هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءل كاتب إسرائيلي "هل من الممكن أن تنجح إسرائيل في دحر المنظمات المسلحة؟ وليس المقصود هنا هزيمة الجيوش والدول، بل المنظمات التي تخوض حروب العصابات ضد إسرائيل، رغم أن الجنرالين دان شومرون وإيهود باراك رئيس أركان الجيش الأسبق ونائبه، أكدا أن هذا غير ممكن".
وأضاف أوري سارغيل في مقاله
على موقع نيوزن ون، ترجمته "عربي21" أن "هذا الجواب يطرح تساؤلا آخر
أمام الإسرائيليين: هل سنعيش في عدم القدرة على الانتصار على المنظمات الفلسطينية من
الآن فصاعدا؟ الجواب: ربما نعم، أو بالتأكيد، مما دفع إسحاق رابين لاستخلاص هذا الاستنتاج،
والدفع برجاله لتوقيع اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين.
وأشار إلى أن "قناعة رابين
هذه بعدم القدرة على الإطاحة بالمنظمات الفلسطينية المسلحة، جاءت بعد أن نفى أكثر من
415 من رجالات حماس إلى لبنان في كانون الأول/ديسمبر 1992، وهنا يمكن الجزم بأن حديث قيادة هيئة
الأركان الإسرائيلية العامة كان مبنيا على كذبة متفق عليها، وإلا فأين كان الجنرالان أريئيل شارون، مائير داغان، وغيرهما، ولماذا لم يتم تجنيدهم على الفور لهزيمة المنظمات
الفلسطينية مرة أخرى".
ولفت إلى أن "عدم الرغبة
أو القدرة في هزيمة الفلسطينيين دفعت خبراء إسرائيليين للقول؛ إن حل النزاع الإسرائيلي
الفلسطيني يجب أن يمر من خلال المفاوضات، لأن الفلسطينيين حتى يومنا هذا يرفضون أي
حل وسط، ويعلنون أنهم لن يعترفوا أبدا بإسرائيل كدولة يهودية، ومطلبهم" حق العودة
"هو حصان طروادة للقضاء على الدولة اليهودية".
اقرأ أيضا: طائرات الاحتلال تقصف موقعا للمقاومة شمال قطاع غزة (شاهد)
وزعم أن "السلام الإسرائيلي
يصنع مع الفلسطيني والعربي عندما يستسلم فقط، وليس كما يروج اليساريون أمثال
أوري أفنيري، يوسي ساريد، عاموس عوز، وغدعون ليفي، وميكو بيليد، وهم جميعا، وقبلهم
الجنرال إوري ساغيه الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات العسكرية-أمان، الذي شرح لرئيس
الوزراء إسحاق رابين، أنه لا يمكن هزيمة الفلسطينيين، لذا يجب البحث عن تجاوز
لهذه المعضلة".
وأكد أن "عددا من الجنرالات
الإسرائيليين، ومنهم باراك، أثبتوا أنهم غير قادرين على وقف الانتفاضات الفلسطينية،
والنتيجة أن من صاغوا مفهوم السلام مع الفلسطينيين والعرب، لم يغيروا من صورة العدو
المرير والحازم أكثر من أي وقت مضى، رابين ليس غبيا، لأنه أدرك أنه لا يستطيع أن يطالب
هيئة الأركان العامة للجيش، التي لم تستطع هزيمة الفلسطينيين، بالانتصار رغم كل شيء".
ونوه إلى أن "النتيجة اليوم
مفادها أننا نصنع السلام مع الفلسطيني الذي
قمنا بتمكينه، واتفقنا معه على وقف إطلاق النار مقابل بقاء الوضع الراهن، ولم نجرؤ
على الرد عندما أطلقوا الصواريخ باتجاهنا، ووقعنا اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين؛ لأن
باراك والجيش الإسرائيلي لا يريدان القضاء على منظماتهم المسلحة، والنتيجة أننا هربنا
أمام الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي
لم يتمكن من التغلب على أي موجة من العمليات المسلحة دون أن يدفع الكثير من الأرواح،
ويتخلى عن الأهداف الوطنية، لأنه بعد الانتفاضة الأولى، وقعت إسرائيل اتفاقات أوسلو،
وبعد الانتفاضة الثانية، هربت من مستوطنات غوش قطيف، بعد مقتل قرابة 1500 إسرائيلي
من عمليات المسلحة، كان ثمنا باهظا، لأننا دفعناه بصورة تقشعر لها الأبدان".
وأوضح أنه "بعد مفاوضات
كامب ديفيد بين إيهود باراك وياسر عرفات، بدأ نزع الشرعية عن إسرائيل، وأصبحت دولة
فصل عنصري يجب مقاطعتها، وإلغاؤها، ووصفها بأنها تحتل الأراضي، وتحكم بالرعب على سكان
الأرض المحتلة، حتى خرج اليهود في إسرائيل وحول العالم ضدنا في الشوارع، وفي الأوساط
الأكاديمية".
وختم بالقول بأن "السؤال
الجوهري يطرح مجددا ليس عن إمكانية دحر المنظمات المسلحة، لأنه سؤال أصبح ثانويا،
بل نوعا من الفائض، ولم يعد حقا على جدول الأعمال، بل المقصود هو تعطيل وجود هذه المنظمات
قدر الإمكان، ووقف بث الإحباط واليأس في دوائر المجتمع والاقتصاد وآليات الحكومة والحياة
الأسرية الإسرائيلية".