هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد السياسي السوداني ربيع عبد العاطي، أن تجدد الاشتباكات على الحدود السودانية ـ الأثيوبية، ليس إلا واحدا من مظاهر انهيار الدولة السودانية وضعفها وعدم قدرتها على حماية سيادة البلاد.
ووصف عبد العاطي في حديث مع "عربي21"، "الوضع العام في السودان بأنه غاية في السوء والتردي على جميع المستويات، وأن مؤسسات الدولة في حالة انهيار تام".
وقال: "ربما يأتي الوضع الصحي على رأس اهتمامات الناس بسبب تفشي وباء كورونا، ذلك أن الذين يموتون بالأمراض العادية غير كورونا أكثر من ضحايا الفيروس المستجد، فأكثر المستشفيات أغلقت أبوابها والكوادر الطبية توقفوا بسبب غياب الإمكانيات".
وأشار عبد العاطي إلى أن "ما يزيد من خطورة الأوضاع في السودان، هو الارتفاع الصاروخي للأسعار والانهيار التام للعملة السودانية، في ظل انتشار خطاب كراهية غير مسبوق في البلاد".
وحمل المسؤولية في ذلك إلى غياب الرؤية السياسية الواضحة للمرحلة الانتقالية التي تلت إسقاط النظام السابق، وقال: "كان الأصل في الأشياء أن يراعي المطالبون بالتغيير شروط الانتقال الديمقراطي، ويميزوا بين مؤسسات الدولة وبين الأنظمة السياسية، لكن ذلك لم يحصل للأسف، وتم إسقاط كل شيء من دون وضوح الرؤية عن المرحلة التي تلي الإسقاط".
وأضاف: "الأخطر من كل هذه المظاهر التي ترفع من مستوى الضبابية لدى السودانيين، وتزيد من معاناتهم، هو خطاب الكراهية الذي يتم الترويج له بين السودانيين".
واعتبر عبد العاطي أن "مسؤولية هذا التردي الداخلي والضعف في مؤسسات الدولة تقع بالأساس على اللجنة الأمنية المسؤولة عن تدبير الأمور، على قوى إعلان الحريَّة والتغييرـ قحت اليسارية، التي قال بأنها تستعجل التمكين لنفسها عبر اجتثاث كل معالم المراحل السابقة بما في ذلك هوية الشعب ومقوماته الثقافية".
ورأى عبد العاطي أن "الذهاب إلى إسرائيل والتطبيع معها على نحو فاجأ كل السودانيين، هو واحد من مظاهر ضعف الدولة وسقوط أمرها بيد الشيوعيين"، وقال: "على الرغم من أن غالبية السودانيين يرفضون التطبيع مع الاحتلال، إلا أن هناك محاولة لفرض الأمر الواقع، وللأسف نحن نعيش مرحلة غير مسبوقة ولا يحكمها معيار أخلاقي أو سياسي حتى".
وأضاف: "السودان لم يشفع له دفاعه عن النظام العربي الرسمي، ولا عن الأمن الخليجي في حرب اليمن، وتم تركه للضباع للأسف".
ورأى عبد العاطي أن "السودانيين لا يمكنهم أن يستمروا في هذا الوضع البائس وفي التعايش مع خطاب الكراهية الذي يقسم المجتمع، والذي يجري التأسيس له على الأرض.. المجموعات اليسارية لم تتعلم من التاريخ، وهي تكرر ذات أخطائها السابقة فهي تستعجل تنفيذ أجنداتها، لكن الشعب سرعان ما ينقلب عليها، لأنه ببساطة شعب لا يحتمل الضيق الاقتصادي والأمني والسياسي"، على حد تعبيره.
وهناك مخاوف من اندلاع حرب شاملة بين السودان وأثيوبيا، غداة مقتل ضابط سوداني وفقدان آخر وإصابة 7 جنود، إضافة إلى مقتل طفل وإصابة 3 مدنيين، جراء هجمات شنتها مليشيا إثيوبية مسنودة بجيش بلادها، خلال اليومين الماضيين، على مناطق حدودية بين البلدين.
ويأتي التصعيد الأثيوبي ضد السودان في ظل استمرار تفشي وباء كورونا في البلاد، حيث وصل إجمالي الإصابات بالفيروس في السودان، إلى نحو 5 آلاف حالة منها 195 وفاة و749 حالة تعاف.
كما تأتي المخاوف من اندلاع حرب سودانية ـ أثيوبية مع استمرار تردي الوضع الاقتصادي، وبداية مظاهرات شعبية للمطالبة برحيل الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك.
وتقول تقارير إن السودان يعيش حاليا، أزمة خانقة في الخبز والوقود، تجلت في اصطفاف عدد كبير من المواطنين أمام المخابز، ومحطات الوقود بسبب عدم توافرهما.
ومنذ 21 آب/ أغسطس 2019، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرا، تنتهي بإجراء انتخابات يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المنحل)، وقوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الحراك الشعبي، الذي أطاح بحكم نظام البشير.
إقرأ أيضا: السودان تعطي فرصة دبلوماسية قبل حرب شاملة مع إثيوبيا