هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت قيادات بارزة بالجماعة الإسلامية في مصر
اعتزامها تأسيس حزب جديد، وذلك بعدما قرر القضاء المصري، نهاية الشهر الماضي، حل
حزب البناء والتنمية، الذي كان يُشكل ذراعا سياسيا للجماعة، وتصفية أمواله،
وإحالتها إلى الخزانة العامة.
وقال القيادي البارز بالجماعة الإسلامية، الشيخ
عبود الزمر، في تغريدة على موقع "تويتر"،: "بعد قرار حل حزب البناء
والتنمية، وباعتباري أحد أعضاء الكتلة التصويتية للحزب (3.6 مليون صوت انتخابي)
أطالب رموز الكتلة بتشكيل حزب سياسي جديد يتلافى الأخطاء الفردية التي تسببت في
الحل".
وأوصى الزمر، وهو مقدم مخابرات حربية سابق، بالتشاور
حول اسم الحزب الجديد، وبرنامجه السياسي على صفحة باسم (الكتلة التصويتية للحزب).
اقرأ أيضا: القضاء المصري يقرر حل حزب "البناء والتنمية" وتصفية أمواله
وبعد يوم واحد من تغريدة عبود الزمر أكد رئيس مجلس
الشورى الجماعة الإسلامية، الشيخ أسامة حافظ، في تدوينة على صفحته بالفيسبوك، أنه
"سيتم العمل على إنشاء حزب جديد قبل الانتخابات يطور الإيجابيات، ويعالج
السلبيات، ويتم المسيرة نحو غد أفضل".
وأعلنت الصفحة الرسمية لحزب البناء والتنمية على "الفيسبوك"، الأحد، إيقاف الصفحة وتجميد نشاطها، بناء على القرار الصادر من دائرة الأحزاب السياسية بالمحكمة الإدارية العليا، بقبول طلب لجنة شؤون الأحزاب السياسية، بحل حزب البناء والتنمية وتصفية أمواله وإحالته إلى الخزانة العامة، مُوجّهة الشكر لمتابعيها.
يُذكر أن حزب البناء والتنمية لم يصدر أي بيان رسمي
تعقيبا على قرار حله وصادرة أمواله حتى الآن.
من جهته، رحب المستشار الإعلامي لحزب البناء
والتنمية، خالد الشريف، بدعوة قادة حزب البناء والتنمية بإنشاء حزب جديد قبل
الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وذلك بعد
قرار المحكمة الإدارية العليا بحل الحزب.
وأشار الشريف، في تصريح خاص لـ"عربي21"،
إلى أن "دعوة قادة الحزب تؤكد إصرار الحزب على مواصلة النضال السياسي السلمي
في ظل المحنة التي يعيشها المصريون على كافة المستويات السياسية والاجتماعية
والاقتصادية".
وأكد الشريف أن "حزب البناء والتنمية لبنة مُهمة
من لبنات العمل السياسي في مصر بعد الثورة الخامس والعشرين من يناير، وتجربة ثرية
وزاخرة بالخبرات نتوقع أن تؤتي ثمارها مع الحزب الجديد".
ودعا الشريف المراقبين والباحثين إلى "دراسة تجربة حزب البناء والتنمية بعد الثورة بكل أبعادها وجوانبها،
للاستفادة منها في إنشاء الحزب الجديد لتجنب السلبيات والبناء على إيجابيات تلك
التجربة".
كما دعا المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية الشباب
المصري بكل طوائفه إلى "الاندماج في العمل السياسي، وعدم اليأس أو الإحباط؛
فالنضال السلمي هو وسيلتنا للتغيير وإرساء الديمقراطية رغم كل المعوقات".
وعقب اندلاع ثورة يناير، أعلنت الجماعة الإسلامية بمصر، التي تأسست أوائل سبعينيات القرن الماضي، في 20 حزيران/ يونيو 2011 عن إطلاقها لحزب "البناء والتنمية" ليعبر عن الجماعة وأهدافها وليجمع أعضاءها المنتشرين في أنحاء مصر، آخذة خطوة تاريخية تكسبها الشرعية القانونية.
ومن بين الأهداف التي قال الحزب إنه يسعى لتحقيقها: الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير، والحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية لمصر، ومواجهة كل محاولات الانتقاد أو الانتقاص منها، ورفض كل محاولات التغريب والعلمنة، والتصدي للفساد والانحراف والتحلل الأخلاقي والقيمي، والعمل على تحقيق الإصلاح السياسي والدستوري والقانوني الذي يؤسس لنظام سياسي لا يستبعد تيارا ولا فصيلا، ونشر قيم ومفاهيم الإسلام السياسية ومواجهة حملات التشوية التي تتعرض لها النظريات السياسية الإسلامية، وتحقيق العدالة الاجتماعية.