هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مصدر مطلع بالقاهرة لـ"عربي21"، إن رحلة الرهان على اللواء الليبي المنشق خليفة حفتر، لحسم المعركة بليبيا بعد سنوات من الدعم قد انتهت .
ونفى المصدر في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، ما تردد من خضوع حفتر للإقامة "الجبرية" في القاهرة منذ زيارته لها في الثالث من حزيران/ يونيو الجاري".
لكنه كشف عن فرض الإقامة الجبرية المؤقتة عليه لدى زيارته إلى القاهرة، الأسبوع الماضي، من خلال "عدم لقائه إلا المسؤولين أو الشخصيات التي تحددها السلطات المصرية للتشاور، في ظل تنامي الغضب عليه من رئيس السلطة والمسؤولين المصريين النافذين".
خريطة سياسية جديدة
وأكد أن "لقاء حفتر السيسي منفردا من عدمه كان لن يقدم أو يؤخر شيئا في أوراق القضية، وفي نهاية المطاف التقاه فى قصر الاتحادية سواء قبل أو بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس معه ومع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ولكنه لم يلتقه قبل هذا اليوم".
وعن طبيعة إعلان القاهرة، أوضح المصدر نفسه، أن "المبادرة جرى التشاور بشأنها مع جميع الشركاء سواء الإماراتيين أو الروس أو حتى الليبيين، وتهدف لرسم خريطة جديدة لما بعد حفتر والسراج بتوافق مصري روسي إماراتي فرنسي".
وأكد المصدر أن "الخريطة ستركز على الجانب السياسي في المرحلة المقبلة من خلال توافقات تلك الدول، وبعيدا عن أي مبادرات دولية أخرى، تتضمن خروج السراج وحفتر، وإجراء انتخابات جديدة، وتعيين رئيس أركان حفتر، عبدالرزاق الناظوري بديلا عنه، ودمج مليشيات حفتر مع الجيش الليبي التابع للوفاق".
وأردف "القيادة السياسية في مصر باتت تأمل بلعب روسيا دورا كبيرا في الضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقبول أو التوافق بشأن المبادرة، ووقف الهجوم ناحية الشرق، واستمرار تواجد دعمهم العسكري في الشرق الليبي للحفاظ على جزء من المكتسبات التي لا ينبغي أن تفقدها قوات حفتر تحت أي ظرف".
تعظيم إعلان القاهرة
وبحسب بيان الرئاسة، استقبل السيسي، الأسبوع الماضي، بقصر الاتحادية كلا من صالح وحفتر، بحضور الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع وعباس كامل رئيس المخابرات العامة والدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب وسامح شكري وزير الخارجية.
وعلمت "عربي21" أنه "بالتزامن مع زيارة حفتر وعقيلة صالح للقاهرة وصلت تعليمات بضرورة إظهار جهود الدولة المصرية والقيادة السياسية المتمثلة في الرئيس السيسي في التعامل مع الأزمة الليبية، والإشادة بوجود ممثلين من الدول الأجنبية في المؤتمر".
اقرأ أيضا : سياسيون مصريون يقرأون أبعاد رسائل تركيا الإيجابية لمصر
وتمخض لقاء السيسي بحفتر وصالح عن ما يسمى بـ"إعلان القاهرة"، الذي وصفته حكومة الوفاق في طرابلس، بأنه ولد ميتا، مؤكدة أنه لا مكان لحفتر في أي عملية تفاوضية مقبلة، فيما استمرت قوات حكومة الوفاق في نزع المزيد من المكاسب على الأرض وطرد مليشيات حفتر من جميع الغرب الليبي.
حفتر الورقة المصرية الإماراتية
من جهته علق عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب السابق، أسامة سليمان، على تلك التصريحات بالقول: " حفتر ورقة في الكتاب الأسود للإمارات والاحتفاظ بها أو تمزيقها مرهون بمن يملك الأرض، ويعطي الولاء للأجندة الإماراتية الغربية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "خسارة حفتر هي خسارة لمصر والإمارات، ودورهما في ليبيا كما هو معروف دور قذر بمساندة روسيا وفرنسا على حساب مصالح الشعب الليبي، وربما بات حفتر إذا ظل حر الحركة في ليبيا أن يضرهم أكثر ما ينفعهم ويتلاعب بهم، بما يملكه من معلومات وأسرار، ولذلك يحرصون على الحفاظ عليها حتى لو شكليا".
ولم يستبعد سليمان أن "تستعين به مصر مجددا أو تعيد له (حفتر) صلاحياته في حال احتاجت إليه في وقت لاحق، فهو أداة وليس صانع سياسة أو واقع في ليبيا، بعد خسائره المستمرة التي قضت على آماله بالتتويج ملكا على ليبيا".
وأشار إلى أنه وحتى اللحظة لم يتمخض عن هذه الترتيبات تغيير ملموس على الخريطة السياسية أو الواقع الميداني على الأرض، ولكن أيا كانت التفاهمات أو التصورات فإن هزيمة حفتر وانتصار السراج سيغير شكل الخريطة السياسية في ليبيا، ولكن التوافق الدولي سيكون صعبا".