هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا دبلوماسي بريطاني السبت، الدول الأوروبية الداعمة للواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، إلى التراجع عن سياستها، وإعادة تقييم هذه الأفكار.
وقال السفير البريطاني السابق لدى ليبيا بيتر ميليت
في مقابلة مع "الأناضول"، إن "دولا مختلفة في أوروبا تدعم حفتر،
لأسباب معقدة قائمة على مصالحها السياسية والتجارية، وظنا منها أنه سيحقق
الاستقرار في البلاد"، مضيفا أن "بعض الدول قررت اعتبار مزاعم حفتر حول
محاربة الإرهاب قضية تستحق الدعم، ظنا منهم بأنه يمكن أن يجلب الاستقرار للمشكلة
والدولة المقسمة".
وتابع ميليت: "بما أنه تبين الآن بكل وضوح أن هدف
حفتر هو الاستيلاء على السلطة، فإنه يجب إعادة تقييم هذه الأفكار"، معتبرا أن
الحل الوحيد للأزمة الليبية يتمثل في عملية تقودها الأمم المتحدة، وتضم المجموعات السياسية
والقبلية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد على أوسع نطاق ممكن.
واستطرد: "يجب أن يكون هذا (الحل) عملية مصالحة
متأنية تركز على المصلحة الوطنية المشتركة لليبيين، وتلتف مختلف المجموعات القبلية
والمناطقية والعسكرية حول رؤية وطنية مشتركة"، مشددا على ضرورة أن يتحد المجتمع الدولي فعليا في الوقوف وراء الأمم
المتحدة خلال المرحلة الراهنة.
وأكد استمرار بريطانيا في دعم الاتفاقية السياسية في
البلاد والحكومة الليبية، قائلا إن "بريطانيا تدعم باستمرار جهود السلام التي
تبذلها الأمم المتحدة. وعليها أن تواصل القيام بذلك بشكل فاعل وواضح".
اقرأ أيضا: 3 قتلى بقصف لقوات حفتر.. وبعثة أممية: هجماتها "جرائم حرب"
ولفت إلى فرض عقوبات على رئيس مجلس نواب طبرق (شرق) عقيلة
صالح، وزعماء مليشيات بينهم صالح بادي، لتقويضهم عملية السلام، مؤكدا أن تلك العقوبات
هي أداة رئيسية في أيدي المجتمع الدولي.
وأردف ميليت: "عندما نأخذ بالحسبان رفض حفتر للعملية
السياسية، وقصفه العشوائي على طرابلس، فهناك أساس قوي لفرض عقوبات عليه. مع ذلك أتوقع
أن أنصاره سيحاولون منع تنفيذ العقوبات".
وكثفت مليشيا حفتر، مؤخرا، استهداف المدنيين ضمن هجوم
متعثر بدأته منذ 4 أبريل/ نيسان 2019، للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها
دوليا، تكبدت خلاله خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
وبخصوص ادعاءات حول استخدام مرتزقة شركة "فاغنر"
الروسية التي تقاتل إلى جانب مليشيات حفتر، غاز الأعصاب المحظور دوليا ضد القوات الحكومية
جنوبي العاصمة طرابلس، قال السفير السابق إنه يشاطر رئيسة البعثة الأممية بالنيابة
إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، مخاوفها التي عبرت عنها بهذا الخصوص.
وفي 22 نيسان/ أبريل الماضي، اتهم وزير الداخلية الليبي
فتحي باشاغا، مرتزقة شركة "فاغنر" باستخدام غاز الأعصاب المحظور دوليا ضد
القوات الحكومية جنوبي طرابلس.
وقال باشاغا، حينها: "في محور صلاح الدين، تعرض
مقاتلونا لغاز الأعصاب من قوات حفتر، فتم شلهم ثم قنصهم، وهذا العمل لا يتم إلا من
الفاغنر".