هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذّر رئيس حزب "منبر السلام العادل" في السودان الطيب مصطفى، من أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في السودان وصلت حدا من التدني والتدهور غير مسبوق، مشيرا إلى أن الشعب السوداني يستعد للتظاهر السلمي في مليونية يوم 30 من حزيران (يونيو) الجاري لتغيير هذا الوضع.
وحمّل مصطفى في تصريحات خاصة لـ "عربي21" الحزب الشيوعي السوداني مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية في السودان، وقال: "الذي يسيطر على الأوضاع في السودان الآن هو الحزب الشيوعي، الذي دانت له البلاد، وهو الذي يحكم الفترة الانتقالية ولا يريد الذهاب إلى انتخابات لأنه يعلم أنه لن يستطيع أن يفوز بها".
وأضاف: "الوضع الاقتصادي في أسوأ حالاته، أنا أحدثكم الآن والكهرباء مقطوعة، وطوابير السيارات تملأ الشوارع من أجل الحصول على البنزين، والشعب في حالة من البؤس الاقتصادي غير مسبوقة".
وأشار مصطفى إلى "أن الحكومة الحالية منشغلة بقيادة حرب انتقامية ضد النظام السابق والإسلاميين، وأنهم يعتقلون القيادات الإسلامية بدون اتهامات ومن دون تقديم دعاوى قضائية ضدهم، وأن كثيرا منهم مضى على اعتقاله نحو عام من دون تقديمه إلى القضاء، ويرفضون إطلاق سراحهم".
وأشار مصطفى إلى أن "الشعب السوداني يستعد لمليونية الغضب في 30 من حزيران (يونيو) الجاري رفضا لواقع الظلم والوضع الاقتصادي المتدهور".
وقال: "هناك دعوات موجهة للتظاهر من أجل رفض هذا الانهيار والوضع البائس، وقد أعلن الإسلاميون أنهم سيشاركون فيها، وأعتقد أن حجمها وطبيعتها هي التي ستحدد مصير السودان، حيث أن المجلس العسكري الذي أطاح بالنظام السابق وسلم الحكم لهذه الحكومة الانتقالية، سيكون أمام مطالب شعبية بالملايين، لتغيير الوضع القائم".
ولفت مصطفى الانتباه إلى أن "الحزب الشيوعي وبعض الموالين له، دعوا كذلك إلى التظاهر"، وقال: "هذه الدعوة ليس لها أي معنى لأنهم هم الذين يقودون البلاد، فهل سيتظاهرون ضد أنفسهم؟"، على حد تعبيره.
يذكر أن السلطات السودانية كانت قد أوقفت الطيب مصطفى، وهو خال الرئيس المعزول عمر البشير، على خلفية نشره مقالا يهاجم لجنة حكومية تهدف إلى إنهاء أي نفوذ للنظام السابق في البلاد، قبل أن يتم الإفراج عنه في وقت لاحق.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 نيسان (أبريل) 2019، البشير من الرئاسة؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
وفي كانون أول (ديسمبر) الماضي، أصدر رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، قرارا بتشكيل لجنة باسم "لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد"، أي تفكيك النظام السابق.
وبدأ السودان، في 21 في آب (أغسطس) 2019، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا وتنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة الجيش وائتلاف قوى "إعلان الحرية والتغيير"، الذي قاد الحراك الاحتجاجي ضد البشير.
وكان الحزب الشيوعي السوداني، قد دعا الأسبوع الماضي، للمشاركة بمليونية مقرر تنظيمها في 30 حزيران (يونيو) الجاري، لاستكمال مطالب "ثورة ديسمبر"، ودعم الحكومة المدنية.
إقرأ أيضا: السودان.. اعتقال الطيب مصطفى رئيس "منبر السلام العادل"