هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، عن دور بارز لعبه كل من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لدفع الإدارة الأمريكية إلى تأييد هجوم حفتر على العاصمة الليبية قبل نحو عام.
وفي تقرير مطول، ترجمت "عربي21" أجزاء منه، قالت الصحيفة، إن اتصالات مكوكية ولقاءات جرت بين الزعيمين العربيين، ومسؤولين في إدارة ترامب، أملا في حشد دعم أمريكي للهجوم الفاشل الذي شنه حفتر على طرابلس، كاشفة في هذا السياق عن اتصال جرى بين مستشار الأمن القومي جون بولتون، وحفتر قبل أيام من هجوم الأخير صوب الغرب الليبي.
وذكرت الصحيفة أن حملة لحث البيت الأبيض على دعم حفتر بدأت بمجرد انتخاب ترامب، حيث بادر ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد إلى نسج علاقة بين حفتر وأعضاء فريق السياسية الخارجية الأمريكية، من خلال لقاء سري جرى في نيويورك في كانون الأول/ ديسمبر 2016 وفقًا لشخص مطلع على اللقاء.
حفتر والإسلام السياسي
وذكرت الصحيفة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي سماه ترامب مازحا "ديكتاتوري المفضل"، تناول قضية حفتر أيضا بعد خمسة أشهر عندما زار البيت الأبيض، حيث كان اللواء الليبي نقطة حوار أساسية في كل اجتماع يجري مع المصريين والإماراتيين". بحسب ما قاله أندرو ميللر، العضو السابق في مجلس الأمن القومي.
ورغم أن واشنطن تدعم الحكومة المؤقتة في طرابلس، تقول الصحيفة إن ابن زايد والسيسي أخبرا ترامب أن الحكومة المؤقتة كانت ضعيفة بشكل ميؤوس منها ومليئة بالإسلاميين، وقدموا حفتر على أنه وحده القادر على منع الإسلاميين من الاستيلاء على السلطة في طرابلس، وهو ما قال الزعماء العرب إنه سيخلق تأثير الدومينو في جميع أنحاء المنطقة، بحسب اثنين من كبار المسؤولين السابقين في الإدارة تحدثوا للصحيفة.
اقرأ أيضا: NYT: تقرير سرّي روسي يكشف خفايا هجوم طرابلس الفاشل
ولفتت إلى أن حفتر كان قد تعهد عام 2014 بالقضاء على الإسلام السياسي وتولي السلطة كحاكم عسكري جديد لليبيا. ومع ذلك، فقد شكل بهدوء تحالفًا مع فصيل منافس من المتطرفين، على الطراز السعودي المعروفين باسم السلفيين (المداخلة).
وشددت "نيويورك تايمز" على أنه وفي أوج الضغط المصري الإماراتي على ترامب، كان السيسي وابن زايد يعملون في نفس الوقت بشكل وثيق مع روسيا، وكانت مصر قد فتحت قاعدة روسية سرية لتزويد قوات حفتر، ما أقلق المسؤولين الغربيين من نفوذ موسكو المتزايد.
مكالمة بين حفتر وبولتون
وذكرت أن حفتر رتب مكالمة مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون أوائل الربيع الماضي، قبيل مؤتمر السلام المدعوم أمريكياً بين الفصائل المتحاربة في ليبيا، (كان سيعقد في مدينة غدامس الليبية بين 14-16 أبريل 2019)، لكن حفتر لم يرغب في الحديث عن السلام خلال المكالمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن حفتر أراد مباركة البيت الأبيض لهجوم مفاجئ للاستيلاء على العاصمة طرابلس، قبل بدء محادثات السلام. كاشفة أن بولتون "لم يقل لا".
وأشارت الصحيفة إلى أن الزعيمين العربيين وجدا أذنًا متعاطفة في بولتون، الذي أصبح مستشارًا للأمن القومي في ربيع عام 2018 وقاد سابقًا مركز أبحاث يمينيًا متطرفًا معروفًا بهجمات كاسحة على الإسلام السياسي.
وأضافت: "جاءت مكالمة بولتون وحفتر الهاتفية الربيع الماضي في لحظة حرجة، فحتى مع اقتراب محادثات السلام، نقل حفتر قواته إلى جنوب طرابلس وكان على وشك شن هجوم مفاجئ، فعندما
طلب حفتر الموافقة، كانت إجابة بولتون "ضوء أصفر"، وليست خضراء أو حمراء، حسب ما قال مسؤول سابق في إدارة ترامب، لكن ثلاثة دبلوماسيين غربيين مطلعين وصفوا بولتون بأنه أقل غموضًا، حيث قال الأخير لحفتر: "إذا كنت ستهاجم، فقم بذلك بسرعة"، وهو ما اعتبره حفتر بمثابة موافقة صريحة.
ومع استمرار القتال، لفتتت الصحيفة إلى أن حلفاء حفتر الأقوياء كانوا يضغطون على ترامب لإظهار دعمه، حيث ضغط السيسي على ترامب شخصياً العام الماضي في 9 نيسان/ أبريل، وولي العهد اتصل عبر الهاتف في 18 أبريل / نيسان.
نتائج عكسية
وتابعت: "في اليوم التالي قال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس اتصل بالسيد حفتر للإشادة بدوره الهام في مكافحة الإرهاب، وبعد يوم واحد من المكالمة، بدأت قوات حفتر في قصف الأحياء المدنية في طرابلس".
وعن نتائج الهجوم تابعت: "كان للهجوم على طرابلس نتائج عكسية، حيث فشل حفتر في الاستيلاء على طرابلس، بل أعاد الحرب الأهلية، متسببا بمقتل الآلاف وتشريد مئات آلاف آخرين، في حين أدى القتال إلى قطع تدفق النفط الليبي وضخ تقلبات جديدة في المنطقة وقلل بشدة من نفوذ واشنطن".
وشددت الصحيفة على أن موقف واشنطن غير المتسق بشأن ليبيا، لعب دورًا رئيسيًا في إطالة أمد الفوضى، فقد فتح غياب سياسة أمريكية قوية هناك، الباب أمام تدخل الشركاء الأمريكيين المتنافسين، بما في ذلك تركيا، ومصر، والإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، فإن روسيا هي الآن في وضع أفضل للسيطرة على ليبيا.