هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوضح الدكتور زونغ
نانشان، كبير مستشاري الصحة للحكومة الصينية، أن سلطات مدينة ووهان، حيث ظهرت أول
إصابة بالفيروس في كانون الثاني/ديسمبر، تأخرت بالكشف عن تفشي كورونا.
ويُعرف زونغ باسم "بطل السارس" في الصين لمكافحة وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد الوخيم في 2003. وفي هذه المرة، قاد استجابة البلاد في مكافحة كوفيد-19، خاصة في المراحل المبكرة الحرجة من تفشي المرض.
وقال زونغ في مقابلة مع "سي إن إن": "إن السلطات المحلية لم تحب قول الحقيقة في ذلك الوقت"، مُضيفا أنه "في البداية ظلوا صامتين، ثم قلت على الأرجح أن لدينا (أكبر) عدد من المصابين".
وأشار
زونغ إلى إن الأمر أصبح مريبا عندما ظل عدد الحالات المُبلغ عنها رسميا في ووهان عند
حد الـ41 حالة لأكثر من 10 أيام، على الرغم من ظهور الإصابات في الخارج.
وقال
كبير مستشاري الصحة في الصين: "لم أصدق هذه النتيجة، لذلك (ظللت) أسأل، عليكم
أن تعطوني الرقم الحقيقي... أعتقد أنهم كانوا (مترددين) جدا في الإجابة عن سؤالي".
اقرأ أيضا: كورونا يرفع عدد العاطلين عن العمل بالصين لـ70 مليون شخص
وفي
20 كانون الثاني/يناير، كان زونغ هو من أكد عبر قناة CCTV الحكومية أنه يمكن أن ينتقل الفيروس التاجي بين الناس، بعد يوم واحد
من تأكيد سلطات ووهان الصحية أنه لا يوجد دليل واضح على انتقال الفيروس من شخص إلى
آخر، وأن تفشي الوباء كان "يمكن منعه والسيطرة عليه".
تحذير من موجة ثانية
وحذر
زونغ من أن الصين ما زالت تواجه "التحدي الكبير" المتمثل في حدوث موجة ثانية
محتملة من عدوى كورونا، مع عدم وجود حصانة بين المجتمع، وسط قلق شديد مع استمرار السباق
لتطوير لقاح.
وأفادت
بيانات صادرة عن لجنة الصحة الوطنية في الصين بأن البلاد سجلت أكثر من 82 ألفا إصابة
بكورونا، مع ما لا يقل عن 4633 حالة وفاة. وارتفع عدد الإصابات الجديدة بسرعة في أواخر
كانون الثاني/يناير، ما أدى إلى إغلاق المدن وحظر السفر على الصعيد الوطني.
وبعد
احتواء الفيروس إلى حد كبير، تعود الحياة في الصين ببطء إلى وضعها الطبيعي. لكن زونغ
قال إن السلطات الصينية يجب ألا تكون راضية عن نفسها، حيث إن خطر حدوث موجة ثانية من
الإصابات يلوح في الأفق.
وظهرت
إصابات جديدة في جميع أنحاء الصين في الأسابيع الأخيرة، في ووهان، وكذلك في مقاطعات
هيلونغجيانغ وجيلين في الشمال الشرقي.
وقال زونغ: "غالبية... الصينيين في الوقت الحالي ما زالوا عرضة للإصابة بـكوفيد
19، بسبب نقص المناعة... نحن نواجه تحديا كبيرًا، فهي ليست أفضل من الدول الأجنبية
أعتقد في الوقت الراهن".
وفي
27 كانون الثاني/يناير، اعترف عمدة مدينة ووهان، تشو شيان وانغ، بأن حكومته لم تكشف
للجمهور عن المعلومات حول الفيروس التاجي "في الوقت المناسب"، قائلا: "كحكومة محلية، لا يمكننا الكشف عن المعلومات إلا بعد الحصول على إذن".
وفي
شباط/فبراير، أطلقت الصين سراح العديد من كبار المسؤولين، وسط انتقادات واسعة النطاق
لتعامل السلطات المحلية مع تفشي المرض. وكان من بينهم المسؤولان عن لجنة الصحة بالمقاطعة،
فضلا عن زعيمي الحزب الشيوعي الصيني في ووهان ومقاطعة هوبي، وفقا لوكالة أنباء شينخوا
الصينية الحكومية.
الأرقام الحقيقية والادعاءت الأمريكية
ومع
تجاوز عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في الولايات المتحدة الـ87 ألف حالة، فقد شكك الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب علانية في دقة عدد الوفيات في الصين.
لكن
زونغ قال إن الحكومة الصينية تعلمت دروسًا من مرض السارس الذي ضرب البلاد قبل 17 عامًا،
عندما غطت على "جانب من تفشي المرض... لمدة شهرين أو ثلاثة".
وقال
إن الحكومة المركزية أعلنت هذه المرة أنه "يجب على جميع المدن، جميع الدوائر الحكومية،
الإبلاغ عن العدد الحقيقي للأمراض - لذلك فإنك إذا لم تفعل ذلك، فسوف تتم معاقبتك".
اقرأ أيضا: نمو الخلافات حول العالم بالتزامن مع البحث عن لقاح كورونا
وأضاف:
"لذا، فإنه منذ 23 يناير، أعتقد أن جميع البيانات... ستكون صحيحة".
وقال
زونغ إنه فوجئ بعدد الإصابات والوفيات في الولايات المتحدة، مُضيفا أنه شعر بأن بعض
الحكومات الغربية لم تأخذ تهديد فيروس كورونا على محمل الجد في وقت مبكر من تفشي المرض.
وأضاف
زونغ: "أعتقد أنه في بعض الدول في أوروبا، أو ربما في الولايات المتحدة، تفترض
(الحكومات) أن هذا النوع من الأمراض... يشبه إلى حد ما الإنفلونزا، وهذا خطأ".
ورفض زونغ النظرية التي دفع بها ترامب ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول أن الفيروس
نشأ في مختبر ووهان.
وقال
كبير مستشاري الصحة في الصين إنه سأل مرارا شي زنغلي، كبيرة علماء الفيروسات من معهد
ووهان للفيروسات، حول اتهامات إدارة ترامب.
وأشار
زونغ، الذي وصف شي بأنها "صديقة جيدة"، إلى أنها قالت إن هذا (الاتهامات)
سخيفة للغاية".
وقال
زونغ إنه في أوائل شباط/فبراير، أمضت سلطات مكافحة الأمراض في الصين أسبوعين في التحقيق
في ارتكاب مختبر ووهان مخالفات، ولم يجدوا أي شيء.
الوصول للقاح يستغرق وقتا
ومع
استمرار الإبلاغ عن آلاف حالات الإصابة بالفيروس التاجي الجديدة حول العالم كل يوم، وموت 300 منذ بدء الوباء، يتدافع الباحثون لتطوير لقاح.
وتختبر
ثلاث شركات أمريكية بالفعل لقاحاتها على البشر، بحسب منظمة الصحة العالمية. ومازالت
الشركات في المرحلة الأولى أو الثانية من التجارب، التي تتضمن عادةً إعطاء اللقاح لعشرات
أو مئات الأشخاص.
وقال
زونغ إن ثلاثة لقاحات صينية تخضع للتجارب السريرية في البلاد، ولكن الحل "المثالي"
من المحتمل أن يكون بعد "سنوات".
"علينا
أن نختبر مرارا وتكرارا... باستخدام أنواع مختلفة من اللقاحات. من السابق لأوانه
استخلاص أي نوع من اللقاح المتاح لهذا النوع من الفيروسات التاجية... لهذا السبب أقترح
أن الموافقة النهائية على لقاح (سوف) يستغرق وقتا أطول".