات على تفشي الوباء، موضحا أنه "يعاني سكان المخيمات من سوء التغذية، وأمراض أخرى، وهذا ما قد يضعف المناعة أكثر، وهو ما يجعلنا نشعر بقلق متزايد".

الدخول في دائرة الخطر

من جانبه، قال مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد الحلاج، في حديث لـ"عربي21" إن تسجيل إصابات مؤكدة في المخيمات يعني الدخول فعليا بدائرة الخطر.

وأضاف أن المخيمات تجعل التباعد الاجتماعي أمرا صعبا، وخصوصا أن هناك ندرة شديدة في المياه وغيرها من الخدمات الأساسية.

وحسب الحلاج، فإن كل ذلك يوفر بيئة خصبة لانتشار الفيروس، ما يعني أن الإصابات ستزداد في الأيام المقبلة.

وحول الطرق والوقاية، قال: "الحل الجذري هو السماح للأهالي بالعودة إلى منازلهم، لتخفيف أعداد النازحين، وتحقيق التباعد الاجتماعي".

من جانب آخر، دعا الحلاج إلى زيادة الفعالية الإنسانية للمخيمات، وخصوصا مواد الوقاية (الكمامات، والمعقمات، ومواد التنظيف".

مناشدات

وفي ذات السياق، ناشد "منسقو استجابة سوريا" الأمم المتحدة عبر وكالاتها والدول المانحة العمل تسريع الإجراءات الخاصة بمكافحة الفيروس ضمن المخيمات، من خلال توفير الإمكانات اللازمة لها لتمكينها من مواجهة فيروس كورونا الذي بدأ بالانتشار.

ودعا الفريق جميع المنظمات الإنسانية بشكل عاجل وطارئ، إلى ضرورة تضافر كل الجهود واستمرار التنسيق بينهم لمواجهة هذا الوباء الخطير والحد من انتشاره وعدم تمدده في ظل التسجيل اليومي لحالات جديدة مصابة بفيروس كورونا.

وحسب إحصائيات رسمية، فقد بلغ عدد الإصابات بكورونا في الشمال السوري 45 إصابة، موزعة على مدن وبلدات أعزاز والباب والراعي وعفرين وأخترين وباب الهوى وسرمدا وأطمة والدانا وتفتناز وسرمين وإدلب، إلى جانب مخيم باب السلامة.
التعليقات (0)