هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في غرفة العناية المشددة بإحدى مستشفيات طرابلس، يرقد الرائد "معز الصغير" عضو إدارة المفرقعات ومعالجة المتفجرات، بعد أن فقد ساقيه نتيجة انفجار لغم روسي زرعته "مليشيات حفتر" قبل "انسحابها" من منطقة عين زارة الأربعاء الفائت، بينما يتوزع رفاقه الذين كانوا معه لحظة انفجار اللغم بين المستشفيات الأخرى، حيث فقد أحدهم يده، وآخر خسر عينه، واثنان آخران أصيبا بشظايا في مختلف أنحاء جسمهم.
وقبل حادثة "معز" لقي أحد أفراد وزارة الداخلية وهو "عبد الحميد رفيدة" مصرعه بعد انفجار لغم كان يحاول تفكيكه، لترتفع حصيلة ضحايا العاملين على إزالة الألغام - حتى تاريخه - إلى 46 بين قتيل وجريح.
ورصدت إحصائية المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام ومخلفات الحروب، إصابة 86 شخصا نتيجة الألغام جنوب طرابلس نتج عنه وفاة 31 بين مواطنين وعاملين على إزالة الألغام تابعين لوزارتي الداخلية والدفاع بحكومة الوفاق الوطني وذلك خلال الفترة من 22 مايو إلى 10 يونيو 2020.
وأوضح المركز أن الضحايا تراوحت أعمارهم بين 8 أعوام و 65 عام، مضيفة أنهم يتلقون ما معدله 50 بلاغ يومي عن الألغام.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مؤلمة تظهر لحظات انفجار الألغام بين المدنيين أثناء عودتهم إلى منازلهم التي نزحوا منها نتيجة الحرب، فيما تظهر صور أماكن زرع الألغام حيث لا يكاد يخلو منها مكان، ولعل أشهرها صورة اللغم الذي ربط بدمية داخل حجرة طفل.
اقرأ أيضا: قوات "ساس" التركية تشارك بعملية إزالة ألغام حفتر (صور)
وقال المتحدث باسم ادارة الهندسة العسكرية بالجيش الليبي العقيد مهندس "عمر الرطب" في تصريحات لإعلام محلي، إن الألغام التي وجدت حتى الآن جنوب طرابلس روسية الصنع، ومنها ألغام ( كلايمور 50 - "كلايمور 90 - قافز 42 - Mon 100- Mon 100 ) مضيفا أن هذه الألغام مستوردة حديثا لليبيا، وأن التقنية التي وضعت بها تؤكد أن من زرعها متخصصون أجانب وليسوا ليبيين.
ويفرق "الرطب" - الذي عمل على تفكيك ألغام تنظيم داعش في مدينة سرت - فيقول "إن هذه الألغام في طرابلس أخطر، لأنها تعيش لعشرات السنين، إضافة لأنها تعمل عن طريق الصواعق ذات التشغيل الارتدادي، بينما الألغام التي زرعتها داعش سابقا في سرت بدائية ترتبط أغلبها بدائرة كهربائية وبطارية، ما إن تنفذ حتى يزول خطرها)
هذا ووصل لطرابلس أخيرا خبراء من دولة تركيا للمساعدة في تفكيك الألغام التي زرعتها مليشيات حفتر في منازل المدنيين، وذلك تنفيذا لمذكرة التفاهم الأمني الموقعة بين ليبيا وتركيا فيتشرين/ الثاني/ نوفمبر 2019
يذكر أن حكومة الوفاق الوطني قد أطلقت نداء للدول والمنظمات المتخصصة في إزالة الألغام لمساعدتها وتقديم معدات متطورة تساهم في تقليل الخسائر وانجاز العمل في وقت قصير، لتأمين عودة السكان النازحين إلى منازلهم.