هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، حوارا مع مدير منظمة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية قال فيه، إن حالة القمع تتزايد داخل المجتمع الإسرائيلي ضد المنتقدين للاحتلال، والمعارضين للانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني بفعل سياسيات الحكومة الإسرائيلية.
وشدد هاغي إلعاد الذي يعد أبرز المعارضين للاحتلال، وأصبح هدفا متحركا لليمين، أن "هذا القمع لا يعكس الواقع المتدهور فحسب، ولكن ضعف الجبهة التي تكافح ضد الاحتلال" مؤكدا أن إسرائيل تخنق الفلسطينيين، كما حصل مع الأمريكي جوج فلويد.
وفي ما يأتي نص الحوار الذي أجرته "هآرتس" مع إلعاد وترجمته "عربي21":
هل خسر اليسار الإسرائيلي النضال ضد الاحتلال؟
"الجواب المختصر، على ما أظن، هو لا. والجواب المفصل: نخسر أرضية كل يوم، ولكن الأمر لم ينته. المنظمات الحقوقية تخسر كل يوم وتستمر، هذه هي روح هذا النضال. لقد تأسست منظمتنا قبل 30 عاما، واعتقدنا أنه إن أسسنا بتسيلم وقامت بهذه المهمة فسينتهي الاحتلال، وبهذا ينتهي عمل بتسيلم، وتكون قد أدت الوظيفة، لكن هذه النظرية فشلت. وأعتقد أن إصرار بتسيلم على إيجاد طرق للتشويش على الوضع الحالي متفائل جدا".
ما هو الثمن الذي يمكن أن يجعل الإسرائيليين ينهوا الاحتلال.
"أعتقد أن تكاليف اقتصادية يمكن أن تكون بالتأكيد فعالة".
هل تعتقد أن هذا سيحصل؟
آمل ذلك، أنا متفائل بأن هذا الثمن سيأتي. فخلال كل الحديث المشوش عن الضم، ما هو غير مشوش أن هناك المزيد من الأصوات في الخارج – مثل السياسيين الأمريكيين البارزين بيرني ساندرز وألكساندريا أوكازسيو – كورتيز – تقول إنه لم يعد من الممكن أن نطلب بأدب من إسرائيل أن تتوقف عن القيام ببعض الأشياء. قبل عدة سنوات كان مثل هذا ينهي مهنة السياسي.
نحن لم ننتظر حتى قالوا إنهم يريدون ضم أجزاء من الضفة الغربية للمطالبة بفعل دولي. لقد قلنا ذلك منذ عام 2016، ولا نزال نقول إن مثل هذه الإجراءات ضرورية، بغض النظر عما قد تفعله إسرائيل في المستقبل.
ما هي هذه الإجراءات التي يمكن أن تتخذ ضد إسرائيل؟
لن أجيب عن هذا السؤال. أنا خبير بما يحصل في الأراضي المحتلة، وليس في العلاقات الثنائية بين أمريكا وإسرائيل أو بين أوروبا وإسرائيل".
هل تؤيد حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات BDS ؟
"ليس لنا موقف من حركة BDS ولن يكون لنا موقف".
لماذا؟ فهذه حركة تنادي بالنضال غير العنيف ضد إسرائيل، بخطاب مشابه جدا لخطابك. ومن الطبيعي أن تتعاون معها؟
"نحن نركز جهودنا على الضغط على اللاعبين الدوليين مثل الحكومات والتي لديها مسؤولية تجاه حماية حقوق الإنسان – وبالتأكيد عدم التعاون في انتهاك تلك الحقوق. نحن طبعا نعتقد أن الجهود التشريعية ضد BDS هنا وفي الخارج غير معقولة، ولكن لن نقول للأفراد ماذا يفعلون".
أحس بأنك تجد طريقة دبلوماسية لعدم لمس تلك القضية الشائكة، ويبدو أنك تخشى دعم حركة تتحدث مثلك ولكنها مبغوضة من الجمهور الإسرائيلي؟
أعتقد أن هناك سوء فهم حولنا. نحن لسنا حزبا أو حركة كبيرة، نحن منظمة حقوق إنسان انظر إلى سجلنا. القول بأننا مجموعة جبانة ليس مبنيا على الواقع.
هل كان هناك مثل هذه المعارضة في أي وقت؟
أعتقد ذلك، في مراحل سابقة من بعض الأحزاب أعضاء حزب ميرتز مثلا.
منظمات حقوق الإنسان، بما فيها بتسيلم فشلت في تطوير النضال ضد الاحتلال. وأنت تعتقد أيضا أن الوضع ليس فقط لا يتحسن بل إنه يتراجع.
سأكون سعيدا جدا لو كان بإمكان بتسيلم إنهاء الاحتلال، ولكني لا أعتقد أن ذلك في المحصلة أمر واقعي. فالحكومة في إسرائيل هي التي ستنهي الاحتلال. يجب علينا أن نحافظ على موقف أخلاقي وموقف مبني على الحقائق والاستمرار في رفع أصواتنا وهو ما سنظل نفعله إلى الأبد.
هل مات حل الدولتين؟
أعتقد أن حل الدولتين بشكل أساسي يهدف للفت النظر عن واقع الأمور. الكل يؤيد حل الدولتين، ولكن ماذا يعني الناس بذلك؟ كان هناك مفاوضات على مدى 20 عاما، أليس صحيحا؟ ولكن ماذا حصل في الواقع في هذه الفترة؟ قمنا بمضاعفة المستوطنين ثلاثة أضعاف وأوجدنا المزيد من الحقائق على الأرض. وفي نفس الوقت قمنا بعدة جولات في غزة وقتلنا عدة آلاف من الفلسطينيين إننا نضع قدمنا على حناجرهم ونتناقش بين أنفسنا كيف نفعل ذلك".
ويضيف إلعاد أن البيانات الصادرة عن القيادات الأمنية "لا تقول إن علينا التوقف عن قمع الفلسطينيين وأن ذلك غير محتمل ولا أخلاقي. إعلاناتهم تقول للجمهور الإسرائيلي بأننا لا نحتاج إلى وجع الرأس.
نحن نسيطر على المنطقة بأكملها ونفعل ما نريد هناك، ندخل إلى رام الله ونخرج منها متى شئنا، والسلطة الفلسطينية مسؤولة عن الأمور لنا، ولا ندفع ثمنا لكل هذا. فلماذا نحتاج الضم؟".
بالإضافة للتهديد بالموت، كيف تشعر عندما يقول الناس إن ولاءك لجهة أخرى وليس لشعبك، أو عندما تتهم بالخداع أو فك الارتباط؟
إن كانت القيم التي نتحدث عنها تشمل تفوق اليهود العنصري على الفلسطينيين، فنعم أنا خائن لوجهة النظر تلك. وإن كان ما أخونه هو القبول المستمر للقمع على أنه طبيعي ومعقول، فنعم أخون ذلك. فهنا مجموعة قيم أنا فخور بأن أخونها.
الظلم أمر يدرك الناس طريقة التعرف عليه بشكل فطري. نعرف ماذا يحصل عندما يصاب شخص برصاص قناص على حدود غزة من بعد 300 متر، ثم يمنع هذا الشخص من الخروج من غزة لتلقي العلاج، ما يتسبب له بفقدان رجله والبقاء معاقا طيلة حياته.
هل هناك لحظة شعرت فيها بالخوف في موقعك الحالي؟
عملية الجرف الصامد أخافتني. قتلنا 500 طفل فلسطيني في غزة والناس في إسرائيل يتعايشون مع هذا. ولو سألتني قبل عدة سنوات من ذلك إن كان يمكن لشيء مثل هذا أن يحصل دون أن يحدث زلزالا لقلت لك إنك تبالغ وإنك متشائم.
هل سينتهي الاحتلال إلى الأبد؟
آمل ذلك. من الصعب أن أتخيله ولكن من الصعب أيضا أن أتخيل استمرار هذا الوضع لمدة 50 سنة أخرى، لأنني أعرف حجم الرعب الذي ينطوي عليه ذلك.
قبل عقد قال جو بايدين عندما كان نائبا للرئيس إن الوضع الحالي غير مستدام. ومنذ ذلك الوقت، يبدو أنه كان مستداما جدا، وربما يستمر لعدة سنوات أخرى.
مستوى التطور الذي وصلته إسرائيل في السيطرة على الفلسطينيين دون دفع الثمن أصبح عاليا جدا. فقد قال عضو في وفد جنوب أفريقيا عندما زارنا لما كنت مع اتحاد حقوق الإنسان في إسرائيل بأنه لو عامل البيض السود في أفريقيا بنفس الأسلوب الذي تعامل به إسرائيل الفلسطينيين، لبقي نظام الأبارتايد معنا حتى اليوم".