هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواجه
مفاوضات سد النهضة بين مصر وإثيوبيا مستقبلا غامضا مع توقف كل الجهود الدولية بعد جائحة
فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، وتكريسها نحو القضاء على الفيروس.
ونهاية
شباط/ فبراير الماضي، وقعت مصر بالأحرف الأولى على اتفاق ملء سد النهضة وتشغيله،
وهو الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة بمشاركة البنك الدولي، معتبرة الاتفاق
"عادلا"، لكن إثيوبيا رفضت التوقيع على الاتفاق فيما تحفظ عليه السودان.
وفي
تصريحات تعكس حقيقة الموقف الإثيوبي، قال عضو فريق التفاوض الإثيوبي في ملف سد النهضة،
زريهون أبي، إن بلاده لن تتحمل الألم وحدها لتزدهر مصر، التي أكد أنها تسعى لتغيير هدف
المفاوضات بشأن سد النهضة.
ذكرى
السد التاسعة
جاء
ذلك في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية، الخميس، لأكثر من عضو في فريق
التفاوض الإثيوبي بمناسبة مرور 9 سنوات على بدء بناء سد النهضة.
وأضاف
زريهون أبي أن "مصر كانت تهدف من خلال المفاوضات إلى إعادة إحياء الاتفاقية الاستعمارية
لعام 1959"، مؤكدا أن "السبيل الوحيد للخروج من هذا الأمر، هو التفاوض بجدية
وروح التعاون مع دول الحوض الأخرى".
كما
نقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن عضو آخر في فريق التفاوض، وهي يلما سيليشي قولها:
"مصر خرجت كالمعتاد بخطة تحويل غير مقبولة باسم التخفيف من الجفاف".
وقالت
سيليشي: "مصلحة مصر واضحة للغاية. إنهم يريدون الحفاظ على حق استخدام المياه الحالي
بشكل صحيح أو غير مباشر لاتفاقية 1959. هذا لا يصح؛ لذلك عليهم تغيير طرقهم. هذا الوضع
سيترك لنا خيار عدم وجود النيل للمنفعة المتبادلة".
"نوايا
إثيوبيا السيئة"
من
جهته اتهم مستشار وزير الري السابق ضياء الدين القوصي إثيوبيا بإضمار سوء النية تجاه
مصر، قائلا: "نوايا الإثيوبيين ليست جيدة تجاه التعامل مع ملف سد النهضة"،
مشيرا إلى أن "على السلطات المصرية أن تأخذ موقفا حاسما مما يجري".
وبشأن
انشغال العالم بأزمة فيروس كورونا أكد القوصي: "العالم لن يتوقف بسبب كورونا،
وأمريكا التي تقود جهود الوساطة بين أطراف الأزمة، نراها اليوم تتوسط بين السعودية
وروسيا بشأن أزمة أسعار وإنتاج النفط".
وردا
على تصريحات زيهون أبي، قال مستشار الوزير السابق في تصريحات لـ"عربي21"
إن "هذه التصريحات ليست بالجديدة، هم يكررون مثل هذا الكلام، فالكهرباء تغطي
100% من محافظات مصر، ولكنها تغطي فقط 30% من البلاد الإثيوبية"، مشيرا إلى أن
"مصر ليست ضد التنمية في إثيوبيا، والعكس صحيح، لن تكون التنمية في إثيوبيا على
حساب الحصة المائية الخاصة بمصر".
اقرأ أيضا: سد النهضة.. إثيوبيا: لن نتحمل الألم بمفردنا لتزدهر مصر
"تنمية
إثيوبيا وفناء مصر"
وأكد
مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، أن "إثيوبيا لن تتوقف عن
بناء سد النهضة تحت أي ظرف؛ لأنها صورت للشعب الإثيوبي أن استكمال البناء هو مشروع
وحلم قومي، وأن مصر هي من حرمت الشعب من كل النعم، على الرغم من أنها ( إثيوبيا) تمتلك
الأرض والمياه، ولذلك فإن إبادة الشعب المصري هو هدف قومي".
واستبعد
في تصريحات لـ"عربي21" أن تكون هناك أي مفاوضات بين الجانبين، قائلا:
"لا توجد مفاوضات الآن، ولا مستقبلا، فإثيوبيا تشترط لأية مفاوضات تخطي نتائج
مفاوضات واشنطن التي عقدت قبل أشهر وانتهت بالفشل"، لافتا إلى أنه "وجه كتابا
للمسؤولين عن مخاطر ما يجري ولم يرد أحد عليه، حتى وقر في يقيني أنه لا حل في أيديهم
للأزمة، إلا إذا كان هناك حل سيظهر فجأة".
ولفت
الأشعل إلى أن "العلاقات بين مصر وإثيوبيا تاريخيا ودينيا كانت تحكمها الصراعات،
فهناك عداء إثيوبي لمصر، وما تزال إثيوبيا تُذكر مصر عسكريا بهزيمتها في عهد إسماعيل
باشا حفيد محمد علي باشا والي مصر ما بين 1875 و 1876، وإبادة الجيش المصري في المعركتين".
ومنذ
9 سنوات، يتسبب مشروع السد في خلافات، لا سيما بين إثيوبيا ومصر، حيث تتخوف القاهرة
من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار
متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليارا.
وتقول
أديس أبابا، إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة
الكهربائية في أفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميغاوات.