هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رجح خبير إسرائيلي، خسارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية، مؤكدا أنه فشل في إدارة العديد من الأزمات التي ضربت أمريكا خلال فترة ولايته الأولى والتي ربما تكون الأخيرة.
وذكر ايتان غلبوع، وهو خبير في الشؤون الأمريكية وباحث كبير في مركز "بيغن-السادات للبحوث الاستراتيجية" التابع لجامعة "بار إيلان" العبرية، أن "الإدارة الناجعة للأزمات التي توقعها الطبيعة والانسان، هي مقياس هام لتقدير الزعماء، أما الادارة الفاشلة للأزمات المستمرة، تسقط الزعماء وفي الغالب تنهي حياتهم السياسية".
ولفت إلى أن "الإخفاق في المعالجة الناجعة لأزمات الهجرة في أوروبا، أدى إلى انتخاب حكومات يمينية – قومية متطرفة في أوروبا الشرقية، كما أدى إلى الإخفاق في إدارة أزمة بريكست في بريطانيا، ما أدى إلى سقوط رئيسي الوزراء ديفيد كاميرون وتريزا ماي".
وأوضح غلبوع في مقاله بصحيفة "معاريف"، أن "الانتخابات على خلفية الإخفاق في إدارة أوضاع الأزمة، هي بشكل عام انتخابات احتجاجية ضد الحكم القائم، وكان هذا هو الوضع بعد حرب أكتوبر 1973، حيث انتصر الليكود لأول مرة بعد 29 سنة من الحكم المطلق لحزب مباي (حزب عمال إسرائيل)، وتولى ايهود باراك فترة قصيرة كرئيس للوزراء وأقصي عن منصبه بسبب إخفاقه في التصدي للانتفاضة الثانية".
ونوه إلى أن "الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتصديان لأزمات عسيرة، وترامب يوجد في ذروة معركة الانتخابات الرئاسية، كما أنه لو لم تظهر موجة ثانية خطيرة من كورونا، لبادر نتنياهو لجولة انتخابات جديدة خلال الأشهر القريبة القادمة، وأيضا حتى ظهور الوباء كان يبدو أن ترامب سينجح في الفوز بولاية ثانية؛ فالتاريخ والوضع الاقتصادي يميلان إلى جانبه".
اقرأ أيضا: بايدن: ترامب أفسد رئيس بتاريخ أمريكا.. والأخير يسخر منه
وأشار إلى أنه "في الـ40 عاما الأخيرة لم ينجح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ولا وجورج بوش الأب، في تولي فترة رئاسية ثانية عقب مصاعب اقتصادية، في حين اقتصاد ترامب كان في وضع ممتاز، لكن أزمة كورونا غيرت كل شيء".
وأكد الخبير أن "ترامب لا يعرف كيف يدير الأزمات، ففي 2019 هب إعصار شديد على بورتريكو، ولم يفعل ترامب شيئا للمساعدة، بل اتهم فقط الزعماء المحليين بالفشل لإعادة ترميم الخراب، كما فشل تماما في إدارة ثلاث أزمات وقعت في آن واحد؛ الأزمة الصحية والاقتصادية لوباء كورونا، الاحتجاج الشديد ضد عنف وعنصرية الشرطة ضد المواطنين السود، وهو يفقد التأييد بوتيرة سريعة".
وأفاد أنه "في 2008 انتخب أوباما ليكون الرئيس الأسود الأول في تاريخ الولايات المتحدة، وفاز أساسا عقب تصويت احتجاجي ضد الجمهوريين بسبب الأزمة الاقتصادية العسيرة والحروب الفاشلة في أفغانستان والعراق، أما ترامب ففاز في 2016 بفضل موجة احتجاج هائلة ضد المؤسسة التي كانت خصمه، هيلاري كلينتون".
وبين أن "لترامب مثلما لنتنياهو، توجد قاعدة مؤيدين واسعة، ولكنها لا تكفي للفوز في الانتخابات، وفي حال لم يبدأ في إدارة أزمات كورونا بشكل ناجع، فإنه سيخسر في الانتخابات القريبة القادمة للرئاسة، والتي ستصبح بالأساس تصويت احتجاجي ضده، وفي مثل هذا الوضع لا يهم من يقف أمامه، حتى لو كان جو بايدن الديمقراطي الذي يبدو شاحبا، مشوشا وعديم الكاريزما".
أما نتنياهو، الذي أدار الموجة الأولى ولكنه حتى الآن فشل في صد الموجة الثانية لكورونا، وفشل أيضا في إدارة الأزمة الاقتصادية المستمرة، وقدم تنازلات كي يقيم حكومة وحدة مع "أزرق أبيض"، ولكنه لا يحترم الاتفاقات الائتلافية، يهدد بالتوجه إلى انتخابات جديدة".
وقدر أن "التصويت في الانتخابات في السنة القريبة القادمة، سيكون من شبه المؤكد تصويت احتجاج، وعليه فمن الأفضل لنتنياهو أن يمتنع عن المواجهات وعن تقديم موعد الانتخابات".