هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تقريرا سلطت في الضوء على تراجع أداء الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب، معتبرة أنها باتت تحاول إبقاءه في دائرة المنافسة، بعد أن كانت على ثقة كبيرة بفوزه سابقا.
ويوضح التقرير أن ترامب كان دائما يتفاخر بأن تأثيره يطال الولايات "الزرقاء"، أي المحسوبة تقليديا على الحزب الديمقراطي، مثل مينسوتا ونيفادا ونيوهامشير ونيو مكسيكو.
وينقل التقرير عن مسؤولين في حملته أن الولايات التي بات من الصعب على الرئيس الفوز فيها لم تعد مستهدفة بدعايته، لكنه يواصل المقاومة عبر عمليات شراء الإعلانات التلفزيونية الضخمة.
وتنفق الحملة أموالا هائلة للحفاظ على الولايات التي ربحها عام 2016 ودعم الولايات التي يتسيد فيها الجمهوريون مثل جورجيا ومقاطعات في فلوريدا.
وتؤكد حملة ترامب أنه ينافس في كل الولايات الثلاثين التي فاز بها عام 2016، وأن غريمه الديمقراطي جو بايدن يعاني من ضعف تأييده من قبل ناخبيه المحتملين وأن هامش تقدمه ضيق.
لكن عددا من المسؤولين في الحملة، وكذلك في الإدارة والحزب الجمهوري، يعبرون عن مخاوفهم من خسائر فيما يعرف بحزام الصدأ الذي يضم ولايات في الوسط الأمريكي مثل ميتشيغان ويسكنسن.
وينقل التقرير عن مصدر مطلع أن الأيام التي كان الحزب يتوقع فيها انتصارا كاسحا قد ولّت، ويحاول فريق الرئيس إعادة النظر في التوقعات بناء على تقليل هامش الخسارة.
وقال مستشار بارز لترامب: "لا نريد 306 نقطة، فقط 270 نقطة. ويمكننا خسارة ميتشغان وبنسلفانيا وباستطاعتنا الفوز"، مشيرا إلى أن الفوز في نيفادا مع نيومكسيكو ونيوهامشير سيعوضه حال فاز بايدن في منطقة الوسط الصناعية.
وتقوم الإستراتيجية على حسبة 260 صوتا وهي الولايات التي فاز بها ترامب باستثناء ميشيغان وبنسلفانيا وويسكنسن والتي تضم معا 46 صوتا.
وللتأكد من فاعلية الاستراتيجية بدأت الحملة بتعزيز موقعه في جورجيا ونورث كارولينا وأريزونا وأيوا.
وتراجعت شعبية ترامب في هذه الولايات بين المستقلين والكبار بالعمر بسبب طريقة معالجته لكورونا وتراجع الاقتصاد والعنف الذي أعقب مقتل جورج فلويد. واشترت الحملة إعلانات تلفازية بـ 95 مليون دولار سيتم بثها من أيلول/سبتمبر حتى يوم الانتخابات في أريزونا وجورجيا ونورث كارولينا وأيوا وبنسلفانيا وويسكنسن.
وقال مستشار كبير لترامب: "نحاول تقوية قاعدة بيتنا ولتمتد على 270 (مقعدا بالمجمع الانتخابي)، ونحن بحاجة لتقويتها بأحسن طريقة، بحيث ستكون فلوريدا قاعدة انطلاق لها"، مضيفا أن أيوا وأوهايو "قريبتنان جدا عند هذه المرحلة".
اقرأ أيضا: هكذا توقعت "وول ستريت" كل فائز برئاسة أمريكا منذ 1984
"تخبط"
ويلفت التقرير إلى أن الحملة اشترت في الفترة الأخيرة دعايات بـ10 آلاف دولار في سوق أتلانتا، وهو ما أثار قلق الجمهوريين الذين قالوا إن الحملة الميدانية في الولاية كانت تناشد "فريق النصر لترامب" أن يقدم لها التوجيه ولكن بدون نتيجة.
وفي ولاية جورجيا، التي فاز بها الديمقراطيون آخر مرة عام 1976، تظهر الاستطلاعات الأخيرة التي أجرتها شبكة "فوكس نيوز" أن بايدن متقدم فيها على ترامب بهامش صغير، رغم أنه لا ينفق كثيرا على الدعايات وهو يركز في ظهوره على ست ولايات تعتبر ساحة المعركة التي ربحها الرئيس الجمهوري عام 2016: فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان وينسكون ونورث كارولينا وأريزونا.
ويتقدم بايدن على ترامب في كل هذه الولايات وذلك بحسب استطلاع مؤسسة "ريل كلير بولتيكس" والذي أظهر أن بايدن متقدم في ولايات يركز عليها الجمهوريون لفوز ممكن فيها: نيومسيكو ونيوهامشير ومينسوتا.
وزعم مدير حملة ترامب، براد بارسكال، في الماضي بأن الرئيس قادر على جذب أصوات اللاتينو في ولايات مثل نيكومسيكو، التي صوتت للديمقراطيين في كل عملية انتخابية منذ عام 1992 وجميع ممثليها في الكونغرس من الحزب الديمقراطي.
وقال بارسكال "دعونا نذهب حالا إلى ألباكركي" كبرى المدن في نيومكسيكو، وعقدت الحملة تجمعا انتخابيا فيها نهاية أيلول/سبتمبر الماضي. والآن جاء دولة حملة بايدن لـ"التفاخر"، بحسب التقرير، إذ قالت: "نحن نقوم بحملة هجومية ونشتري برامج من فوكس نيوز وNASCAR للحصول على أصوات أعلى من أوباما أو ترامب".
ولم تنفق حملة بايدن إلا القليل من الـ15 مليون دولار المخصصة للإعلانات التلفازية، وتحاول التركيز على ولاية لا يستطيع ترامب تحمل خسارتها وهي فلوريدا.
وفي إشارة إلى مصاعب ترامب في فلوريدا، تمت إعادة مسؤولة حملته السابقة بالولاية، سوسي وايلز، والتي أخرجها حاكم فلوريدا من الحملة، سابقا، لسبب غير معروف. وعندما تم استبعادها توقع مسؤول كبير لترامب عودتها حالة شعر الرئيس أنه يعاني من مشاكل في الولاية.