هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الأزهر دعمه وتأييده لموقف القيادة المصرية (في
إشارة لموقف رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي) في جميع الإجراءات التي تتخذها تجاه
الأزمة الليبية، بزعم الحفاظ على أمن مصر القومي وحماية حدودها.
وقال، في بيان له، الأحد، اطلعت عليه
"عربي21"، أنه يؤيد ما وصفه بـ "حرص مصر الدائم على الحل السلمي
للأزمة الليبية، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي الجادة لوقف إطلاق النار في كافة
الأراضي الليبية، واستئناف المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة من أجل تحقيق
استقرار ليبيا وسلامة ووحدة شعبها".
وأكد الأزهر أنه "يتابع بمزيد من القلق ما
تشهده ليبيا من احتدام الصراع بين الأشقاء الليبيين، والتدخلات الخارجية ذات
الأطماع التي تؤدي إلى مزيد من التشرذم والتنازع وتأجيج الصراع بين أبناء الشعب
الليبي".
وكرر الأزهر رفضه القاطع لـ "مبدأ الوصاية
الذي تحاول بعض الدول فرضه على العالم العربي، وتتخذه ذريعة لانتهاك سيادته"،
داعيا إلى "موقف عربي مشترك وحازم في حل هذه الأزمة".
اقرأ أيضا: "الوفاق": نرفض تصريحات السيسي وسنواجه أي تهديد لليبيا
وناشد الشعب الليبي بضرورة الاتحاد، ونبذ الخلاف
والفرقة التي تجعل ليبيا عرضة للأطماع الاستعمارية والتدخلات الخارجية".
وتوجه الأزهر بما وصفها برسالة دعم وتقدير لـ
"ضباط وجنود القوات المسلحة الساهرين على حماية الحدود، وتأمين المنافذ ممن
يفتدون تراب مصر بأرواحهم"، داعيا الله - عز وجل- أن "يحفظهم بحفظه، وأن
يحرسهم بعينه التي لا تنام، وأن يوفقهم لما فيه مصلحة البلاد والعباد".
وتابع: "كما يتوجه الأزهر الشريف بالدعاء إلى
الله تعالى أن يجمع شمل الليبيين، وأن يوحد كلمتهم، وأن يجنب ليبيا والليبيين
مرارة الحروب وويلات الصراع والنزاع، وأن يحفظ ليبيا وشعبها والوطن العربي من كل
مكروه وسوء".
وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا قد عبّرت عن رفضها لتصريحات السيسي
بشأن الأوضاع في البلد، مقابل ترحيبها بدور أي وسيط محايد عبر مسارات الأمم
المتحدة وليس مبادرات أحادية منحازة.
وأوضحت حكومة الوفاق، في بيان، أن "التدخل في الشؤون الداخلية والتعدي
على سيادة الدولة سواء كان من خلال التصريحات الإعلامية لبعض الدول كما حدث من قبل
الرئيس المصري أو دعم الانقلابيين والمليشيات والمرتزقة أمر مرفوض ومستهجن".
وأكدت أن ذلك الأمر أيضا يعد "عملا عدائيا وتدخلا سافرا وبمثابة إعلان
حرب"، مشدّدة على أنها "تذكر الجميع بأنها الممثل الشرعي الوحيد للدولة
الليبية ولها وحدها حق تحديد شكل ونوع اتفاقياتها وتحالفاتها".
وفي كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح (غرب)،
المتاخمة للحدود مع ليبيا، السبت، قال السيسي مخاطبا قوات الجيش: "تجاوز
(مدينتي) سرت (شمال وسط ليبيا) والجفرة (جنوب شرق طرابلس) خط أحمر".
واعتبر أن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية (في ليبيا) باتت تتوفر له
الشرعية الدولية، سواء بحق الدفاع عن النفس، أو بناءً على طلب السلطة الشرعية
الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (طبرق)".
وأضاف السيسي في كلمته: "سيكون أهدافنا (حال التدخل في ليبيا) حماية
الحدود الغربية (لمصر)، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية،
باعتباره جزءا من الأمن القومى المصري، وحقن دماء الشعب الليبي، ووقف إطلاق النار
الفوري، وإطلاق المفاوضات الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة".
واستنكر عدم الاستجابة لما يسمى "إعلان القاهرة لحل الأزمة
الليبية"، والذي كان يتضمن قرار وقف إطلاق النار في 8 يونيو/ حزيران الجاري.
ومع تراجع مليشيا حفتر وخسارتها كامل الحدود الإدارية لطرابلس وأغلب المدن
والمناطق في المنطقة الغربية أمام الجيش الليبي، طرحت مصر مؤخرا، ما يسمى
"إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية".
ومؤخرا، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية
لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات
بالجبل الغربي.